تمكنت القوات المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من إحراز تقدم كبير في محافظتي لحج وأبين، حيث استعادت مديرية لودر والمناطق القريبة منها، واتجهت إلى حصار قوات الحوثيين والرئيس السابق في مدينة زنجبار، كما تقدمت نحو قاعدة العند في محافظة لحج لاستردادها تحت غطاء من طيران عاصفة الحزم الذي أدى إلى فرار عشرات المسلحين، بينما شهدت الضالع معارك طاحنة قتل خلالها العشرات أغلبهم من المتمردين، تزامناً مع شن هجمات متفرقة على الانقلابيين في مديريات المعلا وصيرة والقلوعة، وأجبرتهم على التراجع، كما حالت دون تقدمها نحو إلى مديرية التواهي في محافظة عدن.
وتركزت أمس المواجهات الدامية في جنوبي اليمن، حيث قتل 140 شخصاً على الأقل بينهم 60 في عدن، وفقاً لحصيلة أوردتها مصادر عدة.
هجمات عدن
وحسب المصادر، فإن السكان محاصرون في منازلهم بسبب المعارك التي تدور في الشوارع ووسط الأحياء السكنية، كما أنهم يعانون نقص إمدادات المياه والكهرباء. وقال سكان إن اللجان الشعبية المؤيدة للرئيس هادي شنت هجمات متفرقة على القوات التابعة للحوثيين والرئيس السابق في مديريات المعلا وصيرة والقلوعة، وأجبرتها على التراجع، كما حالت دون تقدم هذه القوات نحو مديرية التواهي التي تستخدمها قوات التحالف لإنزال الأسلحة والإمدادات للجان الشعبية.
تقدم بزنجبار
وفي محافظة أبين، قالت مصادر اللجان الشعبية لـ«البيان» إن اللجان الشعبية وقوات الجيش المؤيدة للشرعية طردت قوات الحوثيين وصالح من مديرية لودر ومنطقة أم عين، وإنها في طريقها لتطهير مديرية زنجبار التي أعلنت اللجان الشعبية أن مقاتليها يحاصرون منذ مساء أول من أمس اللواء 115 الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح، حليف الحوثيين. كما اندلعت مواجهات عنيفة في المدينة قتل خلالها ستة حوثيين واثنان من مسلحي المقاومة الجنوبية.
معارك الضالع
وفي مدينة الضالع، دارت معارك عنيفة بين المسلحين الجنوبيين وقوات الرئيس السابق صالح التي تحاول التقدم في الأطراف الشمالية للمدينة، قتل خلالها عشرات من المتمردين. وقال مسؤول لفرانس برس طالباً عدم ذكر اسمه: «قتل ما لا يقل عن 27 حوثياً و15 من اللجان الشعبية في المعارك». كما أعلن مسؤول محلي آخر أن «حرب شوارع اندلعت في الضالع بعد وصول تعزيزات إلى الحوثيين من محافظة إب» شمال الضالع.
وبحسب مصادر، فإن الحوثيين أطلقوا قذائف الهاون و«الآر بي جي» بشكل عشوائي على الأحياء السكنية، ما أثار الذعر بين المواطنين الذين نزح البعض منهم من تلك المناطق.
في الأثناء، قالت مصادر في محافظة لحج إن وحدات من الجيش مؤيدة للرئيس هادي ومسلحي الحراك الجنوبي يتقدمون في جبهة قاعدة العند، وإن القوات الموالية لصالح والحوثيين تقهقرت عقب الضربات الجوية التي شنتها طائرات التحالف على القاعدة،
20
ذكرت مصادر محلية في محافظة شبوة أن 20 من مسلحي جماعة الحوثي وأربعة من رجال القبائل قتلوا في مواجهات عنيفة دارت في مديرية بيحان، حيث تصدى رجال القبائل لمحاولة قوات الحوثي وصالح التقدم للسيطرة على المناطق المنتجة للنفط في المحافظة.
أزمة اقتصادية ومعاناة إنسانية في عدن
*
تعيش عدن أوضاعاً معيشية وأزمة اقتصادية خانقة، في ظل اختفاء العديد من السلع التموينية من الأسواق، وانعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي، كما تعاني معظم المديرية من انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب.
وتشهد معظم أحياء المدينة أزمة حادة في المياه في محاولة من جماعة الحوثي وأنصار صالح لفرض عقاب جماعي على سكان المدينة نتيجة رفضهم التوغل الحوثي.
ويعيش سكان المدينة يوميا هذه المعاناة، حيث يقفون في طوابير طويلة من اجل الحصول على بعض المياه ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني. واكدت مصادر عاملة بمؤسسة المياه بعدن ان قوات موالية لصالح والحوثيين تمركزت في محطة برزخ بمنطقة جبل حديد وتسببت في انقطاع مياه الشرب كليا عن ثلاث مديريات لعدم سماحها لعمال المؤسسة بتشغيل مضخة المياه.
وإضافة إلى نقص الماء فإن هناك منطقتين على الأقل بالمدينة الرئيسية بلا كهرباء منذ أيام. وتعاني المناطق الأخرى من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي.
مواد غذائية
وفي الوقت الذي بدأت فيه المواد الغذائية بالاختفاء من أسواق المدينة نظراً لحصارها ونفاد المخزون من السلع الأساسية، مما ينذر بكارثة إنسانية تلقي بظلالها على سكان المدينة. ذكرت مصادر أن معونة كويتية وصلت مدينة عدن تحوي مساعدات طبية عاجلة للمستشفيات تقدر بـ16 ألف دولار أميركي تساهم في تخفيف معاناة الجرحى والمصابين جراء العدوان الحوثي.
متاجر مُغلقة
وقال عبده مسعد، صاحب متجر صغير في دار سعد، بضاحية المدينة التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة: «لم افتح متجري منذ خمسة ايام، ما سيؤدي في النهاية إلى افلاسي»، مضيفا: «حتى عندما تتراجع حدة المواجهات، لا نجرؤ على فتح المتاجر بسبب اللصوص».
التعليم هو الآخر اجبرته ظروف الحرب التي تعيشها عدن على التوقف وإغلاق أبواب المرافق التعليمية بالكامل، في كل المساقات التربوية والجامعية. وهذا ما، أكده مدير مكتب وزارة التربية والتعليم في عدن سالم مغلس.