استعادت المقاومة اليمنية زمام المبادرة في عدن بدعم مكثف من «عاصفة الحزم» الداعمة للشرعية والتي نفذت أول عملية إمداد جوي للسلاح، واستهدفت للمرة الأولى تجمعات للحوثيين في جزيرة ميون على مدخل مضيق باب المندب، كما أجبرت الغارات والاشتباكات الميدانية الانقلابيين على الانسحاب من القصر الرئاسي في المدينة.

وقال الناطق الرسمي باسم «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد عسيري في مؤتمره الصحافي اليومي أمس إن «الحملة الجوية مستمرة في تحقيق أهدافها»، كاشفاً استهداف ميليشيا الحوثي لمنفذ الوديعة السعودي من الجانب اليمني.

وأضاف أن «قوات التحالف قامت بعملية إسقاط بهدف الدعم اللوجيستي للجان الشعبية في عدن التي استطاعت بفضل الله أن تغير الوضع على الأرض وطرد عناصر الميليشيات الحوثية من داخل القصر الرئاسي والمناطق التي سيطروا عليها».

باب المندب

وكشف الناطق عن استهداف تجمعات للحوثيين على جزيرة ميون وتدمير آليات عسكرية ومخازن أسلحة، في عملية نوعية. موضحاً أن قوات التحالف «كانت تتابع خلال الفترة الماضية محاولات المليشيات الحوثية استخدام التهريب إلى الجزيرة، حيث تواجدت مجاميع منهم فيما تحوي الجزيرة عددًا من العربات المدرعة والدبابات والصواريخ»..

مؤكداً أن «قوات التحالف اختارت الوقت المناسب للعملية لتدمير جميع مستودعات الذخيرة والدبابات ومراكز القيادة في الجزيرة، وهي إحدى العمليات المهمة والنوعية التي نفذت». وأكد عسيري أن «ميليشيات الحوثي تقاتل قتالاً يائساً، والمقاومة تعمل على إضعافهم، واستطاعت طرد هؤلاء الميليشيات من عدن، بينما عملت طائرات التحالف على تقطيع أوصال الحوثيين من صعدة إلى عدن»..

وأشار عسيري إلى أنه «تم قصف منظومة صواريخ بر-بحر قرب باب المندب، ومنظومة صواريخ سكود تم تدميرها بالكامل..

وكذلك مخازن ذخيرة»، لافتاً إلى أن «الميليشيات هددت بتعطيل الملاحة في باب المندب»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «المجال الجوي اليمني وكافة المرافق تحت سيطرة قوات التحالف».ونوه بأن «هجوم القاعدة على المكلا هو لخلق مناخ أمني غير مستقر»، وأن قوات الرئيس المخلوع علي صالح «تهدف إلى خلق الفوضى وعدم الاستقرار».

عملية إمداد

وقالت مصادر عسكرية يمنية وشهود عيان إن سلاح الجو التابع لـ«عاصفة الحزم» نفذ عملية إمداد بالسلاح لعناصر المقاومة. وأفادت المصادر بأن عملية الإنزال تمت في عدد من المواقع في عدن، مشيرين إلى أن المقاومة تسلمت كل الاسلحة وبينها معدات اتصال متطورة.

وأفاد سكان محليون بأنه تم إنزال عشرات الصناديق عبر المظلات من طيران التحالف العربي في مواقع المقاومة. وأضافوا أن المظلات نزلت في مناطق متفرقة على الجبال في محافظة عدن وفي مناطق تسيطر عليها. وتضمنت الشحنات مواد غذائية وأدوية ألقيت في مرفأ عدن لإغاثة السكان الذين يواجهون نقصاً في المواد الأساسية.

تراجع الانقلابيين

في الأثناء، أسفرت الحملة العسكرية في يومها التاسع عن عرقلة تقدم المتمردين. ونظراً للغارات الليلية المكثفة للتحالف العربي، اضطر الحوثيون وحلفاؤهم من القوات التابعة للرئيس السابق إلى الانسحاب من القصر الرئاسي في عدن الذي سيطروا عليه إثر معارك اتسمت بالعنف.

في غضون ذلك، قال وكيل محافظة عدن نائف البكري إن نطاق سيطرة المقاومة الشعبية في المحافظة يصل إلى 95 في المئة من مساحة المدينة، مشيراً إلى أنها تحكم السيطرة على كامل تلك المساحة. وواجهت القوات التابعة لصالح والموالية للحوثيين مقاومة شرسة في مدينة كريتر، ما اضطرها إلى الاكتفاء بالسيطرة على طريق فرعي مؤدٍّ إلى قصر معاشيق، وقصف أحياء سكنية بقذائف الهاون والدبابات.