المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
د.عزت عبدالعظيم استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي في حوار..عن: العودة للدراسة وتبعاتها النفسية
غرب - التحرير
بواسطة : غرب - التحرير 28-08-2023 12:14 صباحاً 6.3K
المصدر -  *
*الطلاب يحتاجون للدعم الأسري طوال فترة الدراسة

*أكثر المشاكل النفسية ارتباطاً بالدراسة حالات القلق والخوف

*المجتمعات العربية لاتهتم بالنواحي النفسية للطفل..!


*تفاقم مشكلة الخوف من المدرسة عالمية بعد كورونا


ها قد عادت الدراسة من جديد وانتظم فيها كثيرٌ من أبنائنا وبناتنا الطلاب في كافة المراحل الدراسية بدءً من رياض الأطفال وحتى مرحلة التعليم الجامعي،وكما هو معلوم أن عودة الدراسة كل عام تمثل لإبنائنا التقدم خطوة للأمام في سبيل الحصول على العلم وصولاً لأعلى الدرجات العملية التي ترتقي بالإنسان في مجتمعه،ومع ارتقاء التعليم لدى أبناء الوطن جيلاً بعد جيل يرتقي المجتمع ككل متقدماً للأمام وسط باقي الأمم الأخري وهذا هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الجميع بدءً من ولاة أمور البلاد ومن بعدهم ولاة أمور الطلاب،ولكن في نفس الوقت من كل عام قد نلاحظ أن بعضاً من الطلاب وبعضاً من الأهل أيضاً*قد يواجهون بعض المشاكل النفسية التي قد تكون عائقاً أمام استكمال مسيرة الدراسة،وكل هذه التبعات والتأثيرات النفسية السلبية لعودة الدراسة سوف نلقي الضوء عليها،ونناقش كيفية مواجهتها من خلال هذا الحوار الذي أجريناه مع الأستاذ الدكتور/ عزت عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي جامعة الزقازيق، واستشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض،وفيما يلي نص الحوار:*
ما هي التبعات النفسية لعودة الدراسة علي الطلبة والأهالي والمجتمع؟*
_معلوم أن العملية الدراسية تستغرق معظم وقت الطالب كل عام كما تتطلب منه مجهوداً كبيراً في الذهاب للمدارس والجامعات ومثابرة وكفاح في التحصيل الدراسي والمذاكرة ومنافسة مع باقي الطلاب وصولاً للنجاح والتفوق والحصول على أعلى الدرجات قدر المستطاع، وخلال فترات الدراسة يحتاج الطلاب للدعم الأسري ومساندة كبيرة على كافة المستويات من رجال التعليم داخل الدولة ولأجل كل هذه الأهمية التي تتطلبها الدراسة ينتاب بعض الطلبة نوع من القلق والخوف من الذهاب للمدرسة وخصوصاً في بداية سنوات الدراسة الأولى،وكذلك الخوف من الفشل في أي مرحلة من المراحل الدراسية وخصوصا عند الإنتقال من مرحلة دراسية إلى مرحلة أعلى وقد نلاحظ حالة استنفار لدى كثير من الأهالي ممن لديهم أبناء في أحد مراحل التعليم. **
وما نوعية المشاكل النفسية التي قد يواجهها بعض الطلبة مع عودة الدراسة؟*
_مؤكد أن الدراسة تمثل عبئاً على الطلبة من خلال الإلتزام بالذهاب للمدرسة أو الجامعة مع وجوبية الحضور وعدم الغياب وعبء المذاكرة والنقاشات مع الأساتذة والخضوع للإختبارات الدورية والإمتحانات النهائية وكل هذه الأمور بالطبع تسبب ضغوطاً نفسية،وبالتالي حدوث بعض الإضطرابات النفسية لدى بعض الطلبة الذين لديهم استعداد لظهور هذه المشاكل النفسية،ومن الواضح أن أكثر المشاكل النفسية ارتباطاً بالدراسة هو حالات القلق والخوف من المدرسة وهذه الإضطرابات النفسية غالباً ما تبدأ في الظهور عند بعض الأطفال في بداية المرحلة الإبتدائية حيث يعاني الطفل من حالة خوف غير مبرر تختلف شدته من طفل لآخر، ويحدث هذا الخوف في فترة الصباح دائماً قد يصاحبه مغص وقيئ وبكاء وربما صراخ من الطفل رافضاً الذهاب للمدرسة،كما يوجد مشاكل نفسية أخرى مرتبطة بالدراسة مثل:حالات فرط الحركة،وتشتت الإنتباه،وقلة التركيز والتي قد تؤثر سلبياً على مقدرة الطالب في التركيز والإستيعاب،وبالتالي تواجه الطالب صعوبة في عملية التعلم.*
وماالأثار السلبية لوجود مثل هذه المشاكل النفسية لدي الطلبة؟*
_من المؤكد أن إهمال هذه المشاكل النفسية لدى الأبناء وعدم علاجها سوف يشكل عائقاً كبيراً يمنع الطالب من مواصلة الدراسة ورفض الذهاب لمدرسته مع كثرة الغياب وخصوصاً مع بدايات الأسبوع الدراسي بعد فترة الإجازة الصيفية الطويلة وتحدث حتي بعد الإجازة الأسبوعية وهذه الغيابات سببها الخوف من المدرسة مما يؤدي إلى تأخر الطالب دراسياً وربما تجعله يتوقف عن مواصلة الدراسة ولايستطيع استكمال مراحل التعليم حتى النهاية،وأخيراً الجلوس في البيت ويتحول الشخص إلى طاقة معطلة يخسر نفسه ويخسره الوطن.**
وما دور المجتمع والأهل والسادة القائمين علي العملية التعليمية في المدارس والجامعات؟
_من الملاحظ أن كثيراً من مجتمعاتنا العربية لاتهتم بالنواحي النفسية للطفل ولا ترى أي ضرورة لاستشارة الطبيب النفسي وكثير من الناس لايتقبل فكرة إعطاء علاج نفسي لأبنائهم ولهذا يأتي دور المجتمع والإعلام وهيئات التدريس في المدارس والجامعات وحتى رجال الدين حيث يقع على عاتق الجميع عملية التوضيح لجوانب وأبعاد ومضاعفات هذه المشكلة النفسية على الأبناء وحث الأهل على طلب العلاج النفسي لمن يلاحظون عليه أعراض هذه المشكلة، كما أن لهيئات التدريس دور مهم مع الأسرة في مساعدة الطالب من خلال منع عمليات التنمر التي قد يتعرض لها بعض الطلاب من زملائهم وعدم توجيه أي لوم أونقد للطالب لأن ما يحدث له من خوف يكون خارجاً عن إرادته مع دعم الطالب معنوياً والصبر عليه وتشجيعه لقبول العلاج النفسي وهذا الدعم يساعد الطالب في التغلب على هذه المخاوف وخصوصاً مع تعاطي العلاج النفسي الذي ينصح به الطبيب النفسي.*
وما دور الطب النفسي في مواجهة أي تبعات أو مشاكل نفسية لدي أبنائنا الطلاب؟
_الطب عموماً والطب النفسي خصوصاً يقدمان خدمات طبية مهمة لسلامة وصحة أبناء مجتمعاتهم حتى ينعم جميع أفراد المجتمع - قدر المستطاع - بصحة بدنية ونفسية طيبة لجعل إخوانهم قادرون على مساعدة أوطانهم وتقدم مجتمعاتهم ورقيها – ومعلوم أن الطب النفسي يقوم بدور مهم لمساعدة هذه الفئة المهمة في المجتمع وصولاً لدرجة عالية من الصحة النفسية السوية لدى الطلاب بصفتهم اللبنة الأساسية في بناء المجتمع - من المؤكد أن الطبيب النفسي المختص يقوم وبكل أمانة وضمير وبما يرضي الله بتشخيص حالة المريض النفسية وتقييم شدتها واختيار نوعية العلاج المناسب لكل حالة سواء كان ذلك بالعلاج السلوكي أو العلاج الدوائي والمتابعة حتى يتم شفاء الطالب وعودته للدراسة والتحصيل التعليمي بكل طمأنينة وشغف وراحة نفسية بحول الله وقوته.
وما النصائح التي تود توجيهها بخصوص هذا الموضوع؟
_لابد من الإعتراف بتفاقم مشكلة الخوف من المدرسة على مستوى العالم في الآونة الأخيرة وذلك بعد فترات الإغلاق وحظر التجوال والقيام بعملية الدراسة عن بعد والتي عاشها هذا الجيل مع وباء كورونا والذي ظهرت تبعات كل ذلك الآن ولهذا فإن المطلوب في هذه المرحلة هو تكاتف كل فئات المجتمع في مواجهة هذه المشكلة وليس عيباً زيارة الطبيب النفسي لمساعدة هؤلاء الطلبة في التخلص من مشكلة الخوف من الدراسة وبداية إنطلاقة جديدة لهؤلاء الطلبة بإذن الله.