المصدر -
جاء الظهور الشعبي المتكرر لنجلي الرئيس الأسبق جمال وعلاء مبارك، عقب إطلاق سراحهما في عام 2015م، والذي زادت كثافته وتواتره مؤخراً، ليجدد الحديث عن طموحهما السياسي والاقتصادي.
علاء وجمال، اللذان أُوقِفا في أبريل2011 على ذمة قضايا، أُطلق سراحهما قُبيل الذكرى الرابعة للثورة، في يناير 2015، في سرية تامة بعيداً عن أعين الإعلام.
غير أن هذه السرية تبدلت بشكل لافت، إلى علنية سافرة، منذ الخروج من السجن، وحتي نهاية فبراير الماضي، 14 مرة، عبر ظهور وسط الجماهير، قوبل بحفاوة بالغة، والتقاط الصور معهما في أحيان كثيرة. وأفرزت هذه الشكوك، دعوى قضائية رفعها محامٍ مصري في فبرايرالماضي، أمام القضاء الإداري، لمنع نجلي مبارك من ممارسة الحياة السياسية لمدة 6 سنوات، ومنع أيٍّ منهما من الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة في 2018م.
تطبيع له تفسيران
إبراهيم البيومي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس، يعتبر في حديث للأناضول، الظهور المتكرر لنجلي مبارك محاولات للتطبيع مع الشعب الذي ثارعليهم في 2011.
ويضيف أن علاء وجمال يسعيان لإزالة الحواجز النفسية التي تكونت لدى قطاع عريض من مصريين أسقطوا حكم والدهما.
طموح البديل
أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، يرجح في حديث للأناضول، أن نجلي مبارك يحاولان تقديم رسالة سياسية، ويطرحان نفسيهما كبديل للنظام السياسي الحالي المأزوم، خصوصاً في ظل تراجع الأداء السياسي والاقتصادي حالياً.
ويضيف دراج: «ربما يلعبان على استقطاب بعض الأصوات التي تتردد من آن لآخر مؤخراً، مترحمة على فترة حكم مبارك، وربما يتحينان الفرصة للمنافسة على السلطة مرة أخرى، خصوصاً وأنه -بحسب رأيه- لا معايير ثابتة في مصر لتطور الأحداث أو توقعات مؤكدة.
ويدعم محمد رجب، آخر أمين عام للحزب الوطني المنحل، في حديث للأناضول، حق نجلي مبارك في أن يشاركا في الحياة السياسية، إن أرادا ويؤسسا حزباً سياسياً، إلا أنه يستبعد قيامهما بذلك حالياً، دون توضيحات لذلك.
ويُرْجِع رجب الحفاوة بهما، كتعبير من قطاع من المصريين، أنهما ووالدهما تعرضوا للظلم برأيه.
وبخصوص الموقف القانوني لنجلي مبارك، قال الخبير القانوني حسين حسن، في حديث للأناضول، إن القانون لا يمنع علاء وجمال، أو أي شخص صدر ضده حكم جنائي نهائي من ممارسة السياسة، والتمتع بكافة حقوقهما السياسية بشرط، رفع دعوى أمام القضاء لرد الاعتبار.
ظهور اجتماعي
مع مصاعب الترشح حالياً يضع الأكاديمي المصري، أحمد دراج احتمالاً ثانياً لتكرار ظهور نجلي مبارك قائلاً: «ربما يكون اجتماعياً بحتاً، فنجلا مبارك كانا يتمتعان بقاعدة معارف واسعة بين نجوم المجتمع، والفنانين، ولاعبي الكرة».
ويتفق معه جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، مؤكداً أن نجلي مبارك يمارسان حياتهما الطبيعية، في إطار اجتماعي بحت، لافتاً إلى أن الأمر حتى الآن، لا تُفهم منه أية رسائل سياسية، فلم تظهر منهما بعد رغبة في العودة للعمل السياسي.