المصدر -
يعيش نحو مليون من مسلمي الروهينجا في مخيمات بإقليم أراكان، بعد أن حُرموا من حق المواطنة، بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982؛ إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة الأقلية الدينية الأكثر اضطهاداً في العالم.
ويعد الإقليم من أكثر ولايات ميانمار فقراً، ويشهد منذ عام 2012 اعتداءات على المسلمين، ما تسبب في مقتل المئات منهم، وتشريد أكثر من 100 ألف شخص.
وأعلن المجلس الأوروبي للروهينجا (منظمة حقوقية)، تعرض 400 امرأة على الأقل، من مسلمي الروهينجا في ولاية أركان الميانمارية، للاغتصاب بشكل ممنهج منذ 9 أكتوبر الماضي.
وفي حديثهما للأناضول، أشارت نائبة رئيس المجلس الدكتورة أمبية بيرفيان، وشقيقتها الدكتورة، المتحدثة باسم المجلس، أنيتا شوج، إلى أن ما تعرض له مسلمو أركان هو «إبادة جماعية»، وشددتا على الحاجة الملحة لتشكيل لجنة دولية للتحقيق.
وأوضحت الشقيقتان بيرفيان وشوج، عن أنهما قدمتا إلى مدينة جنيف السويسرية، التي تستضيف حالياً اجتماعات الدورة الـ34 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (تمتد بين 27 فبراير الماضي و24 مارس الجاري)، لنقل المأساة الإنسانية في أراكان.
ولفتت الشقيقتان بشكل خاص إلى المأساة التي يعانيها المسلمون المقيمون في مخيم قرب مدينة «سيتفا» التابعة لأركان، بعد تعرضهم للتهجير القسري.
وأوضحت المتحدثة باسم المجلس شوج (التي تزاول مهنة الطب في سويسرا)، أن المخيم محاط بأسلاك شائكة ومعزول عن العالم، ويقيم فيها 120 ألف.
وعن الوضع في المخيم استطردت قائلة: «الوضع سيئ للغاية؛ حيث يصارعون من أجل البقاء في الحياة، لعدم وجود أطباء، ولا عيادات، حتى محرمون من مسكنات آلام بسيطة مثل الباراسيتامول».
وأضافت شوج: «موت الأطفال المرتفعة حرارة جسمهم بسبب فقدان خافض الحرارة، الباراسيتامول، أمر مُخزٍ للمجتمع الدولي».
وبخصوص اغتصاب النساء، قالت شوج: «وفقاً للمعلومات التي نحصل عليها من مصادرنا الخاصة، فإن 400 امرأة على الأقل، من مسلمي الروهينجا في أركان، تعرضن للاغتصاب منذ 9 أكتوبر الماضي، بشكل ممنهج وليس عشوائياً».
وتابعت: «اللواتي تعرضن لعمليات اغتصاب مهمشين من قبل المجتمع، ولم يحصلن على أي دعم نفسي».
من جانبها، أشارت بيرفيان (التي تتابع دراسة الطب في ألمانيا)، إلى توفي الكثير من سكان المخيم إثر انتشار التهاب الكبد «B وC «، والكوليرا فضلاً عن سوء التغذية.
وقالت: «هؤلاء الناس فقدوا كل ما يملكونه، وتُركوا في مواجهة الجوع والموت البطيء في المخيم الذي لا يختلف عن مخيمات الاعتقال النازية»، مؤكدة أن ما يحدث في أراكان بالـ»الإبادة الجماعية».
ووصفت بيرفيان موقف المجتمع الدولي في مسالة حقوق الإنسان بـ»النفاق»، معربة عن شكرها لتركيا التي تقدم أكبر دعم للروهينجا، على حد وصفها.
ومضت قائلة: «الكثير من الحكومات تلعب دور المتفرج لما يحل بمسلمي الروهينجا بغية الاحتفاظ على العلاقات الاقتصادية مع حكومة ميانمار».
وفي 8 أكتوبر الماضي، أطلق جيش ميانمار حملة عسكرية، شملت اعتقالات وملاحقات أمنية واسعة بصفوف السكان في «أراكان»، وخلّفت عشرات القتلى، في أكبر موجة عنف تشهدها البلاد منذ العام 2012.