المصدر -
تسبب قصف جوي بغازات سامة على شمال غرب سوريا أمس الثلاثاء بمقتل 100 مدني اختناقاً، بينهم 25 طفلاً و15 امرأة، وإصابة 400 آخرين، في هجوم أثار تنديداً واسعاً من عواصم العالم التي وجَّه عدد منها -وبينها واشنطن- الاتهام للنظام السوري، فيما قُتِل 21 آخرون، في غارات روسية علي ريف إدلب، و19 مدنياً في ريف دمشق.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً اليوم الأربعاء، للبحث في الهجوم، بناء على طلب فرنسا وبريطانيا.
وفي أحد مستشفيات خان شيخون، ارتمى المصابون وبينهم أطفال على الأسرَّة، وهم يتنفسون بواسطة أجهزة أكسجين.
وشاهد مراسل فرانس برس مسعفين يحاولان إنقاذ طفلة دون جدوى، قبل أن يغلق أحدهما عينيها، ليحملها والدها ويقبِّل جبينها، ويخرج بها من المستشفى.
وروى أبو مصطفى، أحد سكان المدينة أثناء تواجده في المستشفى، لفرانس برس أنه توجه إلى منزل صديقه للاطمئنان عليه، فوجد أنه «قُتِل مع أولاده الثلاثة وزوجته».
وقال أحد أفراد الطاقم الطبي إن عوارض المصابين تضمنت «حدقات دبوسية واختلاجات وخروج اللعاب من الفم وارتفاع في النبض».
وأثناء تواجد مراسل فرانس برس في المكان، تجدد القصف الجوي ليطال المستشفى ذاته، مما ألحق به دماراً كبيراً.
وقالت مديرية صحة إدلب، إن «100 شهيد منهم 25 طفلاً و15 امرأة و400 مصاب ضحايا القصف بغاز السارين على خان شيخون بريف إدلب».
من جانبهما، زعمت وزارة الدفاع الروسية والنظام السوري أن طائراتهما «لم تشن أي غارة في منطقة بلدة خان شيخون».
جنيف في «مهب الريح»
وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا الثلاثاء أنها «تحقق حالياً حول الظروف المحيطة بهذا الهجوم، بما فيها المزاعم عن استخدام أسلحة كيميائية».
ويعد هجوم خان شيخون وفق المرصد السوري ثاني أكبر اعتداء بسلاح «كيميائي» منذ الغوطة.
واعتبر كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف محمد صبرا أن «الجريمة تضع كل العملية السياسية في جنيف في مهب الريح، وتجعلنا نعيد النظر بجدوى المفاوضات»، بعد أيام على انتهاء الجولة الخامسة منها برعاية الأمم المتحدة.
جلسة طارئة
وأثار الهجوم ردود فعل منددة من عواصم العالم التي وجَّه عدد منها أصابع الاتهام لقوات النظام.
ووصف البيت الأبيض الهجوم الكيميائي بـ «المشين»، وقال المتحدث باسمه شون سبايسر إن هذا العمل المروع من جانب نظام بشار الأسد هو نتيجة ضعف الإدارة السابقة، وانعدام التصميم لديها، مضيفاً أن بلاده تقف إلى جانب حلفائها في أنحاء العالم، للتنديد بهذا الهجوم الذي لا يمكن القبول به. وإثر دعوة فرنسية وبريطانية، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء اجتماعاً طارئاً لبحث القصف على خان شيخون.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: «كما حصل في الغوطة، فإن بشار الأسد يهاجم مدنيين مستخدماً وسائل يحظرها المجتمع الدولي.
غارات أخرى
أيضاً قتل 21 مدنياً، أمس الثلاثاء، في غارات أخرى لطائرات حربية روسية على مدن بريف محافظة إدلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية.
وقُتِل 5 مدنيين آخرون بقصف مماثل على مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.
وقال الناشط الإعلامي بلال البيوش من ريف إدلب لمراسل الأناضول، إن طائرة حربية روسية شنت غارتين جويتين على سوق رئيسية وسط مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، استهدفت خلالها مسجداً وساحة الساعة ومبنى الأوقاف.
وأضاف البيوش أن الهجوم أسفر عن مقتل 16 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن إصابة العشرات بجروح متفاوتة.
وفي ريف دمشق، قُتِل 19 مدنيا، وجُرِح آخرون في قصف جوي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
01