المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
العلاقات السعودية الروسية تكتسب تميزًا في السياسة الدولية في عهد الملك سلمان
واس - وكالة الانباء السعودية
بواسطة : واس - وكالة الانباء السعودية 02-10-2017 05:48 مساءً 9.2K
المصدر -  
عززت المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية من حجم العلاقات الثنائية بينهما منذ أن بدأت في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - على أساس التفاهم المشترك، ونمت مع الزمن حتى اكتسبت تميزًا في السياسة الدولية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - نظرًا لأبعاد تأثير هذه العلاقات على المستويين الإقليمي والدولي، ولما يمثله البلدان من ثقل سياسي واقتصادي على مستوى العالم.
وشهدت العلاقات السعودية الروسية منذ أن بادرت روسيا بالاعتراف بالمملكة في 26 فبراير عام 1926م تطورًا ملحوظًا على مدى العقود التسعة الماضية متجاوزة بسياسة الاحترام المتبادل بين البلدين فترات الفتور التي مرت بهذه العلاقات، الأمر الذي جعلها تسير في تناسب طردي عبّر عنه حجم الزيارات المتبادلة بين قيادات وكبار المسؤولين في البلدين التي كانت ذات أثر إيجابي في دفع العلاقات إلى المزيد من التعاون المشترك في المجالات: السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية، وغيرها.
وتعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - الحالية إلى روسيا الاتحادية الأولى له - أيده الله - منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة، وستعطي دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أن تجدّد عهدها في 17 سبتمبر1990م عبر صدور بيان مشترك أعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما على أسس ومبادئ ثابتة.
يأتي ذلك فيما يتواصل التفاهم المشترك بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية ويتطور إلى مراحل متقدمة دعمتها الشراكة الدولية التي جمعتهما في مجموعة العشرين التي تضم 20 دولة من أقوى اقتصادات العالم، إذ حرص البلدان على استثمارها في إجراء المزيد من التشاور نحو الارتقاء بالعلاقات المتبادلة، مثلما جرى في قمة مجموعة العشرين في مدينة أنطاليا التركية عام 2015م، حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - بفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستعرضا مجالات التعاون بين البلدين وما يتعلق بتطورات الأحداث في المنطقة.
وحاز ملف الإرهاب والتطرف على اهتمام قيادتي البلدين، واتفقا سويًا على الوقوف ضد الإرهاب وتجفيف منابعه بسبب خطورته على الأمن العالمي واقتصاده، في الوقت الذي كانت فيه المملكة أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي في شهر مايو 2000م، وكانت سبّاقة في حض المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره.

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في العديد من المحافل الإقليمية والدولية أهمية التصدي لآفة الإرهاب، ومن ذلك دعوته - أيده الله - في إحدى خطاباته الدوليّة إلى ضرورةِ مُضاعفةِ المُجتمعِ الدولي لجهودهِ لاجتثاثِ هذه الآفةِ الخطيرةِ ولتخليصِ العالمِ مِن شُرورها التي تُهدِدُ السِلمَ والأمنَ العالميينِ وتُعيقُ الجهود في تعزيزِ النموِ الاقتصادي العالميِ واستدامته.
وتؤمن روسيا الاتحادية بأهمية الدور السعودي في تحقيق الأمن في المنطقة بحسب ما قالت رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية الروسية فلينتينا ماتفييكو التي استقبلها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الرياض في 16 أبريل 2017 م، إذ ثمّنت ماتفييكو في سياق حديث صحفي دور المملكة في تعزيز الأمن والسلم الدولي، والجهود الحثيثة التي تبذلها لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته.
وفي كل الأحداث تتبادل المملكة وروسيا الموقف الموحد في التصدي للإرهاب بمختلف صوره، كما بادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في برقية بعث بها إلى فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر ديسمبر 2016م، حيث أدان فيها- أيده الله - الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة السفير الروسي في أنقره، وجدّد موقف المملكة الثابت في رفض الإرهاب بأشكاله وصوره كافه، وأهمية العمل على مواجهته والتصدي له.
وفي موقف آخر، أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في برقية عزاء بعث بها في 3 أبريل 2017م إلى الرئيس الروسي عن استنكاره لحادث التفجير الإجرامي الذي وقع في مترو سان بطرسبورغ في شهر أبريل 2017م، وعبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين لحادث الطعن الإرهابي الذي وقع في مدينة سورجوت الروسية.
وإزاء ذلك، فقد برزت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - العديد من الجهود الوطنية التي تؤكد وقوف المملكة مع دول العالم ضد الإرهاب، ومنها تدشين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) الذي يعد المرجع الأول عالميًا في مكافحة الفكر المتطرّف وتعزيز ثقافة الاعتدال.
والتزمت المملكة بالمساهمة في إنشاء مركز دولي متخصص في مكافحة الإرهاب النووي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مدينة فيينا بالنمسا، بالتبرع بمبلغ 10 ملايين دولار للمساهمة في إنشاء المركز الذي تم الاتفاق عليه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت مسمى "مركز دعم الأمن النووي في الأحداث الرئيسة العامة.
واطلقت المملكة في 30 أبريل 2017م رسائل مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع الذي يرأس مجلس أمنائه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وذلك عبر وسائل شبكات التواصل الاجتماعي بهدف كشف الأخطاء والمزاعم والشبهات وأساليب الخداع التي يروج لها التطرف والإرهاب، وإيضاح المنهج الشرعي الصحيح في قضايا التطرف، وتقديم مبادرات فكرية للعديد من الجهات داخل المملكة وخارجها، والتحالف الإسلامي العسكري من أجل محاربة الإرهاب.

ويتطلع المركز بقيادة سمو ولي العهد إلى الارتقاء بمستوى الوعي الصحيح للإسلام في الداخل الإسلامي وخارجه، وتحقيق المزيد من التأييد للصورة الذهنية الإيجابية عن حقيقة الإسلام عالمياً، وتحصين الشباب "حول العالم" من الفكر المتطرف عبر برامج متنوعة (وقائية وعلاجية)، وتفكيك الوسائل التي يسعى الإرهاب من خلالها لاستقطاب عناصره، وتقرير منهج الوسطية والاعتدال في الإسلام، والمفاهيم الصحيحة في قضايا عمل التطرف على تشويهها بتأويلاته الفاسدة وجرائمه البشعة.
واستمرارًا للتشاور بين البلدين، تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 13 يونيو 2017م، اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجرى خلاله تناول العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وفرص تطويرها في جميع المجالات، وبحث الأوضاع في المنطقة والتعاون المشترك لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب سعيا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
واستطاع البلدان بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاعا تقريب وجهات النظر تجاه العديد من قضايا المنطقة من خلال تفهم ظروف كل قضية، وموقف كل بلد تجاهها.
وفي 29 سبتمبر 2016م، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي لبلدان الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، متانة العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال في تصريح له : إن البلدين يعملان طيلة هذه السنوات على تطوير العلاقة الودية التقليدية بين الشعبين الصديقين وبناء علاقات على أساس الاحترام المتبادل واحترام السيادة واستقلالية القرارات في الرياض وموسكو، مؤكدًا أن أفاقاً واعدة لتوسيع التعاون الثنائي متبادل المنفعة في المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية وفي مجال الاتصالات الإنسانية والدينية.
وتأكيدًا على الحرص المتبادل بين البلدين على التنسيق المستمر حول الموضوعات التي تهم الدولتين والأوضاع المنطقة، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في 10 سبتمبر 2017م بمكتبه بقصر السلام في جدة، معالي وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف الذي نقل للملك المفدى تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معربًا عن ارتياحه للتعاون القائم بين المملكة وروسيا والتحرك المشترك.
وعند زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمملكة في شهر فبراير عام 2007م، التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - "عندما كان أميرًا للرياض" عشية جولته في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وعدد من أصحاب السمو الملكي.