المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
بشار يقتل ويهجّر شعبه.. ويخدم الاستراتيجية الروسية
غرب - التحرير
بواسطة : غرب - التحرير 19-11-2016 05:46 صباحاً 8.2K
المصدر -  
لا تزال الأزمة السورية تستحوذ على معظم اهتمامات الصحف العربية، لما لها من تداعيات خطيرة على سوريا وشعبها وعلى إقليم الشرق الأوسط. منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد منذ أكثر من 5 سنوات. فمن جهتها قالت بعض الصحف إن الأسد يخدم الاستراتيجية الروسية، لحاجته لها ضد الشعب السوري. وتابعت أن هذا لا يعني مطلقاً أن موسكو «متعلقة» به إلى درجة اعتبار خروجه من على المسرح السوري «كارثة» لها، كما تفكر طهران وتعمل له، انطلاقاً من أن سقوط الأسد خط أحمر بالنسبة إليها. هذا، وقد أشارت بعض الصحف إلى الاستعراض العسكري غير المسبوق لـ»حزب الله» في مدينة القصير السورية المنكوبة، وتابع أنه يمكن ربطه بحدث واحد هو انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وإطلاقه مواقف لا تعبِّر إلا عن قطيعة مع سياسات الرئيس باراك أوباما التي أراحت إيران وسمحت لها باستعراض مشروعها أينما أمكنها ذلك في الجوار العربي والإسلامي. من جهتها أشارت بعض الصحف إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، مؤخرا، باستعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من أجل تسوية القضايا الدولية، بما في ذلك الأزمة في سوريا. مؤكدة أن روسيا هي سبب رئيسي في الأزمة السورية بعد تدخلها العسكري المباشر لمساندة بشار الأسد. هذا، وقد شددت بعض الصحف على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً، وهو الطريق الوحيد لوقف سفك الدماء وضمان عودة ملايين اللاجئين، وإعادة إعمار الاقتصاد والقطاع الاجتماعي في هذه البلاد. وعن وصول ترامب للبيت الأبيض وعلاقته بالأزمة السورية، قالت صحيفة الرياض السعودية في إحدى افتتاحياتها إنه مع نهاية المعركة الانتخابية الأميركية التي انتهت بوصول ترامب إلى البيت الأبيض، الذي كان قد أعلن عن موقفه من تلك الحرب من خلال تصريحات لا تبعث على التفاؤل في الوقت الحالي على أقل تقدير، رغم اقتراب تلك الحرب من دخول عامها السادس دون وجود حل سياسي في الأفق، ولا حتى مؤشرات على وجود نوايا لإيجاد ذلك الحل. وأضافت أن ترامب يريد التركيز على القضايا الداخلية دون الدولية، لكن حتى رؤيته للأزمات الدولية فيها عدم اتضاح رؤى يمكن الاعتداد بها، وهذا ليس كل شيء، فأحيانا له رؤية فيما يخص الحرب الدائرة في سوريا، تجعل المتابع يعتقد أن تلك الحرب لن تقف عند حدود السنوات الـ6 فقط، لكن من الممكن أن تمتد إلى ما أبعد من ذلك زمنيا وجغرافيا، إذا استمرت قناعات ترامب عما كانت عليه في حملته الانتخابية. وأضافت أن ترامب يرى في حرب تنظيم الدولة أولوية يجب التركيز عليها، أما الحل السياسي في سوريا فهو لم يتطرق إليه لا من قريب ولا من بعيد، مما يعني انسدادا كاملا في أفق الحل السياسي الذي كان الجميع يبحث عن أسسٍ له، تكون نواة لحل الأزمة. وأضافت أنَّ ما يعطي بصيصاً من الأمل أن التصريحات الانتخابية لترامب ليست بالضرورة أن تكون السياسات التي سيتم اعتمادها، حينما يكون بالفعل في البيت الأبيض، فهناك الواقع مختلف وإقرار السياسات لن يتم إلا بعد التشاور مع الفريق الرئاسي الذي عادة يتكون من خبراء محنكين، يشيرون على الرئيس بما يجب فعله، وفي حالة ترامب الذي كان بعيدا كل البعد عن عالم السياسة ودهاليزه وتفرعاته، كونه رجل أعمال، فبالتأكيد سيكون للمستشارين دور أكبر في اتخاذ القرارات الحاسمة المتعلقة بالقضايا الدولية والساخنة منها على وجه الخصوص. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها: «نتمنى أن تكون الإدارة الأميركية الجديدة قادرة بصورة فاعلة على التعامل مع قضايانا العربية المتعددة، من منظور عقلاني منطقي يطفئ النيران المشتعلة التي امتد لهيبها إلى الولايات المتحدة ذاتها». من جهتها قالت صحيفة القدس العربي في إحدى افتتاحياتها، إنه بعد بَدء الحملة العراقية الكبيرة لإعادة السيطرة على مدينة الموصل، أعلنت قوات «سوريا الديمقراطية» (وهي جهة مؤلفة بشكل رئيسي من أكراد موالين لحزب «الاتحاد الديمقراطي» ومدعومة من أميركا)، أنها بدأت قبل أيام حملة موازية في سوريا للسيطرة على مدينة الرقة، المدينة الكبرى الثانية الخاضعة لحكم تنظيم الدولة، منذ أبريل 2013، وهي خطوة تعلن القوى المشاركة فيها أن هدفها هو القضاء على التنظيم المتطرف في معقلَيْه الأساسيين. وأضافت أنه خلال هذا الوقت الذي تنشغل فيه قوات التحالف بالتعامل مع ما تعتبره الخطر الأساسي عليها، تستعد قوات روسية كبيرة جوية وبرية، تم تدعيمها بقوة نارية بحرية، مع حشود كبيرة من حلفائها في النظام السوري والميليشيات الشيعية التابعة لإيران، لهجوم فاصل للسيطرة على مدينة حلب. وأضافت أنه بين هذه المعارك الـ3 قواسم مشتركة، منها أن هذه القوى الكبرى التي تقود هذه المعارك تسعى لتقرير مصير المنطقة العربية، بمعزل عن مصالح شعوبها (وبالأحرى ضد مصالح شعوبها)، وأنها تستخدم القوى المتنازعة الموجودة على الأرض لتنفيذ أجنداتها أولاً. وتابعت أنه على اختلافها الظاهري، فإن هذه القوى العالمية متفقة على بقاء الأنظمة العربية التي كانت سبباً في كل هذه الكوارث الحاصلة حالياً، والخلاف، في الوضع السوري تحديداً، صار يدور حول فترة بقاء بشار الأسد، حيث تريد روسيا أن تثبِّته في موقعه رغم مسؤوليته عن الدمار الهائل الذي تعرض له البلد، بينما تريد الإدارة الحالية للولايات المتحدة الأميركية أن يخرج من السلطة بعد فترة محددة يُتَّفق عليها، ومن المتوقع أن يزول هذا الخلاف وأن يتجه بقوة لصالح وجهة النظر الروسية إذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية اليوم. وأضافت أن الخلاف المعلن بين موسكو وواشنطن يتعلق بالتعاطي مع حلب، بأسلوب روسيا والنظام السوري والحلفاء المحسوبين على إيران، في تدمير المدينة على رؤوس ساكنيها، على طريقة غروزني الشيشانية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها إنه إضافة إلى كل ذلك، فليس من المستبعد، على ضوء الخط الذي تنتهجه أميركا في العراق وسوريا، أن يتم تأسيس دويلة كردية جديدة بين سوريا والعراق، يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل العراقية أو من داخل تركيا، كقاعدة خلفية للضغط على تركيا، كما للتأثير على دول المنطقة وتشكيل جسر آخر يربط شرق آسيا بالبحر المتوسط عبر إسرائيل، وحصول تغييرات ديمغرافية كبيرة نتيجة لجوء ونزوح ملايين العرب السُّنَّة من مدنهم ومناطقهم، وهو أمر يتشكل بوضوح في كل المدن والقرى المغلوبة على أمرها والمهجر سكانها في العراق وسوريا. في السياق نفسه، قالت الكاتبة روزانا بومنصف، في إحدى مقالاتها بصحيفة النهار اللبنانية، إنه على رغم أن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تعلن مرة - خاصة في الأشهر الأخيرة - أنها تعمل على غير استهداف تنظيم الدولة، في كل من العراق وسوريا، التي توجتها أخيرا بتحفيز العمليات العسكرية في اتجاه الموصل في العراق قبل أسابيع قليلة والرقة في سوريا، من خلال اجتماعات لكبار المسؤولين العسكريين الأميركيين مع المسؤولين الأتراك في تركيا في الخامس من الشهر الحالي - فإن مصادر دبلوماسية تعتقد أن الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، إنما تمت في شكل أساسي على خلفية محاولة تحييد حلب والحيلولة دون استعادة السيطرة عليها من النظام بمساعدة روسية. وتابعت أنه مع أن الإنذارات لحلب من النظام وروسيا من أجل إخلائها ليست جديدة، بل باتت متكررة من أجل إبقاء سيف التهديدات مسلطا فوق رؤوس أبنائها، فإن المسألة مدعاة للتساؤل انطلاقا من احتمالَيْن، أحدهما يقول إن الوقت متاح لتسجيل أمر واقع أمام الولايات المتحدة، علما بأن عدم إعطاء أميركا أولوية لسوريا لا يُكسِب ما يحدث أهمية، لأنه ليس مهما بالنسبة إليها. وأضافت الكاتبة: «لكن بالنسبة إلى المصادر المعنية، فإنها باتت ترى صعوبة في أن يحقق أوباما الإرث الذي أراده في تحرير الموصل أو في تحرير الرقة من تنظيم الدولة، انطلاقا من أن الحملات على الموصل لم تعط ثمارا، ومن المرجح أنها قد تستغرق وقتا أطول مما كان يعتقد. كذلك الأمر بالنسبة إلى الرقة، على وقع محاولة واشنطن تنسيق المواقف ومواءمتها بين الاندفاع التركي للعب هذا الدور واعتماد العاصمة الأميركية على الأكراد السوريين، لذلك فإنه قد يكون جيدا في إرث أوباما ألا يترك الروس والنظام السوري يستفيدون من الفترة الانتقالية الفاصلة، عن تسلم الرئيس المنتخب مهماته في 20 من يناير المقبل، فيسجلون نقطة سلبية ستحسب في خانته عبر إنهاء وضع حلب وتدميرها وإلحاقها بسيطرة النظام وحلفائه». وتابعت أنه بدلا من استعادته الرقة والموصل يكون قد توج نهاية ولايته بخسارة حلب، ولو أنه لم يبد استعدادا لأي انخراط بالوضع السوري، مع ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى طبيعة الصراع في المنطقة من جهة، والذي يجري في سوريا كما هو طبيعة الصراع الدولي القائم هناك أيضا من جهة أخرى، خاصة أن غالبية الدول دائمة العضوية منخرطة عسكريا ولو بنسب مختلفة في ما يجري في سوريا. واختتمت الكاتبة افتتاحيتها بقولها: «لقد بات يُعتَقد على نطاق واسع، أن روسيا تسعى إلى الانطلاق مع الرئيس الأميركي الجديد، من أمر واقع جديد في سوريا قد يرسي قواعد جديدة للتفاوض متى حان الأوان لذلك، والإفادة من الوقت الضائع بين انتقال إدارتين إلى تحسين الموقع والأوراق».