المصدر -
قالت مديرية صحة حلب ومنظمة الصحة العالمية، إن كل المستشفيات في شرق حلب المحاصر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية، أصبحت خارج الخدمة، بالتزامن مع سقوط 27 قتيلاً والعشرات من الجرحى أمس السبت، جراء غارات مكثفة من النظام على شرق المدينة التي أجبرت المدارس على إغلاق أبوابها أمام الطلاب.
وجاء في البيان الذي أرسله مسؤول من المعارضة لرويترز: «لقد خرجت كل المشافي العاملة بمدينة حلب الحرة عن الخدمة نتيجة القصف الممنهج والمستمر لهذه المشافي خلال اليومين الماضيين من قبل قوات النظام والطيران الروسي».
وتابع «وهذا التدمير المتعمد للبنى التحتية الأساسية للحياة جعل الشعب الصامد والمحاصر بكل أطفاله وشيوخه ورجاله ونسائه بدون أي مرفق صحي يقدم لهم العلاج وفرص إنقاذ أرواحهم ويتركهم للموت».
وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إن مجموعة من وكالات الإغاثة تقودها الأمم المتحدة ومقرها تركيا «أكدت اليوم أن كل المستشفيات في شرق حلب خرجت من الخدمة».
لكن المرصد السوري ذكر أن بعض المستشفيات ما زالت تعمل في المناطق المحاصرة بحلب، لكن الكثير من السكان يخشون الذهاب إليها بسبب القصف العنيف.
وتقول مصادر طبية وسكان ومقاتلون من المعارضة في شرق حلب، إن المستشفيات تضررت في الأيام القليلة الماضية بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة التي تسقطها الطائرات الهليكوبتر، بما في ذلك القصف المباشر للمباني.
واستطاع عمال الصحة والإغاثة من قبل إعادة تشغيل مستشفيات خرجت عن الخدمة بفعل الضربات الجوية، لكن نقص الإمدادات يجعل هذا الأمر أكثر صعوبة.
وتقول الأمم المتحدة إن هجوم الجيش المدعوم بقصف جوي ضخم قتل المئات في الفترة من أواخر سبتمبر وحتى أواخر أكتوبر، وإنه شدد الحصار مما ترك كميات قليلة من الطعام والوقود والأدوية في شرق حلب.
مدنياً، قتل 27 مدنيا على الأقل أمس السبت في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء الشرقية في حلب، في اليوم الخامس من هجوم على تلك الأحياء، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن «أي حي في شرق حلب لم يكن اليوم في منأى عن قصف النظام».
ومنذ الثلاثاء، قتل 92 مدنيا على الأقل وفق حصيلة للمرصد في قصف لقوات النظام على الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب، التي باتت تشكل أبرز جبهة في النزاع السوري.
ونشر عناصر الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة (الخوذ البيضاء) على صفحتهم على موقع فيس بوك السبت، أشرطة مصورة وصورا تظهر مدى عنف القصف.
وفي أحد الأشرطة المصورة، يظهر متطوعون قرب جثة مضرجة بالدماء في أحد الشوارع، فيما يقول أحدهم «لم يعد لدينا أكياس» لتغطية الجثث. ويهتف آخر «أسرعوا، أسرعوا»، فيما يتطلع المسعفون إلى السماء للتأكد من عدم تحليق مقاتلات فيها.
وكتب المسعفون على فيس بوك «إنه يوم كارثي في حلب المحاصرة مع قصف غير مسبوق بكل أنواع الأسلحة»، مؤكدين أنهم أحصوا انفجار «ألفي قذيفة مدفعية و250 ضربة جوية».;