المصدر - Almonitor
قال موقع «المونيتور» الأميركي إن النظام السوري يحاول تصدير صورة براقة عن واقع الحياة في «سوريا النظام»، ويخال لمتابعي المقاطع المصورة التي تبثها وكالة «سانا» وصفحة وزارة السياحة على موقع «فيس بوك» أن سوريا تعيش عصرها الذهبي، حيث الرخاء والهدوء والأنشطة الترفيهية، وهو ما يبدو واضحاً في آخر مقطع ترويجي مصور نشرته وزارة السياحة السورية على صفحتها فيس بوك مؤخرا حيث تبدو مدينة دمشق من السماء مضاءة وهادئة وفي أبهى حلتها، وكأن لا حرب طرقت أبوابها على الإطلاق.
وفي سياق الترويج لهذه الصورة المشوهة عن واقع الحياة في دمشق كانت وزارة السياحة قد أطلقت أيضاً في 7 أكتوبر الجاري ماراثون ترفيهيا تحت اسم «أحب دمشق» «I love Damascus»، وبإشراف فريق شباب دمشق التطوعي.
واعتبر الحدث أنه الأكثر استفزازاً بحسب ما تداوله نشطاء موالون ومعارضون للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحدهم على صفحته: «احترموا دماء الشهداء ودموع أمهاتهم، احترموا دماء المدنيين الأبرياء، واحترموا جوع فقراء هذا الوطن»، في حين وصفه آخرون بالمهزلة بحسب موقع «آرا نيوز».
وبثت صفحات موالية للنظام مثل صفحة «دمشق الآن» صوراً للماراثون أثارت سخط رواد وسائل التواصل الاجتماعي، الذين تساءلوا: من هؤلاء المترفون الذين خرجوا في الماراثون كأنهم لا يعيشون في دولة مزقتها الحرب؟
وكتبت المعارضة السورية منى غانم نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية في صفحتها الشخصية على «فيس بوك»: «ولاد الأغنياء بيتلونوا بألوان بتنزل من السما وولاد الفقراء بيتلونوا بالدم».
وقام نشطاء، رداً على ذلك، بنشر صور من ريف دمشق ومدينة حلب تظهر حجم التناقض بين صور الإعلام السوري والواقع. كما تناقلوا بكثافة صورة لأم وابنها يفترشان أحد الأرصفة في شوارع دمشق، ونشرتها وسائل إعلام عدة.
ولم يكن فيديو الماراثون الأول من نوعه لاستفزاز السوريين، حيث سبق لوزارة السياحة أن نشرت فيديو ترويجياً لمدينة حلب، التي تعاني من قصف مستمر، ثم حذفته من صفحتها بعد السخرية التي قوبل بها الفيديو من قبل قنوات إعلامية.
ويعتمد الإعلام السوري في تلميع صورة النظام على عنصر الشباب المثقف والعصري لخلق انطباع لدى الرأي العام الغربي بأن المناطق التي يسيطر عليها هي مناطق الحريات والرفاهية والمساواة، مقابل التشدد والإرهاب والتطرف في مناطق سيطرة المعارضة. وبالتالي، فإن قصف هذه المناطق وتسويتها بالأرض فعل مبرر للمحافظة على أمن واستقرار من يعيش في كنف النظام.
وختم «المونيتور» تقريره بالقول: رغم الحملة الدعائية المكثفة التي يقوم بها النظام السوري عبر وسائله الإعلامية ليبعث للعالم الغربي صورة جميلة تظهر فيها سوريا آمنة وتنعم بالسلام، إلا أن هذه الصورة المجملة والمشوهة لن تستطيع تكذيب مئات الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها وسائل إعلام عربية وعالمية بشكل يومي ويظهر فيها الدمار الحقيقي الذي يخلفه قصف آلته العسكرية، كما يبدو أنها لم تبث الطمأنينة في نفوس مواليه الذين لم يترددوا في إظهار سخطهم تجاه هذه الصورة غير الحقيقية التي يحاول النظام رسمها لواقع الحياة في سوريا.