المصدر -
لم يتوانَ ترامب عن إثارة المخاوف والنعرات بين الأميركيين، فاتحا الباب على مصراعيه أمام اليمينيين البيض لنشر أيديولوجيتهم العنصرية في تطور قد يهدد السلم الاجتماعي. تطور يتحمل تبعاته ترامب نفسه، على ما ترى إينس بول.
خلال الحملة الانتخابية بأسرها، حذرت منظمات حقوقية، جماعات تُعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين غير المسجّلين (السريين)، من أن خطاب الكراهية، الذي اعتمده دونالد ترامب، يمكن أن يشعل حربا أهلية في البلاد.
والآن هاهو دونالد ترامب يفوز بالانتخابات ليفتح باب المعركة على مصراعيه. البعض من أنصاره يحتفل في مواقع التواصل الاجتماعي بأهميته الجديدة من خلال التحية النازية، مطالبا علنا بالتطهير العرقي.
وجماعات مثل «المعهد القومي للسياسة» (National Policy Institute) تطلق –وكلها فخر بالنصر– الدعوات إلى مؤتمرات صحافية من أجل نشر أيديولوجيتها، فقط على مسافة بسيطة من البيت الأبيض. الشعر قصير وممشوط على غرار تسريحة شعر هتلر وابتسامة عريضة تعلو وجوههم معلنين أن الوقت قد حان لكي يسترجع البيض ما يحق لهم. أي سيادتهم على بلادهم، الولايات المتحدة، التي يقولون إنها قد تأسست على يد أوروبيين. هم يتحدثون بصراحة عن أن الهوية البيضاء مهددة من قِبل المجتمع المتعدد الأعراق والثقاقات. يزعمون أن الكياسة السياسية (الصواب السياسي) والصحافة الكاذبة جعلا أن الأقليات أصبحت لها كلمة أكثر مما يحق للعرق الأبيض.
هم يطالبون بأصوات عالية بمراقبة المسلمين وإحداث مناطق في الولايات المتحدة لا يسمح فيها إلا للبيض للعيش فيها. والاستحسان في مواقع التواصل الاجتماعي كبير جدا، كما أن عدد زوار المواقع الإلكترونية قد انفجر. والعنان أطلق للمضايقات الجماعية. وهذا الأمر شديد الخطورة على السلم الاجتماعي في البلاد.
في غضون ذلك، يتزايد القلق في صفوف الأوساط السياسية بأن تتحول الاحتجاجات التي كانت في معظمها سلمية إلى معارك علنية في الشوارع. كراهية تولد كراهية. كما أن هناك عددا متزايدا من أناس أصبحوا يخشون من أن حياتهم وحياة أسرهم قد أصبحت مهددة. وهاهم الآن مستعدون للقتال من أجل مستقبلهم.
في الأثناء يلخص ريتشارد سبينسير، مؤسس المعهد القومي للسياسة، أكبر خطر في جملتين، قائلا: إن ترامب وحركته يشكلان الجسد، فيما يجسد هو وأيديولوجيته الرأس. أي ذلك الرأس الذي لا تزال حركة ترامب تفتقده.;