المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
غازي بن نايف- الشرقية
بواسطة : غازي بن نايف- الشرقية 08-04-2018 12:44 مساءً 72.5K
المصدر -  
غرب مع المبتعثين .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث .. ومن ألمانيا يحدثنا عن تجربته الدكتور " وائل محمد مجيب " طبيب جراحة العظام والحوادث في البورد الألماني - خريج جامعة الملك عبدالعزيز عام ٢٠٠٩ متزوج ووالد لثلاثة اطفال – حاصل على درجة الكتوراه الألمانية ومبتعث في سنته الأخيرة لاتمام البورد الالماني في جراحة العظام والحوادث .. المزيد عن "الدكتور وائل مجيب" وتجربته في رحلة الإبتعاث إلى ألمانيا من خلال السطور التالية وهذه القصة:



تجربتي في ألمانيا .. وهذه المشاهدات

بدأت اللغة في مدينة دوسيلدورف عام ٢٠١١ وبدات العمل في مستشفى آخن الجامعي منذ نوفمبر ٢٠١٢ في تخصص جراحة العظام وهي من التخصصات التي تحتاج إلى صبر وطولة بال وجهد بدني عالي جدا بالاضافة للمناوبات المرهقة ، ولكنه تخصص جميل وفيه متعة لمن يعشق التحدي ، وهنا الابتعاث للخارج ليست سياحة وليست سهلة بالذات في ألمانيا ، فالطبيب يحتاج جهد كبير ووقت كبير قد يصل لسنتين او ٣ حتى يستطيع اجتياز جميع المتطلبات والبدء في برنامج التدريب .. طبعا الشعب الالماني شعب مختلف عن جميع شعوب العالم ، شعب تغلب عليه الجدية في كل أمور الحياة ، حياتهم العملية تعتبر من الاشياء المقدسة ، شعب ملتزم ومتقن للعمل ، يعيبه انه شعب متحفظ وغير منفتح على العالم وصعب يتقبل الاجنبي بسهولة والحرب العالمية الثانية ما زالت مؤثرة فيهم بالذات كبار السن .. كما أن صعوبة اللغة الالمانية في بداية التدريب والاحساس بأن القدوم لالمانيا قرار خاطئ ولكن مع الوقت واتقان اللغة بدأت أحس بمتعتها وفي نهاية التدريب أيقنت أن قراري كان صائب وأحمد الله عليه .. وأجد في تجربتي صعوبة الصيام في رمضان خصوصا انه يصادف فصل الصيف وكانت فترة الصيام تصل الى ١٩ ساعة.

الغربة تحدي وإصرار ..

لحظات حسيت فيها بالاحباط خلال فترة التدريب وهذه حالة طبيعية يمر فيها المبتعث بالذات عند الحنين للوطن والاهل والاصدقاء .. ومع هذا وجدت لدى الشعب الألماني احترام للوقت والالتزام في العمل مع الاتقان والدقة ولا مجال للصدفة في العمل ، كل شي يتم دراسته بالتفصيل قبل عمله ، التخطيط الممتاز لأي عمل مما كان له الأثر الإيجابي على الاقبال بمستوى جيد جدا حيث يوجد ما يقارب الالف طبيب سعودي في ألمانيا وعدد لا بأس به منهم في تخصص جراحة العظام والحوادث ، ولكن بسبب القوانين الجديدة والصارمة لبداية التدريب قد يقل عدد المبتعثين وأغلب الزملاء الذين تخرجوا وعادوا للبلد بعد سؤالهم عن تجربتهم الكثير منهم يجدها تجربة ممتازة وتستحق التعب والمعاناة ومن خلال مشاهداتي فإن المبتعثين متواجدون في جميع الولايات واغلبهم في ولايات شمال الراين ، برلين ، هامبورج ، ميونخ وولاية باذن فوتمبيرج في تخصصات مختلفة مثل جراحة العظام ، التخدير والعناية المركزة ، جراحة التجميل ، أغلب التخصصات الجراحية وقليل جدا في التخصصات الباطنية والاطفال، الصعوبات موجودة في كل مكان ومما يزيد صعوبة المانيا في البداية هي اللغة واثبات الذات ، بالتالي انصح بالدراسة في المانيا ولكنها قد تكون صعبة على البعض بالذات الذين لم يتعودوا على لاعتماد على النفس في السعودية.


مدينة دوسيلدورف .. وإحترام التنوع والخصوصية في المانيا


درست اللغة في مدينة دوسيلدورف ، مدينة سياحية تضم اغلب جنسيات العالم من الشرق للغرب تقع على نهر الراين ، مدينة حية على مدار الساعة وتذكرني نوعا ما بمدينتي جدة وحاليا في مدينة آخن ، مدينة جامعية صغيرة هادئة ميزتها انها تقع عالحدود مع هولندا وبلجيكا وتعتبر منطقة التقاء لاماكن سياحية كثيرة .. الشعب الالماني يحترم تنوع الاديان وغالبا لا يسالوا عن دين الشخص ويعتبرونه حرية شخصية ، بعضهم يعرف السعودية والاغلب عند جوابنا اننا من السعودية يعتقدون اننا من دبي ، حاليا بعد مشاكل الارهاب في بروكسل وبرلين وموضوع اللاجئين اصبح الشعب الالماني متخوف من المسلمين نوعا ما ، كما أن لكل بلد انظمته وقوانينه وفي المانيا على سبيل المثال ممنوع عمل اي شي يزعج الجيران بعد الساعة ٨ مساء ، التقيد برمي النفايات في اماكنها مع التقيد بانواع النفايات ، يمنع الشوي في اغلب الحدائق العامة ، بالنسبة للمبتعثين مع اطفالهم فيجب تسجيلهم في الحضانات بمجرد وصولهم سن الثالثة ويعتبر شي اجباري. وكما ذكرت سابقا أن احترام الاديان لدى المجتمع الألماني مشاهد وبشكل كبير وتقريبا يوجد اكثر من مسجد في كل مدينة والمسلمين يشكلوا تقريبا اكثر من ١٠٪؜ من السكان وهذا يعود للجالية التركية في المانيا حيث انهم اكثر من ٨ مليون نسمة.


المبتعثين في ألمانيا .. وهذه الصعوبات ..


حاليا تحاول الملحقية الثقافية السعودية في ألمانيا حل اغلب مشاكل المبتعثين واهمها اختبار معادلة الشهادة واللغة الالمانية ومواعيد الاختبارات .. وتبرز كذلك أهمية اللغة ثم اللغة ثم اللغة ( هي المفتاح السحري في المانيا وبدونها قد تتعقد جميع امور الحياة ) .. أيضا الأنشطة الطلابية بين المبتعثين في ألمانيا ليست منتشرة في جميع الولايات ولكنها موجودة في ميونخ وهامبورج بطريقة مميزة ولديهم نادي طلابي مميز واتمنى لهم والجميع التوفيق وان نكون يد واحدة وان يمثلوا السعودية احسن وافضل تمثيل ..


القطاع الصحي في السعودية .. وهذه التحديات ..

نتطلع إلى العمل كفريق واحد مع القطاع الصحي داخل المملكة وعدم تكسير المجاديف وتكريم وتشجيع الناجح لتقديم المزيد .. وهو مالمسناه قبل ٦ سنوات من خلال تجربتي في المانيا كنا كالكائنات الفضائية وينظرون الينا بشكل غريب واننا دولة غنية وماذا نفعل في المانيا ، مع الوقت ومع وجود مبتعثين مميزين اصبحت الصورة اكثر وضوحا وبعضهم ابدى اهتمام بزيارة السعودية في القريب العاجل .. وهنا أأسعى إلى تكملة تخصصي الدقيق في جراحة اورام العظام وبعدها العودة للوطن لرد الجميل وخدمة أهله.