تحرير :وديعه الحربي جولة و تصوير : بندر العتيبي
نسمع دائما في كل مدينه ومحافظه ان هناك اسواق تسمى بأيام الاسبوع مثل سوق الجمعه و الاثنين والخميس اسواق شعبيه تقام في ذلك اليوم الذي سميت به يقوم سكان المنطقه والمناطق القريبه بعرض بضائعهم المختلفه ومنتوجاتهم الحرفيه وجميع مايحتاجه الانسان رجال ونساء كل يبحث عن مبتغاه واغلب الاحيان كان لهذا التجمع اهميه اجتماعيه اضافة الى الاهميه الاقتصاديه ، فتقدم الدعوات لحضور المناسبات و المشاركه فيها من زواج وطهور وصلح وغيرها من اللقأت الاجتماعيه في زمن لم يكن للهاتف ووسائل التواصل اي حضور . اهتمام وزارة السياحة في مملكتنا الحبيبه كان واضحا جدا بهذه الاسواق حيث بدات فيها عمليات الجديد والترميم بصورة جماليه بما يحفظ الهوية التراثيه ولكن بطريقه عصريه . وكانت زيارتنا لسوق الخميس بالطائف ،وللذي لا يعرفه واين يقع نقول هو الشارع الواقع بين باب الحزم وسوق القزاز بالمنطقه المركزيه في البلد في محافظة الطائف . شارع لا يتجاوز عرضه 15 مترا يضيق احيانا ويتسع احيانا تقع على جنباته محلات تراثيه قديمه فهذا يخيط الثياب التراثيه ويطرزها وذلك يبيع المشغولات الفضيات والمجوهرات التراثيه وهناك*جلس العم محمد المالكي واحد اصدقائه يتناوبان العمل على جنبيه ( هي اكبر من الخنجر واصغر من السيف يلبسها الرجال في بعض قبائل السعوديه )
عند سؤالنا للعم محمد منذ متى وهو بهذه المهنه . قال انه منذ 50 عاما وهو يعمل على تجديد الجنابي والخناجر والسيوف ، حيث كان هذا السوق هو الوحيد في المحافظة الذي يخدم الناس . وكان يسمى بسوق الخميس وهو خاص بأصحاب الحرف والمهن و اصبح الان جزء من السوق المركزي . ويسترسل العم محمد حديثه عن ذكرياته ان المواد الخام التي يستخدومنها من الفضه والذهب كنت رخيصه جدا حيث كان كيلو الفضه بحوالي 300 ريال والذهب ب24 الف ريال اما الان فقد بلغ سعر الفضه 2500 ريال والذهب في ارخص سعر الى 120 الف تزيد وتصل الى 300 الف . واضاف العم ان الشوارع والمباني كانت من الطين وتتسم بالضيق حيث كان اصحاب المحلات يسكنون في اعلى محلاتهم او قريب منها . وفي اثناء تجولنا التي امتدت الى ساحه مفتوحه اكبر مساحه على شكل مربع كانت محلات لبيع العسل ومشتقاته توجهنا الى احد المحلات وكان يجلس بهيبه شيخ تظهر على ملامحه البشاشه ورحابه الصدر . سالنا العم محمد قدوري بائع العسل عن ذكرياته في هذا السوق ، يقول محدثنا انه من مواليد الطائف وان له في هذا السوق قرابه 70 عاما من كان طفل واضاف ان السوق المسمى بالمركزي حديثا كان عدد من الاجزاء وهي سوق الخميس للمهنين والقشله لموردي الحبوب والارزاق وشارع عداس لبائعي العسل والسمن اما زقاق الحبس فهو مخصص للطباخين من بائعي الفول والهريس واخيرا سويقه المخصصة للاقمشه . ذكريات جميله وردت على السنة المقيمين في السوق المركزي الذي وحسب العم قدوري اصبح متطورا واكثر راحه وجمال بعد التجديدات التي قامت بها امانه الطائف بالتعاون مع وزارة السياحه. كما يقول المالكي ان السوق اصبح مرغوب جدا من التجار حيث تم ترميم المباني المهجوره وتم تبليط الشوارع وعمل المظلات وبناء البوبات الاساسيه التي كانت موجوده منذ القدم وتجديدها بصورة جميله وملفته. الجدير بالذكر *ان الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون البلدية والقروية من خلال مذكرة التفاهم الموقعة بينهما بدأت في تنفيذ مشروع تطوير المنطقة التاريخية بوسط محافظة الطائف حيث وضع الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة في شهر جمادى الأولى من العام 1431هـ حجر الأساس لهذا المشروع الذي يهدف إلى تطوير الوسط التاريخي للمحافظة مع الاهتمام بالنشاطات الحالية للسوق وما يحويه من تراث عمراني وثقافي واجتماعي وتطوير السوق كوجهة اقتصادية وسياحية وذلك برفع كفاءة التخطيط وتصميم الواجهات والساحات والممرات وتنسيق حركة المشاة والمركبات بصورة تلائم أهمية السوق كموقع له خاصية الاستدامة آخذاَ بعين الاعتبار الأبعاد التراثية والتاريخية والثقافية بالإضافة إلى إنعاش الحركة التجارية للسوق . وتأكيداً لتطوير السوق الشعبي بمركز المحافظة تم إعداد مخطط عمراني من خلال وضع البدائل الملائمة لتأهيل وتفعيل السوق ، وتطوير وتحسين بيئة السوق الحالي ومعالجة التلوث البصري والسمعي والبيئي وتحسين الممرات وخطوط شبكات المرافق ، والربط الفراغي والحركي للسوق مع المنطقة المحيطة مع دعم الجانب السياحي والترفيهي في السوق الشعبي بما يعود بالفائدة على المستثمرين والزوار علاوة على إبراز الهوية العمرانية المميزة للأسواق القديمة.