المصدر -
أصيب أسد الله (4 أعوام) برصاصة في البطن وميسم (12 عاما) برصاصة في الرجل وكلاهما من الضحايا الجانبيين للنزاع الأفغاني الذي أوقع العام الماضي 11 ألفا و500 قتيل وجريح مدني ثلثهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة.
في مستشفى «إميرجنسي» بكابل تتحول أرقام الأمم المتحدة إلى أسماء ووجوه غارقة في لحافات وأغطية، وأجساد بدت عليها آثار الآلام التي مروا بها وتروي العنف المستمر بل والتنامي في هذا النزاع المستمر منذ 40 عاما.
وقال ميسم: «كنت أقود دراجتي لجلب كتبي المدرسية حين أصبت» ورسم ابتسامة على محياه رغم إصابة في عظم الفخذ. لقد عبر المكان السيئ في التوقيت السيئ في العاشر من يناير. وقتل في ذلك اليوم 36 شخصا وأصيب 78 في اعتداء مزدوج استهدف مبنى فرعي للبرلمان بكابل.
بدا أسد الله باكيا ومتاوها في مكان غير بعيد رغم رعاية شقيقه (13 عاما). كان الطفل في بيته بقرية لوجار (ولاية جنوب كابل) حين تلقى رصاصة طائشة في 22 يناير.
من أطلق الرصاصة؟ هل هي القوات الحكومية أم مسلحو طالبان الذين اشتبكوا في ذلك اليوم؟ ولا يبدو أن المعسكرين كانا مهتمين بأسرة محتمية ببيتها.
واضطر الجراحون لتركيب أكياس جانبية له حتى علاج الأمعاء والمثانة. وفي 2016 قتل 3512 طفلا أو أصيبوا %70 منهم من الذكور بحسب تقرير سنوي لمهمة الأمم المتحدة في أفغانستان قدم الاثنين، أي بزيادة بنسبة %24 مقارنة بتقرير 2015. وأشارت دانيال بيل مديرة حقوق الإنسان في المهمة إلى أن الأطفال يشكلون فئة «ممثلة بشكل مفرط» بين الضحايا المدنيين الـ11500.
أسلحة فتك تقليدية
علق ديجان بانيك منسق منظمة «إيمرجنسي» الإيطالية غير الحكومية التي تدير هذا المستشفى المتخصص في إصابات الحرب في كابل «الأمر ليس مفاجئا لي». وتتجه سيارات الإسعاف إلى هذا المستشفى بعد كل اعتداء وعلى أرصفته تنتظر الأسر أخبار مصابيهم أو يأتون بحثا عن أقارب. وأضاف أن «الكارثة تتسع. تلقينا 3400 جريح هنا العام الماضي %30 منهم دون سن 14 عاما». وكما هو حال أسد الله فإن نصف الأطفال المصابين جرحوا أثناء «اشتباكات برية» زادت بنسبة %23 مقارنة بالعام الماضي بحسب الأمم المتحدة. وطال الأمر كافة الولايات الأفغانية وتتركز المعارك في مناطق سكنية حيث تقيم أسر متعددة الأفراد.
أما السبب الثاني للإصابات بين القصر فهي العبوات الناسفة والذخائر المتروكة مثل قذائف الهاون والقنابل اليدوية التي يجمعها أطفال لاستغلال معادنها أو قنابل تقليدية الصنع. وارتفع عدد ضحايا هذه الأسلحة بنسبة %65 في 2016 مع %84 من الإصابات بين الأطفال. ويؤكد بانيك الذي يعمل في أفغانستان منذ سبع سنوات: «تزايد خطورة العبوات الناسفة التقليدية الصنع». ويوضح: «في 2010 كنا نرى الكثير من الكسور، أما اليوم فالناس يأتون مع أرجل مهشمة وأسفل الجسد متهتك. وعلينا أحيانا إجراء عمليتي بتر أو ثلاث وخمسة أو ستة تدخلات متخصصة جدا على جريح واحد».