المصدر -
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن سيطرة قوات بشار الأسد الكاملة على حلب -التي كانت منطقتها الشرقية من بين المعاقل الحضرية الأخيرة للثوار- لن ينهي الصراع الطويل المستمر الذي يعصف بسوريا منذ أكثر من 5 سنوات والذي شرد الملايين من لاجئي الحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها: إن سقوط حلب، مع ذلك، سيمثل انتكاسة كبيرة لفصائل الثوار وسيتركهم -وحلفاءهم الغربيين والعرب- في حالة كفاح للبحث عن سبل لإبقاء الثورة ضد الأسد.
وأشارت إلى أنه عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، تساءل بعض الناس في الأحياء القليلة التي يسيطر عليها الثوار في حلب عما إذا كان ما يكتبونه هي آخر كلماتهم، إذ كتب أمين الحلبي ويعمل مصور: «إنني أنتظر الموت أو الاعتقال من قبل نظام الأسد. صلوا من أجلي وتذكروني دائما».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يشعر بالقلق من التقارير عن الفظائع التي ارتكبت ضد «عدد كبير» من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وقال مسؤولون في قوات المعارضة إن مقاتليهم واصلوا الانسحاب من منطقة بعد منطقة في مواجهة القوات البرية السورية مدعومة بالقوة الجوية الروسية. وبحلول الليل، لم يسيطر الثوار إلا على 10 أحياء في حلب الشرقية التي كانوا يأملون يوما في أن تكون مقرا للسلطة لمنافسة العاصمة دمشق.
وقال رامي عبدالرحمن، وهو الاسم المستعار لمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن: «بلغت معركة حلب نهايتها. إنها مجرد مسألة وقت صغير من الزمن، لا أكثر ولا أقل.. إنه الانهيار التام».
وقال إن قوات الثوار انسحبت من كل المناطق على الجانب الشرقي من نهر حلب بعد خسارتها في المنطقة الرئيسية، الشيخ سعيد، في قتال خلال الليل.
وتابعت الصحيفة: بعد محاولات متكررة لاستعادة حلب، حطم هجوما مواليا للحكومة دفاعات الثوار هناك، وترك جماعات المعارضة المسلحة على استعداد للاستسلام. لكن في حين يقول مسؤولو الثوار إنهم على استعداد لإخلاء المدينة، واصلت القوات الموالية للأسد مسيرة -على ما يبدو لا يمكن وقفها- من خلال ما تبقى من جيوب الثوار.
ورأت أن هزيمة الثوار في هذه المدينة الاستراتيجية، التي كانت ذات مرة واحدة من القوى الاقتصادية في سوريا، ستكون مدمرة للمعركة الأوسع ضد حكم الأسد.
كما أنها ستعطي الحكومة دفعة معنوية مهمة بعد يوم واحد من استيلاء تنظيم الدولة على مدينة تدمر الأثرية الذي أكد النقص العميق في القوة البشرية بالجيش السوري.
ويعتقد أن أكثر من 100 ألف شخص فروا من القتال في شرق حلب على مدى الأسبوعين الماضيين، حيث وصلوا في كثير من الأحيان إلى المناطق الحكومية أو تلك التي تحت سيطرة الكردية دون تحقيق شيء، ولكن أولئك الذين بقوا قالوا إنهم لا يستطيعون المغادرة.
الوطن