المصدر -
نجح النحّات السوري، معروف شقير، بتحويل منزله الريفي في بلدة القريّا، في أقصى جنوب سوريا، إلى متحف فريد من حجر البازلت القاسي على مساحة قدرت بنحو 1000 متر مربع، ضمت أكثر من 1000 عمل نحتي، تراوحت ارتفاعاتها بين 6 سم إلى 6 أمتار جعلت منه مقصداً للزوار والفنانين والنحاتين الأكاديميين، فضلاً عن الرحلات المدرسية والاطلاعية على مدار العام.
وأشار النحات السوري إلى أن منزله أصبح مقصداً للزوار ومرجعاً للفنانين والنحاتين السوريين منذ عشرات السنين وعبر عن سروره بأن يتحول منزله إلى متحف دائم وجامعة لكل الناس.
وكشف شقير خلال حديثه لـ"سبوتنيك" أنه قدم لزوجته عام 1986 مصاغاً من حجر البازلت وهو عبارة عن خاتم وسوار مشيراً إلى أنه تزوج بقيمة إحدى منحوتاته التي صورت فلاحاً مع عنقود من العنب والتي ترمز لتراث محافظة السويداء ولشجرة الكرمة التي تنتشر بكثرة في تلك المنطقة فيما بدأ رحلته مع النحت عام 1973 ليكون من أوائل النحاتين الذي مارسوا النحت المباشر على البازلت وترجموه إلى أعمال فنية تشكيلية نالت اهتمام وإعجاب كبار النقاد العرب والأجانب المتخصصين بفن النحت والفن التشكيلي.
وأوضح النحات التشكيلي السوري أن منحوتاته تحدثت عن حالات إنسانية ووطنية والعديد منها جاء ترجمة للأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية عموماً وسورية على وجه الخصوص وقال "من مهام الفنان أن يقدم لمجتمعه أفكاراً نيرة وذات فائدة، وهو ما فعله الفراعنة على ضفاف نهر النيل وكذلك الآشوريون والبابليون على ضفاف نهر الفرات وذات الشيء في تدمر والقلاع والآثار السورية التي تمثل رسالة أبدية على الحجارة، فحجر الرشيد الذي ترجمه "شامبليون" تحدث عن حضارة عريقة وعقول نيرة ولذلك فهذا الفن هو أمانة في أعناقنا".
وعن بداياته في عالم النحت قال شقير "تفرغتُ للنحت المباشر عام 1983 وكانت البداية بمنحوتة "عنقود العنب" في صالة 7 نيسان في مدينة السويداء والتي استغرق إنجازها 20 شهراً باستخدام المطرقة والإزميل وكذلك باستخدام حجر البازلت أيضاً وأنجزتُ خلال 3 سنوات أكثر من 60 عمل نحتي قدمتها في أول معرض نحتي بمحافظة السويداء عام 1986 ثم نقلت هذا المعرض إلى المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بدمشق عام 1988 وكان حينها أول معرض نحتي من نوعه في سورية.
وأضاف شقير "سبقني بعض الزملاء النحاتين في أعمال نحتية فريدة كتجربة لكني اتخذت النحت كعمل مهني كي أربط بين الفن العربي الأصيل في هذا العصر والفنون العربية التي كانت سائدة في العصور الرومانية وما سبق ذلك لأثبت بأن الإنسان العربي قادر على التعامل مع معطيات الطبيعة حتى في أقصاها مثل الصخور البازلتية".
وحول أعماله النحتية أوضح شقير أن كثيراً من منحوتاته وضعت في العديد من الأماكن بمحافظة السويداء منها مسلة وضعت أمام دار الحكومة بمدينة السويداء إلى جانب منحوتات أخرى في مدن حلب واللاذقية والقنيطرة ودمشق ومنها منحوتة الكتب التي يبلغ ارتفاعها 4 أمتار والتي وضعت في مدخل جامعة تشرين السورية فضلاً عن مسلة "رموز بناة الوطن" الموجودة في مدخل قصر بعبدة بمدينة بيروت في لبنان.
وأضاف "تعد منحوتة "سورية يا حبيبتي" التي توضع إلى اليمين من مدخل منزلي من أضخم أعمالي النحتية حيث بلغ وزنها 10 أطنان من حجر البازلت ونقشتُ عليها خريطة سورية بمدنها وقراها يعلوها العقاب السوري والعلم الوطني والسيف وهي محملة بالقمح والعنب والتفاح وعلى الجانب الآخر نقشتُ بنفس الطريقة خريطة أخرى لمحافظة السويداء بمدنها وقراها ضمن عمل نحتي ملحمي يعبر عن فئات الشعب السوري ويعلن أن الوطن عزيز بأبنائه".
وتحدث شقير عن منحوتة أخرى اسمها (حالة إنسانية) يبلغ وزنها 5 أطنان وقال: لقد أنجزت هذا العمل عام 2010 بارتفاع مترين واستغرق إنجازها 10 أشهر وهي تمثل وجه إنسان له عينان جاحظتان بحالة ريبة وارتباك وفم مفتوح يساوي اتساعه اتساع أذنه التي أخذت شكل صحن لاقط "ستالايت" كناية عن استقبال الدعاية عبر الفضائيات ووسائل الإعلام ومن ثم ترديدها ببغائياً فيما تبرز الأذن المنسدلة والتي ترمز لحالة اللامبالاة وعدم الاكتراث بما يجري حول العالم العربي من أحداث وما تبثه عبر المحطات الفضائية المعادية للإنسانية جمعاء من سموم وقد زارني الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم وأطلق على هذه المنحوتة اسم (حال الأمة العربية)".
وقد وصف الناقد التشكيلي السوري سعد القاسم أعمال النحات شقير بقوله: "إن استخدام معروف شقير لحجر "البازلت" في صنع منحوتاته يجعل تجربته منذ البداية امتداداً لتراثنا الغني بفن النحت خاصة وأنه في عدد غير قليل منها لا يستخدم الأساليب التقليدية للنحاتين القدماء فحسب وإنما يستلهم الأشكال التي صنعوها محاولاً في الوقت ذاته ألا يقع في موضع التكرار فنراه يقوم بصنع منحوتات ذات مواضيع أكثر حداثة منها ما هو معاصر، وبعضها ينسحب تدريجياً نحو الذاكرة والماضي".
شارك النحات السوري معروف شقير بشكل دائم في المعارض السورية الرسمية منذ عام 1983 ومنها مهرجان المحبة وبينالي اللاذقية الأول والثاني والثالث وأقام 27 معرضاً فردياً داخل سورية وخارجها إلى جانب 150 معرض مشترك داخل البلاد وخارجها فضلاً عن مشاركته في 5 ملتقيات نحت دولية وحاز على 10 جوائز تقديرية في سورية وله مقتنيات في وزارات الدفاع والداخلية والزراعة والثقافة وفي المتحف الحربي ومتحفي دمشق والسويداء إلى جانب مقتنيات أخرى في العديد من دول العالم وله أكثر من 200 عنوان لحوارات نقدية وتحقيقات صحفية منشورة في صحف عربية وأجنبية تحدثت عن تجربته الفريدة والغنية في فن النحت على البازلت وهو عضو جمعية العاديات وجمعية حماية البيئة واتحاد الفنانين التشكيليين ونقابة المعلمين في سورية.
وأشار النحات السوري إلى أن منزله أصبح مقصداً للزوار ومرجعاً للفنانين والنحاتين السوريين منذ عشرات السنين وعبر عن سروره بأن يتحول منزله إلى متحف دائم وجامعة لكل الناس.
وكشف شقير خلال حديثه لـ"سبوتنيك" أنه قدم لزوجته عام 1986 مصاغاً من حجر البازلت وهو عبارة عن خاتم وسوار مشيراً إلى أنه تزوج بقيمة إحدى منحوتاته التي صورت فلاحاً مع عنقود من العنب والتي ترمز لتراث محافظة السويداء ولشجرة الكرمة التي تنتشر بكثرة في تلك المنطقة فيما بدأ رحلته مع النحت عام 1973 ليكون من أوائل النحاتين الذي مارسوا النحت المباشر على البازلت وترجموه إلى أعمال فنية تشكيلية نالت اهتمام وإعجاب كبار النقاد العرب والأجانب المتخصصين بفن النحت والفن التشكيلي.
وأوضح النحات التشكيلي السوري أن منحوتاته تحدثت عن حالات إنسانية ووطنية والعديد منها جاء ترجمة للأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية عموماً وسورية على وجه الخصوص وقال "من مهام الفنان أن يقدم لمجتمعه أفكاراً نيرة وذات فائدة، وهو ما فعله الفراعنة على ضفاف نهر النيل وكذلك الآشوريون والبابليون على ضفاف نهر الفرات وذات الشيء في تدمر والقلاع والآثار السورية التي تمثل رسالة أبدية على الحجارة، فحجر الرشيد الذي ترجمه "شامبليون" تحدث عن حضارة عريقة وعقول نيرة ولذلك فهذا الفن هو أمانة في أعناقنا".
وعن بداياته في عالم النحت قال شقير "تفرغتُ للنحت المباشر عام 1983 وكانت البداية بمنحوتة "عنقود العنب" في صالة 7 نيسان في مدينة السويداء والتي استغرق إنجازها 20 شهراً باستخدام المطرقة والإزميل وكذلك باستخدام حجر البازلت أيضاً وأنجزتُ خلال 3 سنوات أكثر من 60 عمل نحتي قدمتها في أول معرض نحتي بمحافظة السويداء عام 1986 ثم نقلت هذا المعرض إلى المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بدمشق عام 1988 وكان حينها أول معرض نحتي من نوعه في سورية.
وأضاف شقير "سبقني بعض الزملاء النحاتين في أعمال نحتية فريدة كتجربة لكني اتخذت النحت كعمل مهني كي أربط بين الفن العربي الأصيل في هذا العصر والفنون العربية التي كانت سائدة في العصور الرومانية وما سبق ذلك لأثبت بأن الإنسان العربي قادر على التعامل مع معطيات الطبيعة حتى في أقصاها مثل الصخور البازلتية".
وحول أعماله النحتية أوضح شقير أن كثيراً من منحوتاته وضعت في العديد من الأماكن بمحافظة السويداء منها مسلة وضعت أمام دار الحكومة بمدينة السويداء إلى جانب منحوتات أخرى في مدن حلب واللاذقية والقنيطرة ودمشق ومنها منحوتة الكتب التي يبلغ ارتفاعها 4 أمتار والتي وضعت في مدخل جامعة تشرين السورية فضلاً عن مسلة "رموز بناة الوطن" الموجودة في مدخل قصر بعبدة بمدينة بيروت في لبنان.
وأضاف "تعد منحوتة "سورية يا حبيبتي" التي توضع إلى اليمين من مدخل منزلي من أضخم أعمالي النحتية حيث بلغ وزنها 10 أطنان من حجر البازلت ونقشتُ عليها خريطة سورية بمدنها وقراها يعلوها العقاب السوري والعلم الوطني والسيف وهي محملة بالقمح والعنب والتفاح وعلى الجانب الآخر نقشتُ بنفس الطريقة خريطة أخرى لمحافظة السويداء بمدنها وقراها ضمن عمل نحتي ملحمي يعبر عن فئات الشعب السوري ويعلن أن الوطن عزيز بأبنائه".
وتحدث شقير عن منحوتة أخرى اسمها (حالة إنسانية) يبلغ وزنها 5 أطنان وقال: لقد أنجزت هذا العمل عام 2010 بارتفاع مترين واستغرق إنجازها 10 أشهر وهي تمثل وجه إنسان له عينان جاحظتان بحالة ريبة وارتباك وفم مفتوح يساوي اتساعه اتساع أذنه التي أخذت شكل صحن لاقط "ستالايت" كناية عن استقبال الدعاية عبر الفضائيات ووسائل الإعلام ومن ثم ترديدها ببغائياً فيما تبرز الأذن المنسدلة والتي ترمز لحالة اللامبالاة وعدم الاكتراث بما يجري حول العالم العربي من أحداث وما تبثه عبر المحطات الفضائية المعادية للإنسانية جمعاء من سموم وقد زارني الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم وأطلق على هذه المنحوتة اسم (حال الأمة العربية)".
وقد وصف الناقد التشكيلي السوري سعد القاسم أعمال النحات شقير بقوله: "إن استخدام معروف شقير لحجر "البازلت" في صنع منحوتاته يجعل تجربته منذ البداية امتداداً لتراثنا الغني بفن النحت خاصة وأنه في عدد غير قليل منها لا يستخدم الأساليب التقليدية للنحاتين القدماء فحسب وإنما يستلهم الأشكال التي صنعوها محاولاً في الوقت ذاته ألا يقع في موضع التكرار فنراه يقوم بصنع منحوتات ذات مواضيع أكثر حداثة منها ما هو معاصر، وبعضها ينسحب تدريجياً نحو الذاكرة والماضي".
شارك النحات السوري معروف شقير بشكل دائم في المعارض السورية الرسمية منذ عام 1983 ومنها مهرجان المحبة وبينالي اللاذقية الأول والثاني والثالث وأقام 27 معرضاً فردياً داخل سورية وخارجها إلى جانب 150 معرض مشترك داخل البلاد وخارجها فضلاً عن مشاركته في 5 ملتقيات نحت دولية وحاز على 10 جوائز تقديرية في سورية وله مقتنيات في وزارات الدفاع والداخلية والزراعة والثقافة وفي المتحف الحربي ومتحفي دمشق والسويداء إلى جانب مقتنيات أخرى في العديد من دول العالم وله أكثر من 200 عنوان لحوارات نقدية وتحقيقات صحفية منشورة في صحف عربية وأجنبية تحدثت عن تجربته الفريدة والغنية في فن النحت على البازلت وهو عضو جمعية العاديات وجمعية حماية البيئة واتحاد الفنانين التشكيليين ونقابة المعلمين في سورية.