المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 22 يناير 2025
بواسطة : 14-04-2016 10:45 مساءً 7.8K
المصدر -  غرب ـ الرياض

انطلقت اليوم أعمال القمة الـ 13 لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب رؤساء برلمانات ووزراء خارجية، تحت شعار: “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”. وتأتي هذه القمة وسط حالة من الضعف والوهن تنتاب الأمة الإسلامية، وحروب واقتتال داخلي في بعض الدول، وأعمال إرهابية تهز الكثير من المدن المسلمة، مع استمرار الاحتلال الصهيوني في ممارساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، والمسجد الأقصى الذي بات يشكو انشغال المسلمين عنه، ويشكو إلى الله ما يتعرض له من انتهاكات واعتداءات.

مكافحة الإرهاب تسيطر على موضوعات القمة..

وقد سيطر موضوع التصدي للإرهاب على موضوع القمة، حيث أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته أمام القمة ضرورة “تأسيس هيئة أو مؤسسة لمكافحة الإرهاب”، معتبرا أنّ “الإرهاب والعنف أكثر ما يعانيه العالم الإسلامي”. وناشد أردوغان دول العالم “العمل بجدية لمكافحة الإرهاب”، مضيفا: “العالم يتحدث عن ارهاب بروكسيل وباريس وينسى اسطنبول وأنقرة ولاهور”.

كما تناول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في كلمته الأوضاع في المنطقة، حيث اعتبر أنّ “الإرهاب هو أكبر خطر يواجه أمتنا وعلينا توحيد الجهود لمواجهته”، مطالباً بايجاد “حل للأزمات في سوريا واليمن وليبيا”. وشدد الملك السعودي على ضرورة العمل على إنهاء الأزمة السورية على أساس جنيف1، وطالب “بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية”، مؤكّدا في الوقت عينه دعم بلاده “مشاورات الكويت لإحلال السلام في اليمن”.

وزير الخارجية المصري، سامح شكري رأى في كلمته أمام القمة، أنّ “الإرهاب آفة العصر وهناك ضرورة لتعاون إسلامي جاد للقضاء عليه”، مشددا على أنّ “استعادة التوازن الدولي بات ضرورة ملحة لعودة الاستقرار العالمي والإقليمي”. واعتبر أنّ “احترام قرارات الشرعية الدولية واتباع مبادئ حُسن الجوار من أهم عوامل الاستقرار”، داعيا الى “حل سياسي في سوريا يلبي طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية”.

قال إياد مدني أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، إن المنظمة وضعت مكافحة الإرهاب في صدر اهتماماتها، لكنه قال إن اتفاقية محاربة الإرهاب لم تصدق عليها سوى 21 دولة من الدول الأعضاء.

وحدة العالم الإسلامي في أولويات القمة..

وكما كان موضع القمة عن الوحدة والتضامن من أجل السلام، جاءت كلمات الزعماء معبرة عن هذا الموضوع، فقد شدد الرئيس التركي على “أهمية وحدة العالم الاسلامي”، لافتا الى أنّه “عانى من القاعدة والآن يعاني من داعش أيضا”، وأردف بالقول: “علينا أن نجتنب الخلافات والخصومات”، معتبرا أنّ “العالم الإسلامي يواجه الفتنة المذهبية والتمييز العنصري”. وفيما أشار الى أنّ “تركيا فخورة باستضافة قمة منظمة التعاون الإسلامي”، دعا أردوغان إلى “إعادة هيكلة مجلس الأمن”.

كما لم تخل كلمة الملك سلمان من التطرق للقضايا الشائكة في العالم العربي والإسلامي وأبرزها الأزمات السورية والليبية واليمنية، في حين جاءت كلمة مصر في نفس السياق لتضع المنظمة أمام واجباتها في ضرورة وضع حل لهذه المشاكل والتدخل بقوة للعمل على إعادة الاستقرار في البلدان العربية التي تشهد نزاعات، واعتبر إياد مدني أن المنظمة تفتقر إلى تنظيم جماعي لفض النزاعات فيها. وأعلن أن المنظمة تعمل مع العراق على عقد مؤتمر مكة 2 لتحقيق المصالحة في ذلك البلد الذي يشهد نزاعات على أكثر من صعيد.

فلسطين قضية كل قمة إسلامية وعربية..

وتحظى قضية فلسطين والقدس التي كانت السبب الأول وراء تأسيس المنظمة، بالأولوية بين بنود جدول الأعمال، حيث أشارت مصر على لسان وزير خارجيتها أن القضية الفلسطينية لا تزال دون حل، ونأمل أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإقامة دولة فلسطينية، مشيداً بدور المنظمة حيث دعت لقمة مخصصة لهذه القضية. كما قال إياد مدني أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، في كلمة افتتاح القمة: “لا تزال القضية الفلسطينية القضية الأم للمنظمة”. وأضاف: “دعت قمة جاكرتا إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية”. وناشد الفرقاء الفلسطينيين التنازل عن الاختلافات لتشكيل حكومة وفاق فلسطينية.

وقال الرئيس التركي إن “علينا أن نعمل لإنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وعلى المنظمة أن تدعم كافة الشعوب المسلمة التي تكافح من أجل حقوقها في مختلف أنحاء العالم”. وأكد نفس الكلام الملك سلمان بن عبد العزيز حين قال “إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

قضايا أخرى تناقشها القمة..

وسبق القمة اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة عقد على مدى اليومين الماضيين، حددوا خلاله جدول الأعمال والملفات التي ستبحثها وعلى رأسها “الإرهاب”. وبحث الوزراء الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا والعراق وإقليم ناجورنو كرباخ التي تحتله أرمينيا.

وتتضمن الوثائق التي أعدها الوزراء لتقديمها إلى القادة، ملفات: “الإسلاموفوبيا”، والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لمنظمة التعاون.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن القمة -التي ستستمر يومين- تعقد في وقت “شهد فيه العالم الإسلامي العديد من الخلافات”، مؤكدا أنه يأمل في أن تمهد هذه القمة الطريق لمداواة الجراح.