المصدر -
يرى خبراء أن انتخاب إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وأعلنت قبولها دولة فلسطينية على حدود 1967، إشارة جديدة ترسلها الحركة الإسلامية، محاولة تقديم نفسها كمحاور سياسي ودبلوماسي، بديل إلى الفلسطينيين والخارج.
وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حماس منظمة "إرهابية"، ويخضع عدد من قادتها لعقوبات أميركية ودولية، والعلاقات متوترة بين حماس وعدد من الدول العربية.ويرى خبراء أنّ الهدف من التحول في موقف حماس التي نشأت في 1987 هو تخفيف عزلة الحركة، والدخول في لعبة المفاوضات الدولية المتعلقة بتسوية القضية الفلسطينية.
وأعلنت الحركة الاثنين الماضي عن وثيقة جديدة وافقت فيها على إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967، وأكدت فيها أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعاً مع اليهود بسبب ديانتهم.
مدرسة الاعتدال
وقال المحلل السياسي مخمير أبو سعدة إن هنية ينتمي إلى مدرسة الاعتدال السياسي التي ينتمي إليها مشعل. وقال مسؤول أوروبي في القدس -اشترط عدم الكشف عن اسمه- إن السياق الحالي قد يخدم حركة حماس، وأوضح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وضع صعب.
وقال المسؤول الأوروبي إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يعط أية إشارة واضحة إلى أنه يقبل بالمطالب الأساسية لعباس.
وأضاف أنه يوجد في هذا السياق عمليتان دبلوماسيتان متوازيتان، من ناحية هناك العملية التي يقودها عباس لدى الولايات المتحدة، والتي قد تخيب آمال الفلسطينيين والأخرى هي حماس التي تتحول إلى الأوروبيين الذين يتمتعون بعلاقة فاترة مع الحكومة الإسرائيلية الحالية الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.
ومع انتخاب هنية وتعديل برنامج حماس، باتت لدى الحركة وسائل لتعزيز العلاقات مع أولئك الذين دخلوا بالفعل في حوار معها، وتفتح الباب أمام الذين كانوا يرفضون الحوار معها، الأمر الذي يمكن في نهاية المطاف أن يفاجئ النقاد، ويضع عباس في موقف حرج.
ومن جهته، رأى أبو سعدة أن هنية سيسير على خطى مشعل لتعزيز علاقة حماس مثلاً مع المحور السني المعتدل في المنطقة، أي مصر والسعودية والأردن وقطر وتركيا.
وبحسب المسؤول الأوروبي فإنه في حال تمكّن هنية من النجاح، فإنه سيتمكن من تحقيق إنجاز دبلوماسي، وفي نهاية الأمر من تغيير الموقف الأوروبي تجاه حركة حماس.