المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

.120ألف شجرة بُنّ في جازان تبشّر بمذاق متميز للقهوة وصلت للعالمية ..تعرف على قصتة

شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 14-01-2020 11:40 مساءً 63.6K
المصدر -  تحظى شجرة البن في محافظة الدائر بني مالك التابعة لمنطقة جازان بالمملكة، بمكانة كبيرة في قلوب أهالي المنطقة.
ورسم المزارعون في الدائر لوحة مميزة من العناية والرعاية عبر تاريخ طويل من زراعة البن متغلبين على الطبيعة الجبلية القاسية فانتشرت أشجار البن على السفوح وبين الجبال وعلى ارتفاعات يُقدرها المزارعون اختصاصًا بنحو 800 متر عن سطح البحر، لتكون المكان الأكثر ملائمة لزراعة البن.
وفي إحدى مزارع البن بوادي العين في جبل آل نخيف يقف المزارع سالم النخيفي وقد قضى أكثر من 60 عامًا من عمره في زراعة البن فهي مهنة وهواية وعشق ورثه عن والده وحافظ عليه على مدى السنين.. فيشق طريقه بين الأشجار حاملاً جرابه ليقطف ثمار البن ذلك القطاف الذي يحتاج اهتماما خاصا فلا يكسر غصنا مع القطف لكي يعود ذات الغصن للإثمار في مرة قادمة وهي معلومة لا تخفى على مزارع خبير بدأ مزارعًا للبن ولم يبلغ العاشرة من عمره ولا يكتفي المزارعون في الدائر وغيرها من محافظات القطاع الجبلي بالمنطقة بتعليم أبنائهم زراعة أشجار البن بل يحرصون على تعليمهم حب شجرة البن وعشقها وذلك حرصًا على استمرار زراعتها وإثمارها مما أسهم في زيادة عدد أشجار البن في المحافظة لتصل إلى أكثر من 54 ألف شجرة بن وبلغ عدد المزارعين أكثر من 500 مزارع بن في محافظة الدائر وحدها.
زهرة بيضاء
ويصف احد المزارعين طريقة زراعة وجني ثمار البن حيث تحتاج الشجرة إلى نحو ثلاث سنوات من زراعتها لتبدأ في الإثمار فتبدأ الثمرة زهرة بيضاء وتحتاج بعدها إلى نحو ستة أشهر تتحول خلالها إلى حبة ثم تكتسي اللون الأحمر الداكن تدريجيًا إيذانًا بموعد قطافها حيث يحمل المزارعون جرابهم لوضع الثمار بها فضلا عن حمل السلالم لاعتلاء الأشجار وصولًا للثمار البعيدة في أعلى الشجرة، لتجميعها في الجراب.
وأضاف أنه وبعد جمع ثمار البن تبدأ مرحلة التجفيف حيث يتم وضع ثمار البن في أماكن مخصصة تكون في الظل ويتم خلالها تقليب الثمار لمدة تصل إلى نحو ثلاثة أسابيع حيث إن التجفيف ببطء يمنح الثمرة الاحتفاظ بنكتها لتكون جاهزة بعد جفافها لتشهد ثمرة البن بعد ذلك مرحلة أخرى في المطاحن من خلال القشر والمدح لفصل ثمار البن عن القشور ومن ثم تبدأ مرحلتا الحمص والطحن.ولا يكتفي المزارعون في الدائر وغيرها من محافظات القطاع الجبلي بالمنطقة بتعليم أبنائهم زراعة أشجار البن بل يحرصون على تعليمهم حب شجرة البن وعشقها وذلك حرصًا على استمرار زراعتها وإثمارها مما أسهم في زيادة عدد أشجار البن في المحافظة لتصل إلى أكثر من 54 ألف شجرة بن وبلغ عدد المزارعين أكثر من 500 مزارع بن في محافظة الدائر وحدها.
زهرة بيضاء وأوضح رئيس مهرجان البن السادس مفرح بن مسعود المالكي أن مهرجان البن السابع
والذي ينطلق يوم الخميس ٢٠٢٠/١/٣٠م الموافق ١٤٤١/٦/٥
الذي تنتظره محافظة الدائر قريبًا يسعى ليكون داعما لزراعة البن ومعززا لاستثمار قيمته الاقتصادية فضلا عن كون المهرجان واحدا من عوامل الجذب لاستقطاب الزوار والسياح نحو محافظة الدائر التي تمتلك طبيعة سياحية متميزة تؤهلها لتكون مقصداً سياحياً مهماً.
وأضاف أن المهرجان يتضمن مشاركة 80مزارعاً من مزارعي البن سيقدمون منتجاتهم من البن الخولاني الذي تراوحت نسبة جودته من 83 – إلى 90%، وفقًا لتحاليل مختبرات الجودة العالمية المختصة بالبن فضلا عن تنظيم العديد من البرامج التثقيفية والتوعوية للمزارعين والتعريف بالطرق الصحيحة لزراعة أشجار البن لافتًا إلى مشاركة وتعاون العديد من الإدارات الحكومية والقطاعات في تنظيم المهرجان إلى جانب مشاركة مراكز محافظة الدائر بتقديم ألوان من العروض الفلكلورية التي تتميز بها المحافظة.
تعزيز قدرة مزارعي البن
بدوره بين المشرف على مبادرة أرامكو السعودية لزراعة وإنتاج البن أن المبادرة أسهمت في تعزيز قدرة مزارعي البن وتأهيلهم وتدريبهم على أحدث التطورات العلمية في طرق زراعة وحصاد البن وصولًا إلى مواصفات البن عالي الجودة والتي جاءت ضمن المسؤولية الاجتماعية لأرامكو بهدف ضمان استمرار المزارعين في الاهتمام بشجرة البن كرمز ثقافي وكنز تاريخي وكشجرة تقدم عائدًا اقتصاديًا، والعمل على إدخال محصول البن إلى مصاف أنواع البن العالمية وتقديم البن كمنتج فاخر وعالي الجودة للمساهمة في رفع دخل المزارعين واستعرض مراحل المبادرة التي شملت في مرحلتها الأولى تنفيذ أعمال المسح الميداني لأشجار البن وتدريب المزارعين، وزراعة أكثر من 8500 شتلة مع شبكات الري المتكاملة والخزانات فيما شملت المرحلة الثانية زراعة 10500 شتلة وتوفير شبكات ري وخزانات لتلك المزارع، مشيرا إلى أن مهرجان البن السادس شهد وضع حجر الأساس للبدء في إنشاء مصنع لإنتاج البن وتسويقه ضمن مبادرة أرامكو .
ويعوّل المزارعون على مهرجان البن للمساهمة في تكثيف الجهود لاستثمار المنتج ونشر ثقافة زراعة البن وتجويده وتعزيز اهتمام المزارعين بزراعة البن ومساعدتهم على تجاوز العقبات، خاصة في شح المياه ونقصها أحيانًا وقلة العمالة التي تساعد المزارعين سواء في الزراعة أو الحصاد، والاهتمام بطرق التسويق وفتح منافذ أوسع لبيع البن.

وهذه لمحة عن أشجار البن في جازان حيث
قفز عدد أشجار البن في منطقة جازان من 20 ألف شجرة إلى 120ألف شجرة في غضون سنوات، ما رفع الإنتاج إلى نحو 800طن سنوياً، ودفع باسم المنطقة لتتصدر أحاديث ذوّاقي القهوة في أماكن متفرقة حول العالم.
وعزا أحمد الزيلعي مدير وحدة بحوث البن التابع لمركز الأبحاث الزراعية في جازان، ذلك إلى أن البن الجازاني يُزرع بطريقة عضوية بنسبة 100%، ويعتمد على خصوبة التربة وجودتها والأجواء المناسبة، وهطول الأمطار بشكل دوري، في ظل خلوّ البيئة الجبلية من كل أنواع التلوث البيئي، والاهتمام الخاص من أهالي ومزارعي جازان بصفته موروثاً شعبياً.
وأضاف الزيلعي أن منطقة جازان هي الأشهر بزراعة البن العربي، إذ يوجد فيها ما يقارب 700 مزرعة بُنّ تقع على مدرجات جبلية.
ولفت إلى أن عدد أشجار البن وصل إلى 120 ألف شجرة يثمر منها 70 ألف شجرة محدثةً فرقاً إنتاجياً كبيراً من 100 إلى 600 طن.
وتابع: «نظراً إلى جودة البن الجازاني والزيادة الملحوظة في الإنتاجية، تم إنشاء وحدة أبحاث البن في جازان، وهي الأولى من نوعها في المملكة، من أجل تطوير صناعة البن ودراسة أصناف البن وتطوير مرحلة ما بعد الحصاد».
وتطمح وزارة البيئة والمياه السعودية إلى التوسع في زراعة البن كي يشمل مناطق جبلية من منطقتي عسير والباحة أيضاً.
وتُنتَج 70% من البن الجازاني في محافظة الداير التي تنظّم مهرجاناً سنوياً يُعنى بزراعة البن وتسويقه، إضافة إلى محافظات أخرى مثل فيفاء، والعيدابي، وبن مالك، والعارضة. وتشتهر المنطقة بأنواع مختلفة من البن العربي مثل الخولاني، والعديني، والتفاحي.
ورغم ذلك لا يغطي إنتاج البن 2% من الاحتياج المحلي. ومع تزايد الطلب العالمي على استيراد البن الجازاني، كانت هناك اجتهادات من المزارعين لتصديره خارج المملكة.
وقال صاحب مشروع «مفراز» لدعم وتسويق محاصيل البن للمزارعين »: «توارثنا زراعة البن من آبائنا وأجدادنا، وتنتج مزرعتي 1.2 طن سنوياً، وبعد التقشير تصبح 700 كجم من البُنّ جاهز للبيع، وخلال السنوات الماضية صدّرت طنين خارج المملكة باجتهاد شخصي، عن طريق المشاركة في مهرجانات ومعارض للقهوة، إضافة إلى أنني اتجهت إلى التسويق بشكل شخصي في دبي ومسقط، وعن طريق الأصدقاء الذين يعملون في مجال التحميص في السعودية والإمارات».
وعن أكثر البلدان التي تطلب البن الجازاني ومستقبل البن الجازاني، ذكر المالكي أن الإمارات وعمان وألمانيا هي الأكثر طلباً، مؤكداً أن صناعة البن الجازاني تستطيع أن تنافس وتكوّن دخلاً لفئة كبيرة من المواطنين، وهو ما يتطلب تشجيع المزيد من المزارعين ودعمهم وتدريبهم على الزراعة والحصاد والمعالجة التي ترفع الجودة، إضافة إلى إنشاء مختبرات جودة في محافظات جازان، وتدريبهم على التسويق الإلكتروني.
أما المزارع جبران المالكي الذي يملك 900 شتلة بُنّ منتجة، وفي طور زراعة 5000 شتلة أخرى، فيوصل البن لأصحاب المحامص والخبراء داخل المملكة لكنه لم يصدّر البن الجازاني خارج المملكة حتى الآن. وقال: «البن الجازاني ذو جودة ممتازة، ولكننا نحتاج إلى مزيد من الدعم من كل الجهات المعنية لزيادة تجارة البن الجازاني»، لافتاً إلى أنه شارك في العديد من المهرجانات المحلية، إضافة إلى معرض جولف هوست في دبي وكان انطباع الزوار عن المحاصيل رائعاً.
وأكد أن مستقبل صناعة البن الجازاني مشرق متى ما وُجد الدعم بجميع أنواعه «فموطن البن الأصلي موجود وجميع الظروف المناخية ملائمة، وطموح المزارعين الوصول بالمنتج للعالمية».