د.لطيفه جامل
فى ولاية فرجينا الامريكيه التي تبعد عن واشنطن العاصمة عشرون دقيقة ، أقام مركز الحوار العربي والذي يرأسه الدكتور صبحي غندور ندوة عرض فيها الاستاذ المساعد فى الدراسات الدولية فى جامعة أوكلاهوما الامريكية د. وليد مهدي عدة محاور والتي نوقشت تحت عنوان "حاضر اليمن ومستقبلة " وقد حظيت الندوة التى كانت بتاريخ ٢ اغسطس من الشهر الحالي بحضور عدد من نخبة الأكاديمين والدبلوماسين على رأسهم سفير جامعة الدول العربية فى واشنطن صلاح سرحان والمفكر اليمني قاسم الوزير ، وربما من المفيد الإشارة الى أن غالبية قاطني هذه المدينة من السكان اليمينن هم ممن يعرفون بأبناء الهاشمية السياسية او الزيدية او من أنصار الرئيس اليمني السابق علي صالح وبرغم ضعف الحضور اليمني وبروز الحضور العربي الا ان الحضور العربي أيضاً تمثل بغلبة وجه النظر الاحادية والمعادية للتدخل العربي فى اليمن ممثلة بالمملكة العربية السعودية والتي كما يبدو انها العدو المشترك تاريخيا للجيل القديم من القوميين العرب والادعاء بأنها السبب الاول فى تدمير اليمن وبينته البشرية والمادية ولذا تَغلب على النقاش تجاهل الشريحة الأعظم من اليمنييون والذىنايدوا التدخل العربي لردع الانقلاب الحوثي وصالح . وبالعودة الى محاور الندوة فقد ناقشت أولًا: إشكالية الدقة في المعلومات الواردة عن اليمن وذلك بسبب غياب الإعلام المهني المحايد في البلد بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام و تغليب الاجندات السياسية المرتكزة على عنصري الاستقطاب والتحريض في صياغة الخبر، فضلا عن عدم إكتراث الإعلام الدولي بالقضية اليمنية. ثانياً: قراءة تاريخية لخص من خلالها الديناميكية السياسية اليمنية في فلسفة "المجازفة و إنتهاز الفرص"، والتي حكم بها صالح و الخصوم السياسيون اليمن لعقود. والتى تعتمد على إقصاء و تهميش المعارضة (بشتى اشكالها الأسرية والقبيلة والمناطقية والحزبية والطائفية)، و التعزيز من الصراعات الداخلية لإضعاف التعددية السياسية، والتي ولّدت حالة عدم الثقة التي نعيشها حالياً في الشارع اليمني. ثالثاً: تطرق الدكتور إلى ثلاث محطات كانت سبب صدمة و خيبة أمل للشعب اليمني العربي: - فشل الحوار الوطني و كان السبب الرئيسي فيه سوء إدارة هادي للمرحلة الانتقالية - دخول الحوثيون صنعاء و كل ما نجم عن ذلك من أحداث، سواءً إتفاق السلم و الشراكة الذي مات قبل أن يرى النور أو رفض الحوثيون دعوة هادي إلى الحوار بعد ان فرّ الى عدن - تدخل التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية وما أسفر عنه من تدمير للبنى التحتية للبلد وإضفاء نكهة مذهبية للصراع. رابعاً: أربعة سيناريوهات محتملة للمشهد الحالى - إتخاذ المجلس الأعلى لقيادة البلاد المعلن بين الحوثي و صالح طابع سياسي يفتقر إلى الاعتراف الدولي، على أن تستمر الحياة على غرار أرض الصومال ومايعانيه من ويلات العزلة الدولية - تدخل التحالف في الصراع برياً، مما يعقد المشهد اليمني ويؤدي إلى خلق بؤر للصراع لا يمكن التنبؤ بمداها - تواصل الصراع الحالي والاحتكام إلى سياسة الأمر الواقع، وإستمرار معاناة الشعب اليمني و تعزيز فرص تقسيم البلد وتركه فريسة للإحتراب الداخلي والذي بات رهينة لتداعيات الصراع الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط وما يلي ذلك من مخاطر تقسيم اليمن إلى جزئيين أو أكثر - يتوصل المفاوضون إلى حل سياسي ينهي الصراع الحالي
ويبقى أن امال اليمينن معلقة بالسماء بعد أن فقدوا ثقتهم بالحل وبالساسة وضمائرهم