تنافس عاصمة الضباب لندن، هذه الأيام، باريس على لقبها مدينة الأنوار. تنافس لم يعلن بعد ولكن إذا ما تجولت في شوارع بريطانيا ومدنها ورأيت تلك الزينة والأضواء والألوان لأصابك ذلك الإحساس بأنّ «لندن تريد أن تتوج بلقب مدينة الأنوار». فتحت أسواق في الهواء الطلق في كل زقاق وساحة وتنار المصابيح والزينة في كل باحة فهذه الأجواء الاحتفالية المتميزة بالأضواء والألوان المختلفة والطاغية على لندن، هي فترة عيد الميلاد الذي لطالما انتظره الصغار والكبار كل سنة بفارغ الصبر. وتعتبر أسواق عيد الميلاد في بريطانيا جزءاً لا يتجزأ من الاحتفالات السنوية الخاصة بهذه الفترة. وهي أسواق تختلف عن باقي الأسواق بأشكالها حيث الأكواخ الخشبية التي أصبحت تحتل بقعاً مختلفة من العاصمة لندن. وتتخصص أسواق الميلاد ببيع زينة الأعياد والألعاب الخشبية والحُليّ والمصنوعات اليدوية، ومنها ما هو أكشاك لبيع المأكولات والمشروبات الساخنة من مختلف مطابخ العالم مثل الماكارون والكريب والفستق المُحمص بالكراميل. وأشار البيرت: «تعرض في هذه الأسواق الميلادية في لندن مأكولات ومشروبات مختلفة بالإضافة إلى بضائع ذات صنع يدوي، ويحقق كثير من التجار أرباحا كبيرة خلال هذه الفترة التي تستمر لستة أسابيع». وأضاف البيرت إنّ «الغريب في هذه السنة هو أن الرومانيين والبولنديين احتلوا أسواق الميلاد فهم البائعون ونحن المتفرجون المتبضعون وفقدت لندن هويتها وقل ما سمعنا اللهجة اللندنية هنا». ويستمتع زوار لندن من العرب بالأجواء الميلادية، فيزورون أسواق العيد التقليدية ويرتادون مراكز التسوق من أجل اغتنام فرصة التخفيضات والعروض المميزة في هذه الفترة للتسوق. «أعتبر فترة عيد الميلاد من أفضل الفترات لزيارة بريطانيا وذلك لسببين؛ أولها مناظر وأجواء المدن في هذه الفترة من السنة والتي تتميز بالمظاهر الإحتفالية من تزيين الشوارع بالألوان والأضواء إلى عربات الطعام والحلويات والموسيقى في كل زاوية، وثانياً التخفيضات الهائلة لجميع الماركات العالمية في عالم الأزياء بأسعار تكاد تكون هزلية»، هكذا وصفت أميرة العبدلي السائحة الكويتية انطباعها عن أجواء لندن للبيان. ويقول الطالب الإماراتي منصور المزروعي «الكل ينتظر التخفيضات آخر السنة في صباح الـ 26 لشهر ديسمبر يوم بعد عيد الميلاد ويستمر حتى منتصف شهر يناير في السنة الجديدة، ولكن نحاول استغلال هذه الأيام منذ البداية قبل أن تفنى جميع الأغراض من قبل الملايين من المتسوقين». شارع عربي يتجلى شارع أدجوارد، أحد أهم شوارع لندن المعروفة عند العرب، وهو شارع عربي بامتياز بأبهى حلته في أيام عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. فأرصفة هذا الشارع أصبحت تحفة فنية ممتزجة بالثقافة الشرقية والغربية بأسواقه وناسه وإناراته، حتى أنه يمكنك مشاهدة مجسم للبابا نويل على عربته وتستمع لأم كلثوم بأغنية الأطلال الخارجة من تلك المقاهي العربية المتراصة على جانبي الطريق.