المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 8 مايو 2024
خروج المدنيين والمقاتلين من داريا السورية المحاصرة منذ 4 سنوات
بواسطة : 27-08-2016 02:59 مساءً 13.0K
المصدر -  

بدأ المدنيون والمقاتلون وعائلاتهم بالخروج من مدينة داريا المحاصرة منذ 2012 قرب دمشق، في إطار اتفاق مع الحكومة السورية يقضي بإخلاء المدينة، وفق ما أفادت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية عند مدخل داريا الشمالي. وغالبية ركاب الحافلة الأولى هم من النساء والأطفال والمسنين، ورافقها سيارة أمنية وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري. وبعد حصار من قبل الجيش السوري دام نحو 4 سنوات، بدأ تنفيذ اتفاق يقضي بخروج آلاف المدنيين والمقاتلين من هذه المدينة التي لطالما كان لها رمزية خاصة لدى المعارضة السورية. وعبرت الأمم المتحدة اليوم عن قلقها بشأن اتفاق إنهاء الحصار المفروض على مدينة داريا قائلة "إنه ينبغي عدم إجلاء المدنيين، إلا إذا كان ذلك آمناً تماماً". وقال قيادي في المعارضة ووسائل إعلام رسمية، إن مقاتلي المعارضة والجيش السوري اتفقا أمس الخميس على إجلاء كل السكان والمقاتلين عن داريا لتنتهي بذلك واحدة من أطول المواجهات في الصراع المستمر منذ خمسة أعوام. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين في تصريحات لرويترز "نواصل المطالبة بالوصول إلى داريا بحرية وأمان وندعو جميع الأطراف لضمان أن يكون أي تحرك للمدنيين آمناً وطوعياً ويتماشى مع المبادئ والقوانين الإنسانية الدولية". وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المعارضة في داريا الخميس، وفق الإعلام الرسمي، إلى اتفاق يقضي بخروج 700 مقاتل إلى أدلب (شمال غرب) و4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم إلى مراكز إيواء بدءاً من الجمعة من هذه المدينة، فضلاً عن تسليم المقاتلين لسلاحهم. وقال ناشط في مدينة داريا، فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث عبر الهاتف "هناك قهر كبير" بين السكان. وأضاف "ذهبت الأمهات أمس إلى المقابر لتوديع شهدائهم، أنهم يبكون على داريا أكثر مما بكوا حين سقط الشهداء". وعند مدخل داريا الشمالي قال مصدر عسكري سوري إن "عدد المقاتلين الذين سيخرجون اليوم مع عائلاتهم هو 300، مشيراً إلى أن كل مقاتل سيخرج ببندقية واحدة فقط. وأكد مجلس داريا المحلي أن الأسر المدنية ستتوجه إلى بلدة حرجلة، ومن هناك يتوزعون على المناطق التي يرغبون بالتوجه إليها".وأظهرت صورة نشرها المجلس المحلي لمدينة داريا على صفحته على فيسبوك أحد الشبان وهو يقبل اسم داريا على أحد جدران المدينة. ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية، فهي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الاسد في مارس 2011، كما أنها خارجة عن سلطة النظام منذ اربع سنوات بعدما تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، وهي من أولى البلدات التي فرض عليها حصار. وقال أحد مقاتلي الفصائل المعارضة في المدينة، إن داريا تعيش اليوم أصعب اللحظات، الجميع يبكي، الطفل يودع مدرسته، والأم تودع ابنها الشهيد عند قبره. يجمع سكان داريا، وفق قوله، أغراضهم المتواضعة المتبقية، لتبقى معهم ذكرى لأربع سنوات من الحصار والجوع والقصف، وتبقى ذكرى لمجتمع دولي خذلهم دون أي ذنب". ويعيش نحو ثمانية آلاف شخص في داريا الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب العاصمة. وهي أيضاً مجاورة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية. وأوضح المقاتل المعارض في المدينة، أن قرار التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية على إخلاء المدينة "بعد صمود دام أربع سنوات يعود إلى الوضع الإنساني المتدهور فيها والقصف المتواصل عليها، فكان لا بد من حماية المدنيين". وأضاف "المدينة لم تعد صالحة للسكن، فقد باتت مدمرة تماماً" إذ كانت داريا تتعرض للقصف بعشرات البراميل المتفجرة يومياً، فضلاً عن القصف المدفعي والغارات الجوية ما أسفر عن دمار هائل فيها. وكانت داريا قبل الحرب بها حوالى 80 ألف نسمة، لكن هذا العدد انخفض 90% حيث واجه السكان طوال سنوات الحصار نقصاً حاداً في الموارد. ودخلت في شهر حزيران/يونيو أول قافلة مساعدات الى داريا منذ حصارها في العام 2012.