المصدر -
تطرقت مجلة «نيوزويك» الأميركية إلى زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن ولقائه بنظيره الأميركي، وأشارت إلى أن النظام المصري يتطلع إلى استغلال لامبالاة إدارة ترمب بملف حقوق الإنسان في مصر، مغيّرة بذلك نهج إدارة أوباما التي قلبت للسيسي ظهر المجن عقب انقلابه العسكري على أول رئيس منتخب لمصر.
وأضافت المجلة أن نشطاء حقوق الإنسان في مصر ينددون باحتفاء ودعم الإدارة الأميركية الجديدة لنظام السيسي، فيما يرى خبراء أن ترمب -ومن خلال استضافته للأول- يمنحه شرعية يتوق لها منذ انقلابه العسكري على الرئيس المعزول محمد مرسي عام 2013.
ولفتت المجلة إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق رفض استضافة السيسي بالبيت الأبيض وعلق المساعدة العسكرية لمصر لـ17 شهرا بعد صعوده للسلطة على ظهر انقلاب يوليو 2013، ولم يلتق به أوباما سوى مرة واحدة على هامش اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014.
وتقول المجلة إن ترمب -على عكس سلفه- رحب بالسيسي والتقاه في نيويورك، ووعده بدعوة لزيارة رسمية لواشنطن إذا انتخب رئيسا، وفي الوقت ذاته لم يخف ترمب إعجابه بطرق السيسي في محاربة ما يسمى بالراديكاليين.
وتوقعت المجلة أن يواصل ترمب مديح السيسي الذي -بحسب مسؤولي بالبيت الأبيض- «يسعى لإصلاح وتطويع الخطاب الإسلامي» في مصر. وتابعت المجلة القول إنه فيما سعى أوباما للدفاع عن حقوق الإنسان في بعض الدول الحليفة لأميركا بالمنطقة مثل مصر وإسرائيل، فإن «عقيدة ترمب» التي تشكلت في الشهور القليلة منذ اعتلائه السلطة تتجه نحو مسار مختلف كليا عن عقيدة أوباما.
وأضافت أن إدارة ترمب أعلنت استئناف تقديم مساعدة عسكرية لنظم قمعية منع عنها أوباما بعض الأسلحة، وخففت القيود عن الضربات الجوية ما أدى إلى مقتل مدنيين في الصومال والعراق واليمن، كما أعلن ترمب أنه لم يعد في حسبانه إسقاط نظام بشار الأسد الدموي.
وتقول المجلة إن هذه التصورات هي التي تدفع ترمب لاستضافة السيسي «زعيم أحد أكثر الأنظمة سلطوية في شمال إفريقيا»، والرجل الذي أدار الاستخبارات العسكرية قبل رئاسته للجيش ثم اعتلائه السلطة.
ويعتقد إسندر العمراني، رئيس قسم شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أن السيسي رأى في ترمب «حليفا محتملا يرأس إدارة لن تهتم كثيرا بنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان».
وتشير المجلة إلى أن السيسي يتطلع لاستغلال تغافل إدارة ترمب عن الانتقاد العلني لانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظامه، ليركز على قضايا أخرى مثل الدعم العسكري، وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
ونقلت المجلة عن هيو لوفات، باحث شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن السيسي -ولكي يحصل على دعم ترمب ضد جماعة الإخوان- سيبدي اهتمامه بحرب أميركا على التطرف، وإنه سيخلط بين جماعة الإخوان والتطرف كي يحقق هدفه.
العرب