المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 3 نوفمبر 2024
قراءة في رواية يسمعون حسيسها لأيمن العتوم
احمد السعدي
بواسطة : احمد السعدي 15-11-2017 01:54 مساءً 34.7K
المصدر - تقديم أية أكرم الشولي  قراءة في رواية يسمعون حسيسها لأيمن العتوم .. تقديم أية أكرم الشولي
يسمعون حسيسها...

رواية يجب أن يقرأها كل شخص يظن أن ما يعيشه هو الجحيم ذاته وأنه قد فقد نعيم الجنه.

تدور أحداث الرواية حول قصة حقيقية لا مكان للخيال فيها فكل تفاصيلها واقعي وحقيقي مئة بالمئة ، وهي قصة رجل ظن في بداية الأمر أنه ينعم بنعيم جنة الدنيا ويظن أنه لا جحيم في هذه الدنيا ، لكنه إكتشف لاحقا أنه لا يوجد نعيم في هذه الحياة وإنما جحيم فقط.
إياد رجل سوري يعمل طبيبا ويسعى لعلاج المرضى الذين هم بين يديه، لكنه كان لديه شعور قوي أنه في يوم ما وربما يكون قريبا سيصبح مريضا بين يدي شياطين يزدون عليه الوجع بدلا من تخفيفه.

إياد عاش رحلة التعذيب والظلم داخل سجون ومعتقلات سوريا وها هو الأن يخط بقلمه تفاصيل وأحداث تلك الرحلة التي كان يجب أن تكون نهايته فيها هو الموت الحقيقي.

تبدأ رحلة إياد بالتحقيق وطرح الأسئلة التي لا يكمن جوابها لدى إياد ، يتبعها رحلات التعذيب المتعدده ، يذكرها بتفاصيلها، يمر عليه في فترة اعتقاله اشياء عجيبه قد يظنها القارء من وحي خيال الكاتب لكنها في الواقع هي حقيقيه لا مجال للخيال فيها.

اياد وغيره من المعتقلين ليس لديهم أي أمنية سوى الموت الحقيقي لكنه يخذلهم في كل مره يتمنونه فيها، يرونه في كل زوايا المعتقل لكنه يتفاداهم ويختار الكثير ويستثنيهم.

خلف جداران السجون يبكي الأب وتدعو الأم وتحن الزوجة ويكبر الاطفال وتشرق الشمس كل صباح.

لكن داخل جدران المعتقلات يتوقف كل شيء الا العذاب، وتأتي طيوف الاحبه لتؤنس وحشتهم وتزيد ألمهم.

بعد عدة سنين من اعتقال اياد يأتيه الخبر الاول الذي يتعلق بأحد أفراد اسرته وهو أن أخاه المهندس أحمد قد اعتقل بعده بعام وهو في مهجع قريب من مهجعه.تبدأ مراحل العذاب النفسي تزيد ويزيد معها العذاب الجسدي، فلا أحد يستطيع وصف حال السجناء الا من عاش مكانهم ذات يوم.

وبعد سبعة عشر عاما من العذاب والذل والاهانه التي مرت على إياد قرر الفجر أن يظهر ويغيب القمر الذي اعتاد رؤيته ليرى الشمس من جديد بعد سنين من الظلام والموت.

فالإفراج عن شخص تعتبر ولادة من جديد، يخرج بجسد أخر وجلد جديد لكن تلازمه ذكريات المعتقل الأليمة التي تميته ببطء خارج أسوار المعتقلات والمهاجع.

بعيدا عن السجن والمعتقلات يسارع إياد لعناق والدته وشم رائحتها من جديد لكن فات الأوان فغيابه قد ضال، والدته سبقته الى الجنان ووالده بحث عن زوجة اخرى يكمل معها ما تبقى من عمره، وطفلته تنظر اليه بنظرات استغراب شديده وطفله يعلو صوته بالاذان داخل احد المساجد.

(الحمد لله أن البشر لا ستطيعون أن يمنعونا من رؤية الشمس، فلو كانو يستطعون ذلك فكم من الناس سيكون مصيرهم الظلام والموت؟؟؟) تلك أحد الجمل التي قالها إياد في يوم شديد الظلام داخل أسوار المعتقل.