حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس السبت، الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، على دعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام الجاري.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الفلسطيني، أمام قمة دول حركة "عدم الانحياز" السابعة عشر، التي انطلقت في وقت سابق أمس*في جزيرة "مارغريتا" الفنزويلية، بمشاركة قادة وممثلين من 20 دولة مختلفة حول العالم.
وقال عباس خلال كلمته "نتطلع لدعمكم للمبادرة الفرنسية لعقد المؤتمر الدولي للسلام، وبما ينهي الصراع جذريا، وينزع الذرائع من المتطرفين ودعاة الإرهاب، فنحن نريد السلام للجميع دون استثناء".
وشهدت باريس، في 3 يونيو/حزيران الماضي، اجتماعًا دولياً بمشاركة 24 دولة، بدون أطراف الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، تمهيداً لعقد مؤتمر دولي قبل نهاية العام الحالي، بحضور طرفي الصراع، ولم يحدد له موعداً دقيقاً.
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في إبريل/نيسان 2014؛ بسبب استمرار إسرائيل بالاستيطان، ورفض الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأضاف الرئيس الفلسطيني أنه "بعد مضي قرابة سبعة عقود على نكبة شعبنا، فما زال هناك أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني، ينتظرون إنصافهم وتمكينهم من العودة لديارهم، وممتلكاتهم في وطنهم فلسطين وفقا للقرار الأممي 194، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدور أبناء شعبنا منذ 49 عاما، على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع "نهيب بكم جميعا، لبذل المزيد من الجهود والدعم لها في المحافل الدولية، وأن تقوم الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك، لأن مثل هذه الاعترافات ستسهم في تعزيز الأمن والسلم العالميين، وتبعث الأمل في نفوس أبناء شعبنا".
وأشار إلى أنه "في وطني فلسطين، فإن الاحتلال يحرمنا من كل شيء، ويحبط كل جهد دولي من أجل تحقيق السلام".
وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على أن "أيدينا ممدودة للسلام، ونحن نسعى لتحقيقه مع جيراننا بالطرق السلمية والقانونية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما جاءت وكما وردت في قمة بيروت 2002، وتحقيق رؤية حل الدولتين فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام وحسن جوار".
ولكنه استدرك قائلا "غير أن هذا لن يصبح واقعا ملموسا إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وفي وقت سابق من اليوم أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، انطلاق أعمال القمة السابعة عشر لحركة دول "عدم الانحياز" تحت شعار "متحدون على طريق السلام"، بعد تسلم بلاده رئاسة الدورة الحالية، من إيران.
وسبق اجتماع القمة الذي يستمر حتى يوم غد، لقاءات لوزراء خارجية وممثلين عن الدول المشاركة لاعتماد بيان ختامي لها.
وحركة دول عدم الانحياز (NAM)، بمثابة منتدى هام للتشاور السياسي مكون من 120 عضوا، يمثلون مصالح وأولويات البلدان النامية في عدة قارات"، بحسب تعريف للمنظمة اطلعت عليه الأناضول.
وأوضح التعريف أن "الهدف الرئيس لحركة دول عدم الانحياز منذ تأسيسها عام 1961، يتمثل في إقامة تحالف من الدول المستقلة، وإنشاء تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم".
وأضاف "ولدت حركة دول عدم الانحياز وسط انهيار النظام الاستعماري والنضال التحرري لشعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومناطق أخرى من العالم".