المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 29 مارس 2024

مفكر سعودي: الجزيرة العربية هي الوطن الأم للإنسان الأول

مهرجان واحة الأحساء ينظم سلسلة ندوات تعني بتاريخ وتراث المنطقة
حياة الربيع - الشرقية
بواسطة : حياة الربيع - الشرقية 29-11-2022 02:11 مساءً 3.9K
المصدر -  
أكد المفكر السعودي، الباحث في تاريخ الجزيرة العربية الدكتور عبداللطيف العفالق، أن تاريخنا البشري متجردًا من التحيز العاطفي أو الأحكام الأيديولوجية المسبقة، حيث تتضافر الأدلة المناخية والبيئية مع أدلة أحفورية آثارية وأنثروبولوجية وأخرى ميثولوجية ودينية، تجتمع لتؤيد أن الجزيرة العربية هي الوطن الأم للإنسان الأول، موضحاً أن النشأة في الجزيرة العربية، والخروج من الجزيرة العربية إلى العالم، باعتباره أفضل وأقرب نموذج علمي شمولي عن وطن الإنسان الأول، واضعاً الجزيرة العربية في مكانها ومكانتها التي تستحقها في شجرة الإنسانية، كونها جذور هذه الشجرة، باعتبارها الوطن الأم للإنسان الحديث.

التغيير سنة كونية

أشار العفالق، الذي كان يتحدث في جلسة حوارية بعنوان: "حوار مع باحث: نظرة ثقافية شمولية على الأحساء"، مساء أمس على مسرح "الخيالة" في مهرجان: "واحة الأحساء"، الذي تنظمه الهيئة العامة للتراث، برعاية محافظة الأحساء وبالتعاون مع نادي الأحساء، وأدارها مدير هيئة الصحفيين في الأحساء الأستاذ عادل الذكر الله، إلى أن قيمنا في عالم متغير، وأن التغيير سنة كونية، وأن الثابت في حياتنا التغيير، وأن تعاليم الدين ثابتة فكيف نكيفها مع المتغيرات، مبيناً أن الإنسان منظومة، وأن الإنسان عنصر، وللإنسان حقوق أقرها ديننا الحنيف وأقرها ميثاق الأمم المتحدة عام ١٩٤٨م.

إنسان الجزيرة يقود البناء

وبين العفالق أن انسان الجزيرة يقود البناء، وهو بذلك يقود التغيير في المعمورة، وأن الإنسان في الأحساء أو هجر أو دلمون أو الجرهاء أو البحرين، منذ 7 آلاف عامًا، صنع حضارات وأورثها لأجيال متعاقبة ودون شك كان محور التغيير، وأن التسويق لحضارتنا وثقافتنا يحتاج تغيير يتناغم مع كل حقبة زمنية، ونحتاج لمثل ذلك إلى مشروع ركيزته الأساسية الشباب والصبايا، وأن برامج وتطلعات رؤيتنا المباركة ٢٠٣٠ أحدثت التغيير في وطننا السعودية العظمى.

صديقة للطفولة

أبان المفكر العفالق، أن الأحساء صديقة للطفولة بمبادرة من أمانة الأحساء، ومباركة من اليونيسيف، وأن مرحلة الطفولة متغيرة بسرعة بين طفولة مبكرة ومتوسطة ومتأخرة، فهذه النظم التي يجب عليها التناغم السريع مع متطلبات خصائص الطفولة، لافتاً إلى أن حكاية وجود الإنسان على الأرض هي أعظم حكايا الكون، وأكثرها غموضًا، حيث لا تزال تساؤلاتنا قائمة حتى اليوم حول جذور حكايتنا القديمة الضاربة في عمق التاريخ، عن وطن الأب الأول للبشرية، وعن وجود أجدادنا الأوائل من بعده، وعن الحياة التي عاشوها، وعن البقاع الأولى التي احتضنت وجودهم القديم، وعن رحلتهم المذهلة من وطنهم الأم وبلوغهم أقاصي الأرض.

الحديث الأول

كما أوضح أن الوجود البشري ككلٍ متكامل، كأنه قطع مركبة يكمّل بعضها بعضًا؛ فلا قيمة حقيقية لأجزاء الصورة؛ لأنها تعطينا جزءًا مبهمًا لا يعبر عن الصورة الكاملة، أما الصورة الكاملة فتكمن في تجميع هذه القطع جنبًا إلى جنب لتشكل أقرب صورة ممكنة لواقع وجودنا البشري القديم، مشيرًا إلى أن الجزيرة العربية، هي موطن الإنسان الحديث الأول، ومنها انطلقت هجراته إلى العالم، ونحن جميعًا -على اختلافنا- أبناء هذه الجزيرة، أبناؤها نسبًا، إذ أننا أبناء الرجل الأول الذي كان يسكنها، وأبناؤها من جهة أخرى لأن إنسانها المهاجر هو باني جميع الحضارات القديمة.

إنسان هذه الأرض

بدروه، قال رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري: كان الحوار مع الدكتور عبداللطيف العفالق، مثريًا ومفيدًا، استمتع الحضور بما قدمه من معلومات شيقة، أكدت على جوانب متعددة من المناحي الثقافية والتاريخية والاجتماعية لإنسان هذه الأرض، وقد جاءت المحاضرة ضمن سلسلة من الندوات التي ينظمها النادي الأدبي ضمن جدول فعاليات مهرجان: "واحة الأحساء".
وأضاف الشهري، تناول الدكتور العفالق جوانب كثيرة ومفيدة وقف خلالها على تاريخ الجزيرة العربية الموطن الأول للإنسان الحديث، معرجًا على رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠، التي جاءت لتنقل المملكة إلى آفاق واسعة من التحديث في شتى مناحي الحياة، وقد وفق مدير الحوار الإعلامي الأستاذ عادل الذكر الله في استنطاق المتحدث ومناقشة كثير من القضايا الحضارية التي تناولها الدكتور العفالق بدقة المتخصص الملم*بتلك*القضايا.