أم وائل وقرنية الأمل
مع دخول شهر البر والإحسان «رمضان المبارك» ارتئيت أن افتتح مقالاتي فيه بقصة إنسانية جمعت بين البر والوفاء والطموح وحب الأمل ذكرتني بها رسالة تلقيتها من السيدة «أم وائل القرشي» من الطائف، جمعني بها موقف إنساني إبان عملي في جمعية إبصار منذ سنوات في أحد أجنحة فندق الساعة «فيرمونت» بمكة المكرمة مع ابنها الشاب وائل حسن ردة القرشي واخوته الثلاثة حينما غمرتهم الفرحة والسرور وهم يتابعون إزالة الضمادة عن عين «وائل» بعد إجراءه لعملية زراعة قرنية لعينه اليسرى ليكون أول مشهد يطل عليه بقرنيته الجديدة «الكعبة المشرفة» ووجه والدته واخوته بعد سنوات من إصابته بإعاقة بصرية بسبب قرنية مخروطية متقدمة بالعينين أصيب بها وهو في السنة الثانية من دراسته في «قسم الإعلام» بجامعة الملك سعود بالرياض وعلى إثرها ترك الدراسة وعاد ليعيش في الطائف مع والدته المنفصلة عن والده وشقيقه الأكبر واختيه التي تعاني احدهما من تأخر فكري.
وقد بدئت معاناة «وائل» مع الحالة وهو في المرحلة المتوسطة حينما أصيب بحساسية «الرمد الربيعي» وتطورت إلى قرنية مخروطية بالعينين وتضاعفت في العين اليسرى مما أدى إلى ارتشاح في القرنية نتيجة تشقق الغشاء الداخلي المبطن للقرنية، وبمرور الوقت استلزمت الحالة زراعة قرنية وبحكم ظروفهم الاجتماعية والمادية لاعتمادهم على الضمان الاجتماعي وما تجنيه والدته من عملها كعاملة في مشغل للخياطة لتمكنه وأخوته من مواصلة تعليمهم رغم الصعوبة التي يواجهها من حالته البصرية، تعذر علاجه وأصبح أسير لإعاقته البصرية على أمل أن يأتي الفرج ويخلصه من تلك المعاناة اليومية.
وفي أحد الأيام بينما كنت لا أزال على رأس عملي في جمعية إبصار طلبت مقابلتي سيدة عرفت نفسها بـ «أم محمد» قابلتها فأخبرتني أنها جاءت من الطائف بالنقل الجماعي على أمل أن أساعدها في قضية إنسانية لجارتها «أم وائل القرشي» وروت لي قصتها مع ابنها «وائل» وإعاقته البصرية ومعاناة الأسرة بسبب ذلك وإنها جاءت بمبادرة ذاتية دون علم «أم وائل» وكلها أمل أن تعود إليها ببشرة حل مشكلة «وائل» بعد أن سمعت في أحد البرامج الإذاعية عن برنامج مكافحة العمى الذي تنفذه جمعية إبصار آنذاك.
تأثرت كثيراً بوفاء «أم محمد» لجارتها وتكبدها مشقة السفر بمفردها من الطائف من أجل العثور على حل لمساعدها، فبشرتها خيراً، وإن الله لن يضيع سعيها في الخير، فغادرت مستبشرة وهي مليئة بالأمل والتفائل بقرب الفرج، ولحسن الحظ تزامن ذلك مع أبرمنا اتفاق مع شركة روفل لتشغيل الفنادق وشركة جولن هارس للعلاقات العامة ضمن مسئولياتهما الاجتماعية لتنفيذ برنامج تحت شعار «أشعر بحواسك» بحيث تتحمل الشركة قيمة عمليتين جراحية لحالة عمى أو ضعف بصر من محتاجي العاصمة المقدسة أو محيطها يمكن علاجها جراحياً بمستشفى مغربي للعيون، مع التمتع بقضاء يوم كامل شامل الخدمة والضيافة بأحد أجنة الفندق المطلة على الحرم وأداء مناسك العمرة، على أن يوافق المريض بأن يزيل الضمادة من عينه بعد العملية الجراحية في جناح الفندق المقيم به على مشهد الحرم المكي الشريف والكعبة المشرفة.
وعلى الفور تم اختيار الشاب «وائل القرشي» ليكون باكورة ذلك البرنامج بزراعة قرنية عينه اليسرى لمعالجة جزء من مشكلته التي حرمته نعمة البصر ومواصلة دراسته الجامعية، وأجريت له العملية في مستشفى المغربي على أن يزرع قرنية العين اليمنى بعد حين، وعلى اثر تلك العملية تمكن من استئناف حياته الدراسية بتلك القرنية وحصل على بكالوريوس اعلام وعلاقات عامة، ومن شدة طموحة كلل ذلك بالتحاقه بدورات لغة انجليزية حتى أجاداها تحدثا وكتابة، وامنت له الجمعية وظيفة مع إحدى الشركات فأصبح عوناً لأسرته إلى جانب والدته على أمل أن يحين الوقت لزراعة القرنية الأخرى. وبينما كان في الانتظار تغيرت الظروف بإنهاء عمله بالشركة ففقد دخله وعادت معاناته بعدم وجود وسيلة لزراعة القرنية الأخرى في ظل توقف برنامج مكافحة العمى بالجمعية وانعدام مورد دخل لتأمين قيمة العملية مما دفع «أم وائل» إلى مراسلتي بعد طول انتظار لسنوات طلباً لمساعدتها في إيجاد وسيلة لإجراء عملية زراعة القرنية لـ «وائل»، وإيجاد وظيفة له لمساعدتها في تحمل أعباء الحياة خصوصا بعد توقفها عن العمل لظروفها الصحية ووفاة شقيقه الأكبر في حادث مروري قبل سنوات.
وأغتنم فرصة شهر البر والإحسان لأنادي أصحاب مستشفيات العيون والمقتدرين من محبي فعل الخير بالتكفل بإجراء عملية زراعة القرنية في العين اليمنى والمتابعة الطبية للعين اليسرى لـ «وائل» بأسرع وقت ممكن، وتحمل تكاليف قدوم الأسرة من الطائف وإقامتهم خلال فترة إجراء العملية، وتوفير فرصة التدريب والعمل بعد الاستشفاء الكامل تطبيقاً للمثل الصيني «علمني الصيد ولا تعطيني سمكة»، كما أدعو دوائر المسئوليات الاجتماعية بالشركات الكبرى أن تضمن ضمن برامجها دعم الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال مكافحة العمى الممكن تفاديه، للوصول إلى العناية المثلى بصحة وسلامة العين ومساعدة وتخفيف العبء على الضعفاء والمحتاجين للعلاج.
وقد بدئت معاناة «وائل» مع الحالة وهو في المرحلة المتوسطة حينما أصيب بحساسية «الرمد الربيعي» وتطورت إلى قرنية مخروطية بالعينين وتضاعفت في العين اليسرى مما أدى إلى ارتشاح في القرنية نتيجة تشقق الغشاء الداخلي المبطن للقرنية، وبمرور الوقت استلزمت الحالة زراعة قرنية وبحكم ظروفهم الاجتماعية والمادية لاعتمادهم على الضمان الاجتماعي وما تجنيه والدته من عملها كعاملة في مشغل للخياطة لتمكنه وأخوته من مواصلة تعليمهم رغم الصعوبة التي يواجهها من حالته البصرية، تعذر علاجه وأصبح أسير لإعاقته البصرية على أمل أن يأتي الفرج ويخلصه من تلك المعاناة اليومية.
وفي أحد الأيام بينما كنت لا أزال على رأس عملي في جمعية إبصار طلبت مقابلتي سيدة عرفت نفسها بـ «أم محمد» قابلتها فأخبرتني أنها جاءت من الطائف بالنقل الجماعي على أمل أن أساعدها في قضية إنسانية لجارتها «أم وائل القرشي» وروت لي قصتها مع ابنها «وائل» وإعاقته البصرية ومعاناة الأسرة بسبب ذلك وإنها جاءت بمبادرة ذاتية دون علم «أم وائل» وكلها أمل أن تعود إليها ببشرة حل مشكلة «وائل» بعد أن سمعت في أحد البرامج الإذاعية عن برنامج مكافحة العمى الذي تنفذه جمعية إبصار آنذاك.
تأثرت كثيراً بوفاء «أم محمد» لجارتها وتكبدها مشقة السفر بمفردها من الطائف من أجل العثور على حل لمساعدها، فبشرتها خيراً، وإن الله لن يضيع سعيها في الخير، فغادرت مستبشرة وهي مليئة بالأمل والتفائل بقرب الفرج، ولحسن الحظ تزامن ذلك مع أبرمنا اتفاق مع شركة روفل لتشغيل الفنادق وشركة جولن هارس للعلاقات العامة ضمن مسئولياتهما الاجتماعية لتنفيذ برنامج تحت شعار «أشعر بحواسك» بحيث تتحمل الشركة قيمة عمليتين جراحية لحالة عمى أو ضعف بصر من محتاجي العاصمة المقدسة أو محيطها يمكن علاجها جراحياً بمستشفى مغربي للعيون، مع التمتع بقضاء يوم كامل شامل الخدمة والضيافة بأحد أجنة الفندق المطلة على الحرم وأداء مناسك العمرة، على أن يوافق المريض بأن يزيل الضمادة من عينه بعد العملية الجراحية في جناح الفندق المقيم به على مشهد الحرم المكي الشريف والكعبة المشرفة.
وعلى الفور تم اختيار الشاب «وائل القرشي» ليكون باكورة ذلك البرنامج بزراعة قرنية عينه اليسرى لمعالجة جزء من مشكلته التي حرمته نعمة البصر ومواصلة دراسته الجامعية، وأجريت له العملية في مستشفى المغربي على أن يزرع قرنية العين اليمنى بعد حين، وعلى اثر تلك العملية تمكن من استئناف حياته الدراسية بتلك القرنية وحصل على بكالوريوس اعلام وعلاقات عامة، ومن شدة طموحة كلل ذلك بالتحاقه بدورات لغة انجليزية حتى أجاداها تحدثا وكتابة، وامنت له الجمعية وظيفة مع إحدى الشركات فأصبح عوناً لأسرته إلى جانب والدته على أمل أن يحين الوقت لزراعة القرنية الأخرى. وبينما كان في الانتظار تغيرت الظروف بإنهاء عمله بالشركة ففقد دخله وعادت معاناته بعدم وجود وسيلة لزراعة القرنية الأخرى في ظل توقف برنامج مكافحة العمى بالجمعية وانعدام مورد دخل لتأمين قيمة العملية مما دفع «أم وائل» إلى مراسلتي بعد طول انتظار لسنوات طلباً لمساعدتها في إيجاد وسيلة لإجراء عملية زراعة القرنية لـ «وائل»، وإيجاد وظيفة له لمساعدتها في تحمل أعباء الحياة خصوصا بعد توقفها عن العمل لظروفها الصحية ووفاة شقيقه الأكبر في حادث مروري قبل سنوات.
وأغتنم فرصة شهر البر والإحسان لأنادي أصحاب مستشفيات العيون والمقتدرين من محبي فعل الخير بالتكفل بإجراء عملية زراعة القرنية في العين اليمنى والمتابعة الطبية للعين اليسرى لـ «وائل» بأسرع وقت ممكن، وتحمل تكاليف قدوم الأسرة من الطائف وإقامتهم خلال فترة إجراء العملية، وتوفير فرصة التدريب والعمل بعد الاستشفاء الكامل تطبيقاً للمثل الصيني «علمني الصيد ولا تعطيني سمكة»، كما أدعو دوائر المسئوليات الاجتماعية بالشركات الكبرى أن تضمن ضمن برامجها دعم الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال مكافحة العمى الممكن تفاديه، للوصول إلى العناية المثلى بصحة وسلامة العين ومساعدة وتخفيف العبء على الضعفاء والمحتاجين للعلاج.