المصدر - لم تمر ساعات على توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظرًا على دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، حتى بدأ مدراء صناعة التقنية بنشر بيانات استنكار تنتقد القرار الجديد وتحذر من الآثار الواسعة والكبيرة المحتملة.
من آبل، وجوجل، وفيس بوك، إلى مايكروسوفت، وبوكس وغيرها من شركات وادي السيليكون، كانت الرسالة ذاتها إلى حد كبير، وهي أن الحد من الهجرة يضر بالموظفين والابتكار.
وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين، والتي وعد فيها أيضًا بأن الشركة سوف تبذل ما في وسعها لمساعدة الموظفين المتضررين من هذا الأمر: “لولا الهجرة لما وُجِدت آبل، ناهيك عن الازدهار والابتكار بالطريقة التي نفعلها”. وأضاف أن القرار “ليس بالسياسة التي ندعمها”.
وكانت ردود بعض كبار الشخصيات التقنية أكثر حدة. إذ قال سام ألتمان، رئيس شركة Y Combinator، التي استثمرت في أكثر من 900 شركة ناشئة، بما في ذلك دروب بوكس، و Reddit، و Airbnb: “هذا خرق لعقد أميركا مع كل المهاجرين في البلاد”.
وانتقد آخرون الرئيس الأميركي الجديد بقسوة وبصراحة، إذ قال بيير أوميديار، مؤسس موقع المزادات الأكبر في العالم، “إي باي” eBay، والذي أسس أيضًا شركة إعلامية باسم “فيرست لوك” First Look: “لا يعدو قرار ترامب عن كونه تعصب”.
ويُعتقد أن كل هذه البيانات تمثل نقطة تحول في العلاقة بين ترامب وصناع التقنية. فمع بعض الاستثناءات، لطالما كان المدراء التنفيذيون في وادي السيليكون من الداعمين والممولين لحملة الرئيس السابق باراك أوباما والمرشحة هيلاري كلينتون، معلنين صراحةً تأييدهم للديمقراطيين نظرًا لمواقفهم المؤيدة لبعض المسائل، مثل حياد الإنترنت، والتعليم، وحقوق الشواذ.
وبعد الفوز المفاجئ لترامب، التقى 13 مسؤولًا تقنيًا معه في برجه الخاص بمدينة نيويورك، وناقشوا معه قضايا مثل الاستثمار والتجارة و “سياسة الهجرة”. وبدا حينئذ أن صناع التقنية على استعداد حذر للعمل معه.
وكان ترامب قد وقع يوم أول أمس الجمعة قرارًا تنفيذيًا يحظر دخول اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأميركية، ويمنع إصدار تأشيرات دخول لمواطني ست دول إسلامية أخرى، وهو ما عدّه حقوقيون تمييزًا ضد المسلمين ومخالفًا للدستور الأميركي.
وبعد القرار، استدعت شركة جوجل موظفيها الذين تعتقد أن سوف يتضررون من القرار، بينما تعهدت شركات أخرى بتوفير المساعدة القانونية للموظفين الذين سيُمنعون من دخول الولايات المتحدة.
وأشار كثيرون إلى أن ستيف جوبز، المؤسس المشارك لشركة آبل، إنما هو ابن مهاجر سوري. وقالوا إن الشركات البارزة الأخرى قد أُسست كذلك من قبل مهاجرين من الجيل الأول والثاني.
وكتب الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ساتيا نادالا: “كمهاجر ومدير تنفيذي، لقد شهدت وعاينت الأثر الإيجابي الذي تركته الهجرة على شركتنا، وعلى هذا البلد، وعلى العالم أجمع”.