المصدر -
كشف مواطن سعودي، تفاصيل تحول ابنته ذات الثمانية والعشرين ربيعًا، من فنانة تشكيلية مقبلة على الحياة إلى أسيرة لهوى تنظيم داعش، والهروب للالتحاق بأعضاء التنظيم الإرهابي.
ووبحسب صحيفة " عاجل " روى "أبوفهد"، الذي كان يعمل في السابق موظفًا حكوميًّا في البلدية، بعد حصوله على مؤهل الثانوية العامة، كيف بدأت ملامح التشدد والغلو تظهر على ابنته قبل عام، حتى إنها احتجّت عليه بشدة بسبب "التدخين" و"إطالته إزاره"، ما جعله يأخذ الأمر بجدية ويرفع أقصى درجات الحيطة والحذر، وفقًا لصحيفة "الحياة"، الأحد (الـ02 من ربيع*الأول، 1437)/ (الـ13 من ديسمبر 2015).
وتحمل الفتاة "الداعشية" شهادة البكالوريوس تخصص التربية الفنية، ولديها موهبة فنية في الرسم، وشاركت في كثير من الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض "ألوان"، وكانت هادئة ومنفتحة. وقال والدها: "كانت تشعّ جمالًا، ولكنها منذ زواجها لم تعد تلك الفتاة، وبدأت ملامحها في الذبول". مؤكدًا أن هناك مساعي تبذلها السفارة السعودية في أنقرة للعثور عليها وإعادتها.
وأشار "أبوفهد" إلى أن ابنته كانت عروسًا قبل عامين، وحدثت مشكلات مع زوجها، فأصرّت على الانفصال، وعادت لتعيش في كنف والديها، إلا أنها ظلت ملازمة للوحدة وتتجنب مجالسة الآخرين، وتقضي وقتًا طويلًا تتصفح مواقع الإنترنت، قبل أن تبدأ التحرك شيئًا فشيئًا، إلى أن أصبحت تملك زمام المبادرة في المنزل، وتفرض تشددها، وحذفت القنوات الإخبارية والفنية كافة، واكتفت بقنوات دينية، ما جعله في حيرة من أمره.
وتابع أبوفهد: "كنت أسمع وأشاهد ما طرأ أخيرًا على الساحة السعودية وبعض البلدان العربية من استقطاب الشبان والفتيات من قبل جماعات متشددة، وكان لديّ شعور خفي أن ابنتي قد تكون مهيّأة تمامًا لهذه الأفكار المتطرفة، ما جعلني أستعين بأحد الدعاة من أقربائي، لمواجهة ابنتي وكبح جماحها، إلا أنها رفضت المناصحة، وأصرّت على شق طريقها المتطرف".
وأكد أبوفهد أنه على رغم تشدد ابنته؛ فإنه لم يتوقع يومًا أن تسافر وتلتحق بمتطرفين في الخارج، إذ كانت لا تميل كثيرًا إلى الجهاديين في تنظيم (داعش)، بسبب وحشيتهم.
وقال الأب إنه كان يعتقد أن ابنته تخفي شيئًا في نفسها، خوفًا من أن يقوم بالتبليغ عنها أو تهديدها بالحبس، كما يفعل مرات عدة، قبل أن تستأذنه للذهاب إلى "العمرة" قبل 6 أشهر مع بعض النسوة، اللاتي كانت تجتمع برفقتهن في إحدى حلقات تحفيظ القرآن، وكن رفيقاتها من مكان إقامتها في الرياض إلى محافظة جدة الساحلية غرب السعودية إلى تركيا، إذ أرسلت "رسالة نصية" من هناك، تفيد بأنها وصلت إلى مواقع تنظيم "داعش" في سوريا.