المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
طالبة سعودية في نيويورك "حصة اليحيا: هذه هي تجربتي
غازي بن نايف- الشرقية
بواسطة : غازي بن نايف- الشرقية 22-04-2018 11:29 صباحاً 58.4K
المصدر -  
غرب مع المبتعثين .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث" حصه عبدالرحمن اليحيا – طالبة سعودية تسكن مدينة نيويورك حيث تدرس على حسابها الخاص في تخصص الإقتصاد لمرحلة البكالوريوس في جامعة "بيس الأمريكية " العديد من المحاور نستعرضها مع "حصة" في السطور التالية عن مسيرتها و "حوار بين السطور:





رحلة البداية ..

تخرجت من الثانوي عام ٢٠١٥ وقررت الدراسة في نيويورك مباشرة بحكم ان لدي اختين يدرسن في نيويورك وفي نفس الجامعة حيث جئت الى نيويورك في نهاية عام ٢٠١٥ وبدأت دراستي في المعهد التابع لجامعة "بيس" والذي يعد معهد قوي ويستطيع تأسيس الطالب جيدا لإتقان اللغة الانجليزية ، اخذت مني دراسة اللغة ما يقارب السنة والنصف، وبحكم اني لم اود مغادرة المعهد قبل ان اكون فصيحة باللغة الانجليزية .. وهنا قد لا استطيع ان اقول ان مسيرتي حافلة لأنني كنت غير فعالة في المعهد وليست لي علاقات خارجية ، لكن مباشرة بعد انتهائي من المعهد بدأت اجد نفسي منخرطة في فعاليات كثيرة سواء داخل الجامعة او خارجها حتى وصل لنا البريد الالكتروني من المحلقية بأن هناك عدد كافي من السعوديين في الجامعة لفتح نادي فقررنا بعد نقاشات واجتماعات ان نشكل اعضاء الهيئة الإدارية وقد رجح الشباب السعودي ان تمسك منصب الرئاسة فتاة مواكبة للتغيرات الجذرية التي تحدث في المملكة العربية السعودية حاليا.


دراسة الإقتصاد .. بين التحدي والمجازفة

يتجه المبتعثين عادة الى المالية والمحاسبة والهندسة مبتعدين عن الاقتصاد ، ومما واجه بعض خريجي الاقتصاد هو رغبة الشركات والمؤسسات في طلاب المالية اكثر، حتى انه في بعض مقابلات العمل يطلب من طالب الاقتصاد ان يفسر اشياء متعلقة في المالية اكثر من الاقتصاد، لكنني مؤمنة ان مع هذه التغيرات الجديدة سيتم التركيز على مجال الاقتصاد ورفع مستوى التوظيف لطلاب الاقتصاد وهذا ما آمل ان اراه بعد ان اتخرج .. لذا الإقتصاد مادة دسمة جدا، فإن ابحرت بها ووجدت انك لا زلت لم تفقد حماسك واهتمامك في دراسته فأنت في الطريق الصحيح ، وبحكم اننا مقبلين على مرحلة جديدة وفريدة من نوعها في السعودية فأعتقد ان البلد بحاجة ماسة لمزيد من الاقتصاديين الذين يطمحون بتغيير بلدهم للأفضل وتطوير مجالها الاقتصادي .. وقد تكون نتيجة اختياري لهذا التخصص هي انني درست مبادئه في الثانوية ووجدت نفسي مهتمة فيه جدا، وحتى انني استمتع جدا في دراسته لم اكن متأكدة انه كتب لي ان ادرس الاقتصاد حتى بداية الترم الأول لي كطالبة تحضيري عندما غيرت تخصصي لإدارة دولية وتم رفضه من الملحقية، قمت بعدها بالتحدث مع استاذي في مادة الإقتصاد الكلي فإقترح علي ان اختبر وان حصلت على درجة جيدة سيقترحني على قسم الاقتصاد حتى اغير تخصصي للإقتصاد مرة اخرى. بعد الانتهاء من الاختبار ابلغني انني حصلت على ٩٧٪ وانه رفع نتيجة الاختبار لعميدة كلية الاقتصاد وانها ستتواصل معي قريبا ، وبالفعل تم تواصل عميدة الكلية معي وطلبت مني موعد لتقنعني باللحاق بكلية الاقتصاد والتخصص في الاقتصاد قد يكون هذا احد المواقف التي اثرت بي بحكم اني غيرت تخصصي المرة الأولى لإدارة دولية لأنه قيل لي ان الاقتصاد ليس مجالي وانني سأواجه صعوبة شديدة في اجتيازه، ولكنني وجدت نفسي اجتزت اول اختبار لي وسأستطيع تخطي كل الصعوبات اذا اردت ذلك.

هذه أبرز العقبات التي تواجه خريجي الإقتصاد ..

ذكرت سابقا ان اكثر العقبات التي تواجه خريجي الاقتصاد ان دائما ما تكون الشركات والمؤسسات غير قادرة على تمييز طلاب الاقتصاد عن طلاب المالية مما يجعل الأمر صعب بالنسبة لطلاب الاقتصاد بما ان التركيز في المقابلات يكون اكثر على اسئلة تخص المالية لا الاقتصاد. اهم المفاتيح للإندماج في بلد الابتعاث هو استغلال كل فرص التدريب والانخراط في اي فعالية او مؤتمر يرجع بفائدة على المبتعث .. كذلك فرص العمل والتدريب لطلاب الاقتصاد ليست كثيرة بقدر الفرص التي نجدها مفتوحة لطلاب التخصصات الأخرى، ان كان لي مطلب فهو ان يتم توفير فرص تدريبية تأهلنا لمرحلة ما بعد التخرج ، ومما ارى في الواقع خلال تواجدي في أمريكا لا اجد ان هناك الكثير من طلاب الاقتصاد.


الدراسة في الخارج .. تجربة جميلة ..

امريكا هي اكثر بلد يقبل عليها المبتعثون من كل مكان في العالم لتوفر الفرص بها اكثر من اي بلد اخر، ربما تجربة الدراسة خارجيا لمدة ترم او ٣ اشهر في أي بلد في العالم حيث أنني لم احظى بفرصة التجربة هذه لكنني سأحاول ان اتاحت لي الملحقية ذلك ، و أتمنى ان ارى مثل هذه التجربة تطبق في السعودية حيث انها ستفتح مجالا للطلاب بإكتساب الخبرة والتجربة بمدة قصيرة يستطيعون بها معرفة رغباتهم وهل يتمتعون بالقدرة على تحمل مسؤولياتهم اذا ابتعدوا قليلا عن اهلهم واصدقائهم واعتمدوا على انفسهم بالخارج.



مقولة الممثل فرانك كلارك .. اؤمن بها ..

اذا استطعت العثور على طريق خالٍ من المعوقات، فهو غالبا لا يؤدي إلى اي مكان” قد تكون هذه المقولة للممثل فرانك كلارك، احد اكثر المقولات التي اؤمن بها. فإن كان احدا يتسائل عن الصعوبات التي نواجهها كمبتعثين فهي كثيرة، الإغتراب بحد ذاته اكبر تحدي يواجهه المبتعث، ناهيك عن صعوبة العيش في مدينة مستواها المعيشي مرتفع جدا كنيويورك ويتطلب مصاريف كثيرة، لكن كل هذه الصعوبات و التحديات التي نمر بها تستحق وقتنا وجهدنا لأنها في الغد ستصنع من سنصبح عليه. أكاد اجزم ان اهم القرارات التي اتخذتها في حياتي، هي الدراسة في الخارج، الإغتراب يصقل شخصية الإنسان والحياة بعيدا عن الأهل تعلمك تحمل المسؤوليات وحدك دون الاتكاء على اي حائط، انصح جدا بالدراسة خارجا لأنها ستكشف لك حقيقة من تكون من خلال تجاربك التي تخوضها وتبحر بها وحدك.


نيويورك .. مدينة فريدة من نوعها ..

الحياة في مدينة نيويورك مختلفة جدا وفريدة من نوعها، حيث انها تتميز بالفن والعمل وأشياء كثيرة، قد تبدو هذه المدينة مملة في نظر السياح لكنها مختلفة جدا في أعين سكانها، معالم نيويورك المميزة عدة مثل دار الاوبرا، ومتحف الميتروبوليتان، والتايمز سكوير الذي بطبيعتنا كأهل المدينة لا نستصيغ زيارته، بل نفضل الأماكن التي تمتاز بطبيعة محلية اكثر من ان تكون مكان مزدحم بالسياح. تقع جامعة بيس في وسط المدينة وفي قلب الوول ستريت وهذا ما يميزها، موقعها الاستراتيجي يجذب الناس لها، هي ايضا جامعة تتميز في برامج الإقتصاد، فتخصص الإقتصاد يعتبر احد اقوى التخصصات في الجامعة، كما انها تتميز ايضا بإنها المركز الأول في نيويورك كأكثر جامعة تمنح طلابها فرص التدريب. اما بيئتها، فهي مريحة جدا لجميع الطلاب، حيث انه يغلب عليها التنوع وحب الاختلاف واحترام جميع المعتقدات والمبادئ دون التحيز لأي طرف .. وهنا أجد أنني توفقت بإختياري مدينة نيويورك، حتى وان كنت في بادئ الأمر رافضة لفكرة العيش فيها، لكني سرعان ما اعتدت عليها وعلى بيئتها المختلفة والمميزة عن باقي المدن.


الدراسة على حسابي الخاص .. وشروط الإلتحاق بالبعثة ..

لا زلت ادرس على حسابي الخاص لأن هذا ثاني ترم دراسي لي ولم انهي ٣٠ ساعة حتى الآن لأوافق شروط الانضمام للبعثة، لكني اطمح للانضمام في القريب العاجل، كما ان التواصل مع الملحقية صعب في بعض الاحيان بحكم ان بعض الموظفين لا يستجيبون للطلاب بسرعة كافية. لكن بشكل عام انا مؤمنة ان الملحقية ستقف وقوف مشرف مع كل طالب يتعرض لأي مشكلة.


الأعمال التطوعية .. اقرب الأشياء لقلبي ..

قد تكون الأعمال التطوعية احد اقرب الأشياء لقلبي، لأنها تبعث احساس رائع في داخلي، وسعيدة جدا برؤية انتشار التطوع بشكل كبير وواسع بين مبتعثيننا، التطوع عمل نبيل جدا ويعكس صورة مجتمعنا المتعاون وبيئتنا التي تدعم المساعدة في طبعها، اهمية التطوع هي انه يخلق روح التعاون والتكاتف بين مواطنيننا واظهارها بإفضل صورة للمجتمعات الأجنبية التي دائما ما تشهد على اخلاق المبتعثين السعوديين.


نظرة مختلفة نحو الإندماج مع المجتمع المحلي .. في هذه الحالات ..

تختلف النظرة من مدينة لأخرى، كما ذكرت سابقا القرى الصغيرة يوجد بها بعض من العنصرية، لكن في المدن الكبيرة مثل نيويورك التي تمتاز في الاساس بالتنوع والاختلاف لا تتواجد بها العنصرية كثيرا. من واقع تجرتبي لم القى سوا الاحترام المتبادل بين افراد المجتمع هنا سواء كانوا مسلمين ام لا. نساهم نحن كمبتعثين سعوديين في نشر ثقافة بلدنا عن طريق النوادي السعودية التي تفتح لنا مجال كبير بالتواصل والانخراط في المجتمع المحلي الذي بدوره دائما ما يكون متعطش للتعرف على ثقافة جديدة .. لذلك قد يتعرض بعض المبتعثين لمضايقات عنصرية وما الى ذلك وهذا يعتمد ايضا على البيئة التي يكونون محاطين بها. بحكم ان بعض المدن الريفية يكون اهلها رجعيين ولم يواكبوا التطور مما يجعلهم يستصعبون فكرة التنوع. ربما اعتبرها الميزة الأكثر جمالا في نيويورك وهي طبيعة التنوع، فهي مدينة تجمع ناس من مختلف الأعراق والجنسيات والخلفيات الدينية والثقافية، مما يجعل اهلها متقبلين للإختلاف وغير متحيزين او عنصريين، بالعكس تماما فهم اكثر الشعوب مطالبة بحريات الآخرين.، وهذا شيء اقدره جدا.


هذه ابرز القوانين المتبعة في مدينة نيويورك ..

قد تكون مواقف السيارات، الذين يسكنون مدينة نيويورك يفضلون عدم القيادة بحكم ان المواقف جدا مكلفة وصعب ايجادها، لذلك دائما ما يتعرض اصحاب السيارات الى المخالفات المكلفة و سحب السيارة احيانا لأنهم شديدين جدا من ناحية قوانين السيارات.


الدكتورة غادة المطيري .. هي الأبرز ..

الدكتورة غادة المطيري، احد ابرز واهم الشخصيات في مجال الكيمياء، قد لا يبدو هذا المجال من اختصاصي لكنني ارى انها مضرب مثل للمرأة السعودية الناجحة التي برزت من خلال انجازاتها واكتشافاتها الطبية.


مشاركتي بالأمم المتحدة .. جعلتني أشعر بالفخر ..

شاركت في مؤتمر الشباب في الأمم المتحدة رغبة في بناء قاعدة تواصل بيني وبين كل الشباب الطموح، سواء كانوا سعوديين ام أجانب، كان حضور المندوبين السعوديين ثالث اكبر عدد بعد الحضور الأمريكي و الكندي مما جعلني اشعر بالفخر بأبناء البلد، الذين لطالما تمت الإستهانة بقدراتهم وإنجازاتهم التي يستطيعون الوصول لها. كان هذا المؤتمر الأكثر من رائع محفز جيد لي بالاستمرار بالعمل والإجتهاد لإظهار قدرات الشباب السعودي للعالم بأكمله. كان المؤتمر يحتوي على عدة ورش عمل ملهمة جدا ومفيدة على كلا الصعيدين الشخصي والعملي. اتوق للمشاركة مرة اخرى مؤتمر الشباب الذي سيقام مرة اخرى في الصيف وسيسمح لي بإعادة هذه التجربة الرائعة مع اناس مختلفين لكنهم يتشاركون الطموح والرغبة في التغيير.


رسالتي إلى سفراء الوطن ..

اعملوا بجد واجتهاد، وتذكروا انكم حاضر ومستقبل هذا البلد الذي بدوره سعى لتطوير ابنائه عبر ارسالهم للخارج وتكفل في جميع تكاليف دراسته، وانكم بلا شك التغيير الذي سيشهده ابناء الجيل القادم ويكون فخور به .. ومما رأيته عن ما يميز المسلمين هنا انهم متنوعين ومن كل مكان وبقعة على هذه الأرض، مما يجعلك تفخر بهذا الدين العظيم الذي يمثله ناس من خلفيات، لغات، وبلدان مختلفة.