المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024
سطور مضيئة: وقفات إنسانية خلال عامين في غرب
محمد توفيق بلو
بواسطة : محمد توفيق بلو 23-01-2021 09:26 مساءً 11.3K
المصدر -  
تلقيت مؤخرا شهادة شكر وتقدير من الزميل المكرم سعود بن علي الثبيتي رئيس مجلس إدارة مؤسسة غرب للصحافة، نظير مساهمتي في الصحيفة بمقالات أدبية وثقافية واجتماعية متميزة خلال العام 2020م لعبت دوراً بارزاً في تقدم أداء الصحيفة وتميزها.

واغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر إلى إدارة الصحيفة ومنسوبيها على هذا التقدير وأهنئهم على التطور الملحوظ الذي شهدته الصحيفة منذ تأسيسها في أكتوبر 2008م متمنياً لها المزيد من التقدم والرقي على الساحة الإعلامية السعودية والعربية.

image

كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى قرائنا الأعزاء على متابعاتهم لمقالاتي وآرائهم وتعليقاتهم عليها والتي كان لها الأثر الكبير في تحفيزي وتشجيعي على الكتابة، وفي هذا السياق اقتبس جزء من رسالة المكرم الصديق سليمان بن إبراهيم جوهرجي التي وصلتني مع عديد من رسائل أخرى تجاوبًا مع استطلاع آراء القراء الذي أجريته مؤخراً لمقالاتي لعام 2020م "حقيقة لامستم الكثير من الجوانب التثقيفية والتنويرية والانسانية بأسلوب علمي راقي ونقلتم الكثير من المفاهيم التي تثري، وأجمل ما كان الابداع في المخاطبة الصوتية، وكذلك الاسلوب الذي يفهمه المثقف وغير المثقف..".

ولعله من المناسب أن ابدأ أولى مقالاتي لهذا العام 2021م بهذه السطور المضيئة بالتوقف سريعاً مع بعض المواضيع الإنسانية التي تناولتها في مقالاتي على مدى العامين منذ بدايتي مع صحيفة غرب في 19/01/2019م. بمقال «الأديب طاهر زمخشري والرفق بالحيوان» الذي تناولت فيه ما كشفه فنان العرب محمد عبده عن اهتمامات الأديب رحمه الله بالرفق بالحيوان ونشري لأول مرة أبيات من قصيدته التي ألفها في صديقه الكلب "بيجو". ولفت فيه الانتباه إلى اهتمام الأدباء والشعراء بالحيوان عبر العصور.

https://garbnews.net/news/s/121844

ثم مقال «وقفة مع الفارسي والزمخشري» الذي كتبته في يوم وفاة م. محمد سعيد فارسي أول أمين لمحافظة جدة رحمه الله ونشر في 2019/03/09م استعرضت من خلاله جانب من مناقبه، منها اهتمامه وعلاقته بالأدباء والشعراء خصوصاً الأديب طاهر زمخشري الذي كان أول من أطلق على جدة عروس البحر الأحمر في قصيدته «عروس البحر الأحمر» وألقاها في حفل المهرجان الفني السنوي الذي أقامه فرع جمعية الفنون والثقافة بجدة على شرف م. محمد سعيد فارسي، وتوقفي عند أخر لقاء مباشر لي معه في عزاءه لنا في جدي الأديب طاهر زمخشري رحمه الله (6 شوال 1407هـ) ووعده لنا بالسعي لإطلاق اسمه على أحد شوارع جدة تخليداً لذكراه وتقديراً لما قدمه للوطن بصفة عامة وجدة بصفة خاصة، الأمر الذي تم لاحقاً بتسمية أحد شوارع حي الشاطئ باسم طاهر زمخشري.

https://garbnews.net/news/s/126067

كذلك قصة المواطن الشاب وائل القرشي التي نشرت في 2019/05/10م بعنوان «أم وائل وقرنية الأمل» رويت من خلالها قصة الشاب ابن الطائف الذي أصيب بإعاقة بصرية نتيجة القرنية المخروطية وأجريت له عمليه زراعة قرنية في العين اليسرى بمستشفى مغربي للعيون في العام 2012م ضمن برنامج جمعية إبصار لمكافحة العمى على حساب شركة روفل لتشغيل الفنادق ضمن مسئولياتهم الاجتماعية، وكيف تم إزالة الضماد من عينه في جناح الفندق الذي استضافته الشركة واسرته فيه ليكون أول مشهد يراه بعد زراعة القرنية مشهد الحرم المكي الشريف والكعبة المشرفة، ومن حينها انقضت سنين وهو ينتظر زراعة القرنية في العين الثانية دون جدوى مما استدعى والدته للتواصل معي مرة أخرى لإيجاد متبرع بقيمة العملية الثانية لابنها، وفرصة عمل له ليعينها في تحمل أعباء المعيشة وإعالة أخواته البنات خصوصاً بعد وفاة شقيقه الأكبر في حادث دهس مروري.

https://garbnews.net/articles/s/3938

image

ومقال «كن مع الله ولا تبالي» الذي نشر في 2019/05/28م، رويت من خلاله القصة المأساوية للمواطنة حسنة فلمبان المعروفة بـ (أم عبد الله وعلاء) رحمها الله حينما داهمها سرطان البنكرياس بعد حياة مليئة بالمصائب والابتلاءات فقد رزقت على التوالي بولدين وبنت مصابين بإعاقة حركية مصحوبة بإعاقة ذهنية وبَكم، وعملت جاهدة وزوجها على تربيتهم دون كلل أو ملل، إلى أن قدر الله بغرق ابنتها في مسبح بيتهم وهي في السادسة عشر من عمرها أمام أعين أخوتها وأبيها الذي عجز عن انقاذها، وعلى اثر ذلك الحادث أصيب بصدمة نفسية ومضاعفات صحية أدت إلى وفاته بعد ثمانية أشهر من حادث الغرق، ومع ذلك جاهدت وصبرت على تربية ورعاية ابنيها بإعاقاتهم المركبة حتى شبا وبلغا الثلاثين من عمرهما وعمرهم الذهني لم يتجاوز الـ 5 سنوات، في غضون ذلك داهمها سرطان البنكرياس فصبرت وتحملت المرض في سبيل تربيتهما ورعايتهما حتى غلبها المرض ووافتها المنية بمكة المكرمة في أكتوبر 2020م وكانت قد أوصت بأن تتكفل شقيقتها برعايتهما مع السائق والخادمة اللذان كانا يساعدانها في حياتها، فضربت بذلك نموذج للأم المثالية التي تستحق تعرف المجتمع بها وتخليد ذكراها.

https://garbnews.net/articles/s/3976

وأخيراً موضوع المطالبة بتكريم الموسيقار غازي علي بما يليق بمكانته الفنية والأدبية الذي نشر في 2019/07/12م بعنوان «دعوة لتكريم ابن المدينة المنورة.. الموسيقار غازي علي» تحدثت فيه عن زيارتي له وهو يرقد على سريره الأبيض بمستشفى الملك فهد بجدة إثر خضوعه لعملية جراحية نتيجة لكسور في منطقة الحوض، وتسجيل انطباعي عن تلك الزيارة وردة فعله بعد ما اهديته مؤلفي «الأديب طاهر زمخشري في سطور»، ومطالبتي بتكريمه تكريماً يليق بمكانته الفنية والأدبية فهو فنان سعودي فوق العادة فقد جمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية في مجال العزف والتلحين الموسيقي والغناء وكتابة الشعر ورياضة اليوغا وعلم الأصوات إضافة إلى إعداد وتقديم برامج إذاعية عن الموسيقى العربية والعالمية، ولا يزال طريح الفراش بسبب كسر الحوض ومعاناته منذ سنوات مع داء السرطان.

https://garbnews.net/articles/s/4072

تلك وقفات سريعة مع بعض أهم القصص الإنسانية التي كتبت عنها بالإضافة إلى عشرات المقالات الأخرى بلغ إجماليها 110 مقالًا توزعت بين زاويتي «دردشات الصومعة» و «سطور مضيئة» من أجل التوعية بالإعاقة وقضايا المعوقين، ولفت الانتباه إلى المناسبات الدولية وقضاياها الإنسانية والاجتماعية الملحة، وتقديم مقترحات لها، وإحياء سيرة الأديب الراحل طاهر زمخشري وتعريف الأجيال الجديدة بأعماله، وعرض بعض تجارب النجاح الملهمة. وبحمد الله حصدت تلك المقالات أكثر من مليوني قراءة وهذا حافز مشجع لي للاستمرار في تقديم المزيد من المقالات الأدبية والثقافية والاجتماعية والإنسانية التي تلامس هموم المجتمع.