بواسطة :
24-06-2014 02:45 مساءً
8.9K
المصدر -
جدة- متابعة- سميره علي:
*
**
*كشفت الجمعية الفلكية بجدة أنها بدأت في رصد ظهور سُحُب الليل الزرقاء المضيئة؛ مُبَيّنة أنها تحدث عندما يكون أعلى الغلاف الجوي بارداً كفاية؛ لتتشكل كريستالات الجليد حول الغبار، وهي علامة تشير إلى حلول الانقلاب الصيفي عندما ترصد في سماء المساء.
*
وأضافت الجمعية: "يُعتقد أن أساس هذه الغيوم هو غبار قادم من الفضاء الخارجي؛ حيث اكتُشف أن أجزاء من الغبار النيزكي جزء من سحب الليل الزرقاء المضيئة؛ فحوالى 3% من كل كريستالة الجليد في السحب مصدره نيزكي، ومن المعلوم أن الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي مليء بالنيازك من كل الأشكال والأحجام من صخرة صغيرة إلى ذرة مجهرية غبارية، وفي كل يوم تجرِف الأرض عدة أطنان من تلك الأشياء معظمها أجسام صغيرة، وعندما تضرب النيازك غلافنا الجوي وتحترق فهي تترك خلفها ضباباً رقيقاً من جزئيات صغيرة تَعْلَق على ارتفاع بين 60 كيلومتر إلى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض".
*
وقالت: "يُعتقد أن كريستالات الجليد يمكن أن تتشكل حول الغبار النيزكي إلى حجم يتراوح من 20 إلى 70 نانومتر، وبالمقارنة فإن السُّحُب في أسفل الغلاف الجوي على ارتفاع 6 كيلومترات؛ حيث الماء متوفر، تحتوي كريستالات من 10 إلى 100 مرة أكبر، ومنذ فترة طويلة -وتحديداً القرن التاسع عشر- رُصدت هذه السحب في المناطق القطبية الشمالية؛ ولكن في السنوات الحديثة تم ترصدها في مناطق بعيدة نحو الجنوب، ويعتقد أن السبب في زيادة رؤيتها تغير في المناخ؛ فغاز الميثان -أحد أخطر الغازات الدفيئة- أصبح متوفراً بشكل غزير في الغلاف الجوي منذ القرن التاسع عشر، ومصادره مختلفة تُعَزّز وجود السحب المضيئة".
*
وتابعت "فلكية جدة": "حيث يُعتقد أنه عندما يقوم الميثان بسلوك طريقه إلى أعلى الغلاف الجوي، يتأكسد من خلال سلسلة معقدة من التفاعلات؛ ليتشكل بخار الماء. وبخار الماء الزائد يكون متوفراً من أجل نشوء كريستالات الجليد من أجل السحب المضيئة، وإذا كانت هذه الفكرة صحيحة؛ فإن هذا سبب مهم لدراسة تلك السحب التي تخبرنا شيئاً في غاية الأهمية عن كوكبنا".
*
وأضافت: "أما سبب لونها الأزرق فيعود للحجم الصغير لكريستالات الجليد؛ فالجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجية القصيرة للضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر؛ ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس الغيوم؛ فإن الأزرق هو اللون الذي يتبعثر إلى الأسفل نحو الأرض".
*
ووفقاً للجمعية، يُشار إلى أن سحب الليل الزرقاء المضيئة لا تزال محيرة؛ إلا أن هناك شيئاً واحداً واضحاً، وهو أن الغبار النيزكي القادم من الفضاء يقف خلف تلك السحب؛ ولكن مفتاح اللغز يظلّ قائماً حول سبب سطوعها وانتشارها، وبغضّ النظر عن سبب حدوثها؛ فإن الراصدين في خطوط العرض الشمالية لديهم الفرصة لرؤية سحب الليل الزرقاء المضيئة في الأفق الغربي بحوالى 30 إلى 60 دقيقة بعد غروب الشمس.