المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 2 مايو 2024
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 19-01-2019 05:55 مساءً 38.1K
المصدر -  
بعث لي الأخ م. عدنان هوساوي الذي يشاركني العمل في كتابي القادم « أغاني بابا طاهر - مناسبات وحكايات» بمقطع الفيديو أدناه للقاء خاص مع فنان العرب محمد عبده تعقيباً على تأسيس أول جمعية سعودية للرفق بالحيوان مؤخراً، كشف من خلاله أن الأديب طاهر زمخشري هو من أوائل السعوديين في الرفق بالحيوان وكيف كان يتنقل مع سائقه بسيارته الشفر وقد ملئ شنطة السيارة ببقايا خضار وفواكه كان يشتريها من الحلقة ويوزعها على الحيوانات في الشوارع كذلك معالجة الحيوانات المصابة التي كان يصادفها في الطريق، وكيف كان يسخر منه البعض على ذلك الفعل متهمينه بالجنون.
فربطت ذلك بما لاحظته من اهتمامه بالحيوان خلال تأليفي لكتابي الأخير «الأديب طاهر زمخشري في سطور» ويتجلى ذلك في قصيدته «بيجو» التي نظمها من 17 بيتاً ونشرها في ديوانه «أنفاس الرَّبيع 1955م/ 1375هـ». ومهرها بقوله «إنه كلب كان يُساهرني في الليل بحديقة المنزل الذي كُنَّا نقطنه بمنشية البكري بمصر، وربحتُ صداقته، والكلب رمزُ الوفاء ولذلك رأيتُ أن أبعث إليه بهذه التَّحيَّة». وقال في مطلعها:
سلامًا أيا بيجو وشوقًا أبثُّه
إليك أيا هذا الصديق المُؤدَّبُ
ألفتُ نباحًا منك والليل مُطبقٌ
وذقتُ حنانًا منك والكون غيهبُ
نباحًا أرى الأوتار تخرس دونه
ومن رنَّة الألحان أشهى وأعذبُ
فإن كان للسُّمَّار لحنٌ مُحبَّبٌ
فصوتك يا بيجو نديٌ ويطربُ

وختمها بقوله
ودعته أسوان يبكي لفرقتي
وجاء لتوديعي ضُحى وهو مُغضبُ
فحيَّيتُه بالعين ردَّ بمثلها
يسألني: أين اللقاء المُحبَّبُ؟
صديق وفي عجماء أفصح منطق
يُعبِّر عن صدق الوفاء ويطنبُ
وفاء ولا داع سوى أن خافقي
يفيض عليه بالحنان ويسكبُ.
كما خصص في مجلته الروضة «أول مجلة للطفل العربي السعودي» باب عن عالم الحيوان جعله لتوجيه وتعليم الأطفال عن الرفق بالحيوان.

وخلاصة القول إن اهتمامه بالحيوان في حياته وشعره وأدبه ليس بغريب عليه فقد سار في منهجه الأدبي على خطى من سبقه من الأدباء والشعراء منذ فجر الإسلام الذين اهتموا بالحيوان إلى جانب اهتماماتهم الأدبية الأخرى كالجاحظ صاحب كتاب «الحيوان» الذي يعد أول موسوعة معرفية عن عالم الحيوان، في سياق أدبي بديع جمع بين اللغة والشعر والبحث في طبائع الحيوان وغرائزه وأحواله وعاداته.

وختاماً لابد من الإشادة بتأسيس جمعية للرفق بالحيوان في بلادنا وأدعو الأدباء والشعراء أن يدعموا بإبداعاتهم الرفق بالحيوان أسوة بما قام به فنان العرب «محمد عبده» في حديثة في الفيديو المرفق عن أهمية الرفق بالحيوان فذلك من صميم تعاليم ديننا الحنيف.

https://youtu.be/77b0wzIQmRw