أعلنت "هيومان رايتس ووتش" في تقرير لها، الخميس، أنمليشيات الحوثي وصالح تستخدم ألغاماً أرضية مضادة للأفراد، وهي محظورة باليمن، وتتسبب في وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وتشويه آخرين.
وأعاقت هذه الألغام العودة الآمنة للمدنيين النازحين بسبب القتال، وخلفت المئات من القتلى والجرحى، بحسب التقرير.
وطالبت المنظمة مليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بالتوقف فوراً عن استخدام هذه الأسلحة والالتزام بـ"اتفاقية حظر الألغام" لعام 1997، التي انضم إليها اليمن عام 1998.
واستخدمت قوات الحوثي وصالح ألغاماً أرضية في 6 محافظات على الأقل منذ بدء التحالف، بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعماً للرئيس عبد ربه منصور هادي، في مارس/آذار 2015؛ لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات صالح على جميع البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة ومناطق أخرى بقوة السلاح.
وتابع التقرير: "تسببت الألغام في قتل وتشويه مئات المدنيين، وعطلت الحياة المدنية في المناطق المتضررة. وتُشكّل تهديداً للمدنيين بعد انتهاء الصراع بوقت طويل".
وقال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في "هيومان رايتس ووتش": "دأبت قوات الحوثي وصالح على خرق الحظر المفروض على استخدام الألغام الأرضية على حساب المدنيين اليمنيين. وحظر اليمن الألغام المضادة للأفراد منذ قرابة عقدين من الزمن، ولا ينبغي للسلطات أن تتسامح مع استخدامها".
وحققت "هيومان رايتس ووتش" في 10 حوادث انفجرت فيها ألغام أرضية زرعتها قوات الحوثي وصالح في محافظات صنعاء ومأرب وعدن وتعز، وتسببت في مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين.
وحسب التقرير، قدم "مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي" في عدن أسماء وأعمار 24 شخصاً فقدوا أطرافهم مؤخراً نتيجة الألغام الأرضية.
وأفادت "المنظمة الوطنية لمكافحة الألغام"، بأن الألغام الأرضية قتلت 18 شخصاً على الأقل، وجرحت أكثر من 39 في منطقتين من محافظة تعز بين مايو/أيار 2015، وأبريل/نيسان 2016، بحسب التقرير.
كما وثقت "الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات" حالات قُتل فيها أكثر من 80 شخصاً وجرح 136 آخرون بسبب ألغام أرضية في محافظات مأرب والجوف منذ بدء النزاع.
وأفادت "مبادرة رصد الألغام الأرضية" التي أطلقتها "الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية"، بأن 988 شخصاً على الأقل قُتلوا أو جرحوا بسبب الألغام الأرضية أو غيرها من مخلفات الحرب المتفجرة في اليمن عام 2015.
وأكدت "هيومان رايتس ووتش" أن استخدام قوات الحوثي وصالح للألغام الأرضية المضادة للأفراد "ينتهك قوانين الحرب"، وأن الأفراد المتورطين يرتكبون جرائم حرب.
وفي رد على رسالة من "هيومان رايتس ووتش" بتاريخ 2 أبريل/نيسان حول استخدام الألغام الأرضية، قالت وزارة الخارجية اليمنية التابعة لمليشيا الحوثي و"حزب المؤتمر الشعبي العام" الموالي لصالح، إن السلطات في صنعاء حريصة على "الإيفاء بالتزاماتها" بموجب اتفاقية حظر الألغام.
وقالت: إن "الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية" صنعت واستخدمت ألغاماً أرضية بدائية الصنع، تسمى في الغالب أجهزة متفجرة مرتجلة أو فخاخ متفجرة.
/n