المصدر -
عاد الهدوء الأحد إلى بواكيه بعد «اتفاق» مع الجنود الذين أدى تمردهم بسبب مطالب مادية إلى شل الحركة ليومين، في ثانية مدن ساحل العاج، ووصل إلى أبيدجان.
وقال أحد مراسلي وكالة فرانس برس «لم يحصل إطلاق نار منذ ليل السبت. لم نعد نرى جنودا في المدينة. واستؤنفت حركة السير في الصباح، وأعادت المتاجر فتح أبوابها».
كما تم الإفراج في ساعة متأحرة من ليلة الأحد عن وزير الدفاع الإيفواري آلان ريتشارد دواهي، عقب احتجازه لساعات من قبل جنود متمردين في مدينة بواكيه وسط البلاد.
وفي تصريح للأناضول، قال أحد شهود العيان إن «المتمردين أفرجوا عن وزير الدفاع آلان ريتشارد دواهي والوفد المرافق له وأصدقائنا من الصحافيين، عقب 4 ساعات من المفاوضات».
وأضاف المصدر نفسه أنه تم التوصل لاتفاق جديد مع الجنود المتمردين، دون مزيد من التفاصيل.
لكن الناس لا يخفون غضبهم بعد تظاهرات الجنود الذين بثوا الخوف والذعر من خلال إطلاق النار من الأسلحة الثقيلة ورشقات الكلاشنيكوف.
وأكد المدرس أداما كوليبالي «نحن لا نريد هذا الوضع في بواكيه. لقد تعبنا من تحركات الجنود، ونأمل في أن يجد الرئيس الحسن وتارا حلا نهائيا لمشكلتهم».
وبواكيه عاصمة تمرد الشمال السابقة (2001-2011).
وقد أبرم هذا الاتفاق السبت بعد لقاء بين وزير الدفاع آلان ريتشارد دواهي ومتمردين كانوا يطالبون بدفع العلاوات والزيادات على الرواتب وبالإسراع في الترقيات.
قبل ذلك بوقت قصير، أعلن الرئيس الإيفواري الحسن وتاراا، التوصل لاتفاق بين الحكومة والمتمردين.
ووعد وتاراا في تصريحات لوسائل الإعلام عقب اجتماع لمجلس وزاري استثنائي، بالنظر في مطالب الجنود، ومنها دفع متأخرات منحهم وتحسين ظروف معيشتهم.
غير أن إعلان الرئيس أثار غضب المتمردين الذين قاموا باحتجاز الوزير ومرافقيه، مشترطين عدم الإفراج عنهم إلا في حال حصولهم على متأخرات منحهم وتحسين ظروف عيشهم.
ويطالب المتمردون بالزيادة في أجورهم، والتخفيض في وقت الحراسة، والحصول على توضيحات بخصوص منحة «إيكوموج».
وبحسب تصريحات سابقة لعدد من الجنود الغاضبين المطالبين بتحسين أوضاعهم للأناضول، فإن منحة «إيكوموج» تشمل الحصول على 5 ملايين فرانك إفريقي (7 آلاف و622 يورو) ومساكن.
ولفتوا إلى أنهم «تلقوا وعودا بالحصول على المنح المذكورة خلال أزمة ما بعد الانتخابات (2010-2011)، وتحديدا قبل وقت قصير من الهجوم على أبيدجان، العاصمة الاقتصادية الإيفوارية».
وأشاروا إلى أن هيئة أركان التمرد السابق (الموالية للرئيس الفائز في الانتخابات الحسن وتارا) وعدتهم بذلك (5 ملايين فرنك إفريقي وسكن)، مقابل تعويض جنود المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا (إكواس) في الهجوم حينها على أبيدجان، والمنخرطين حينذاك في مطاردة الرئيس السابق لوران غباغبو (2010 – 2011).