المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
منع التصعيد بين الناتو وروسيا
بواسطة : 22-12-2016 04:26 صباحاً 8.3K
المصدر -  بروجيكت سنديكيت
بعد أن شكك الرئيس المنتخب دونالد ترمب بالتحالف مع الناتو خلال حملته الإنتخابية، بدأ الآن بصياغة سياسة خارجية يمكن أن يكون لها أثار بعيدة المدى على الوضع الأمني المشحون في أوروبا. إن فك الإرتباط المحتمل مع التحالف يأتي في وقت أصبحت فيه العلاقات بين حلف الناتو وروسيا في اسوأ حالاتها حيث يقوم كل طرف بتوسيع أنشطته العسكرية بشكل كبير علما أن أوروبا بحاجة إلى أفكار جريئه جديدة في كيفية إدارة المواجهات المستقبلية المحتملة. إن التفكير المتجدد يصبح مهما للغاية عندما ينظر المرء للمخاطر المتزايدة من وقوع حوادث أو أخطاء في الحسابات يمكن أن تزيد التوترات وذلك على ضوء الأنشطة العسكرية الروسية على طول الحدود مع دول الناتو خلال السنوات الثلاث الماضية . إن المواجهات التي قد تؤدي لخسارة الأرواح تتضمن حوادث في بحر البلطيق والبحر الأسود مثل قيام الطائرات الهجومية بالمرور بسرعة عالية فوق السفن الحربية أو الاعتراض العدائي لطائرات الاستطلاع. إن تقرير شبكة القيادة الأوروبية الأخير يشير إلى أنه على الرغم من الإتفاقيات الثنائية المتعلقة بإدارة الحوادث بين الدول الأعضاء في حلف الناتو وروسيا ، إلا أنه ما تزال هناك ثغرات كبيرة يجب تغطيتها . إن الإتفاقيات الحالية محدودة لإنها لا تتسق مع بعضها البعض ولا تتعامل بشكل صحيح مع النشاطات المدنية أو التقنيات الحديثة بما في ذلك الطائرات بدون طيار . الأسوأ من ذلك هو أن الإطار الحالي يستثني أعضاء الناتو على الخط الأمامي مثل بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا بالإضافة إلى الدول من خارج الناتو مثل فنلندا والسويد. إن هذا يعتبر خطأ كبيرا وهو خطأ قد يزيد من إمكانية تحول فضاء جيوسياسي لم يتم تنظيمه بشكل جيد إلى فوضى وسوء تفسير لإسباب ليس أقلها عدم وضوح مدى تقيد الدول المستثناه بالإتفاقية الأمريكية الروسية المتعلقة بالحوادث في البحر وذلك عندما تعمل معا. إن التركيز على إدارة الحوادث العسكرية بشكل سريع سيتطلب بروتوكولات إتصالات صارمة وأحكام وقواعد سلوكية لجميع القوات المسلحة في الدول ذات العلاقة . عندما تكون الآليات الثنائية الحالية غير قابلة للتطبيق فإن على الحلفاء الذي يعملون تحت إمرة القيادة العملياتية للناتو أو البلدان الشريكة التي تعمل تحت قيادة حلف للناتو أن يتبنوا بروتوكولات تخفيض المخاطر الجديدة ويتحققوا من التقيد والإلتزام بها وفي الوقت نفسه يجب تحديث الإتفاقية الثنائية الحالية وذلك حتى تعكس الوقائع العسكرية الجديدة ومن ثم التقيد بها بشكل صارم من قبل جميع الأطراف. يجب على أعضاء الناتو والشركاء تبني المبادىء والبرتوكولات التي تم تأسيسها في هذا الإطار الجديد وتطبيقها كأفضل الممارسات عند العمل بالقرب من الطائرات والسفن الروسية فعلى سبيل المثال يجب على جميع الأطراف أن تحصل على المزيد من التوضيحات عن الأحكام والقواعد المفصلة لسرعات ومسافات المناورات العسكرية بالإضافة إلى أساليب العلم الثابت والإشارة الضوئية وفي ظل هذه البيئة التي لا تخضع للقواعد والأحكام حاليا فإن كلا الطرفين سيستفيدان من وجود إتفاق يتعلق بترددات الراديو التي تتم مراقبتها بشكل مستمر. إن الأهم من ذلك هو أن إطار أمني جديد قد يحسن قنوات وممارسات الإتصالات مما قد يضمن سلامة ممرات الأجواء المزدحمة والمياة الدولية المشغولة . إن من الممكن تحقيق ذلك برعاية منظمة الطيران المدني العالمية ومن خلال أنظمة مشتركة لتعقب الرادار ومراقبة الحركة الجوية بشكل فوري بالإضافة الى خطوط تواصل متخصصة وإجراءات يتم الإتفاق عليها بشكل مشترك للتعامل مع النشاطات الجوية المشبوهة. سوف يكون من الضروري بالنسبة لتلك التعاملات أن يتم ترتيبها ليس فقط بين الناتو وروسيا بل أيضا بين المراقبين الجويين المدنيين والعسكريين للطرفين وبينما يوجد عند بعض البلدان بعض المخاوف الأمنية المشروعة فيما يتعلق بتقاسم البيانات فإن منح جميع المراقبين الجويين حرية الوصول للبيانات نفسها هو أمر مشروع من أجل حماية أرواح المدنيين وتجنب المواجهات العسكرية غير المقصودة.
العرب