المصدر -
يختصر فتيني علي معاناة السكان في مديرية التحيتا الساحلية، في غرب اليمن، حيث تنتشر المجاعة بسبب الحرب، ويوضح الوضع قائلا: «لم نتمكن من إحضار أكفان للذين ماتوا جوعا».
ويضيف هذا الصياد الخمسيني، وهو ينظر إلى أولاده الـ5 الذين يعانون من سوء التغذية: «لقد مات البعض من الجوع، وعجزنا عن إحضار أكفان لدفنهم حتى من أهل الخير من القرى المجاورة».
ويتابع: «كنا نعيش على مهنة الصيد في هذه المناطق، لكن العمل متوقف منذ العام الماضي، لم يعد لدينا ما نسد به جوع أولادنا». كان الصياد يكسب 30 دولارا في اليوم من مهنته، قبل أن تندلع الحرب بسبب المتمردين الموالين لإيران. ويتابع علي، وهو من قرية البقعة في مديرية التحيتا: «بعنا كل ما نملك حتى الأسِرَّة التي ننام عليها وأطباق الطعام، كل يوم نعاني أكثر فأكثر. نجلس في بيوتنا ننتظر الموت». ترتسم هذه النظرة اليائسة على وجوه العديد من السكان في اليمن، حيث تدهورت الأوضاع بشكل ملاحَظ في الأشهر الأخيرة، وفقا لمدنيين قابلتهم وكالة فرانس برس في مختلف المناطق. في الإجمال، قُتل قرابة 7000 شخص، بينهم العديد من المدنيين، وأصيب 35 ألفا في النزاع الدائر منذ 19 شهرا، وفقا للأمم المتحدة التي فشلت في إسكات الأسلحة رغم 6 محاولات لوقف إطلاق النار. وتتبادل الأطراف المتنازعة الاتهامات بعرقلة أو مصادرة شحنات من المساعدات والمواد الغذائية.
بالنسبة لليونيسف، هناك نحو 3 ملايين شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية فورية، في حين يعاني 1.5 مليون طفل من سوء التغذية، بينهم 370 ألفا يعانون من سوء تغذية حاد من شأنه إضعاف جهاز المناعة لديهم.
وتبدو محافظة الحديدة (غرب)، وكانت إحدى أفقر المناطق في البلاد قبل الحرب، الأكثر معاناة. ويعاني العديد من المناطق في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون من «وضع كارثي، بسبب المجاعة التي تجتاح بعض مناطق المحافظة، خاصة في مديرية التحيتا»، بحسب السلطات الصحية المحلية.;