المصدر -
تمكن معرض “التحنيط: فن وعلم وخلود” الجديد، عرض أعمال فنان التحنيط الفيكتوري والتر بوتر (1835 – 1918) وتقديم لوحته الفنية الحية “زفاف القطط” فيما يسمى بـ”متحف موربد أناتومي” بعد عامين من التحضير وبعض الحظ. ومن البديهي أنّ التحفة الفنية الغريبة من نوعها قد جذبت أنظار الجميع في المعرض الجديد.
وقالت جوانا إيبستين، المديرة الإبداعية لمتحف “موربد أناتومي”: “تكمن الفكرة في الدمج بين المنفر والمحبب. لذا أظن أنّ الناس سيُصدمون بهذا العمل الفني”.
ويشتهر *بوتر بتميزه بفن التحنيط التصويري، وتعرفه بأجيال متعاقبة من البريطانيين الذين اعتادوا المرور بمتحفه الشهير في مدينة ساسكس في بريطانيا حيث تُعرض له مئات من القطع المحنطة، بدءًا من الفصائل المنفردة ووصولاً إلى القطع الفنية الحية من القطط والضفادع والطيور والفئران التي تقف بمختلف الوضعيات المشابهة للبشر مصفوفة إلى جانب بعضها البعض.
وتمثل لوحة “زفاف القطط” التي اكتملت في العام 1890 حفل زفاف رسميا يجمع المدعوين على المذبح. (حيث يشبه أحد هؤلاء القطط ونستون تشرشل بشكل مدهش) وقد لا تكون هذه أكبر لوحات بوتر الحية، لكنها أول لوحة يقدمها بوتر وقد ارتدت فيها جميع الحيوانات ملابس، بل إنها ترتدي أيضًا ملابس داخلية مزخرفة لا يراها الناظرون.
وسيبدأ متحف “موربد أناتومي” بعرض محتوياته في 6 نوفمبر، وتشير أيبنستين *الى أنه المعرض الأول من نوعه للفنان بوتر في الولايات المتحدة، مؤكدة في ذات الوقت أنّ أعمال بوتر جابت أنحاء العالم وأثارت الجدل في عدد لا بأس به من الأوساط الفنية العالمية.
وعرض “زفاف القطط” من قبل في متحف آلبرت وفيكتوريا في لندن في العام 2001 كجزء من معرض “الرؤية الفكتورية”. وقد تم عرض مجموعة أعمال بوتر الفنية للمزاد العلني العام 2003، وعرض الفنان داميان هيرست مبلغ مليون باوند (أي ما يعادل آنذاك 1.6 مليون دولار) مقابل إيقاف عملية البيع وعدم تعريض الأعمال لفنية للأذى على الرّغم من شكوكه حول قدرات بوتر ومهاراته.
وقال هيرست في تصريح له، عقب رفض عرضه بخصوص الأعمال الفنية: “يبدو واضحا أنه لا يعرف الكثير حول علم التحنيط والجهاز العضلي في الجسم، فالقطط لا تبدو كأنها قطط على الإطلاق، لكن هذا لا يعنينا الآن”.
وكان وصول أعمال بوتر الفنية إلى بروكلين بمثابة طلب شخصي لإيبنستين التي ألفت كتاب “عالم والتر بوتر الغامض للتحنيط” برفقة بات موريس.
ورغبت *إبنستين بفتح معرض خاص بأعمال بوتر عندما انتقل المتحف إلى مبناه الجديد ذي الطابقين في العام 2014، إلا أنّ استعارة القطع الفنية الثقيلة من أصحابها عبر مسافات بعيدة يكلف مبالغ باهظة.
ولكن *إيبنستين سمعت هذا العام بقيام رجل بشراء لوحة “زفاف القطط” من أحد المزادات العلنية بمبلغ يقدر بـ120,000 دولار، وهو ممن اعتادوا جمع القطع الفنية وإعارة عدد منها للمتحف بالتعاون مع معرض “أنتيدلفيان” للآثار والقطع الفنية الغريبة وهو وسيط وتاجر في لايك بلاسيد في نيويورك.
وقد تم بيع القطعة الفنية بعد ذلك لسابرينا هانسن صاحبة ملجأ القطط في كاتسكل في نيويورك والتي وافقت على القرض.
تقول هانسن: “يتجاهل الكثير أعمال بوتر ويعدّونها محض غرابة تعود للعهد الفيكتوري، لكنني أجدها مثيرة للاهتمام للغاية”. وتملك السيدة هانسن أيضًا أحد أعمال بوتر المعروفة باسم “قرد يركب الماعز” وأضافت في مقابلة: “الطريقة التي يلف بها رؤوسهم الصغيرة تحكي الكثير من القصص”.
ويضم معرض “موربد أناتومي” الذي يكرس لعرض القطع التي تصفها *أيبنستين بأنها “تقع على حدود العديد من تصنيفات القطع الفنية”، ومن بينها حفل “زفاف القطط ” المعروض مع ما يزيد على 100 قطعة فنية مكونة من الحيوانات المحنطة.
تقول إبنستين معلنة عن بعض خبايا مجسمات المعرض: “لدينا مجموعة من السناجب وهي تلعب الورق وضفادع تُصفع وقرد مخمور”. كما يحتوي المعرض لوحة موسيقية كبيرة صنعت في باريس العام 1820 تظهر مجموعة من الفئران تعمل بجد في مصنع مصغر للورق. (يملك *باوي أمين المتحف عددا من القطع الفنية المعروضة).
ويحوي المتحف أيضًا عددًا من السلالات المنقرضة من الحيوانات، كالحمام المهاجر ودجاجة هيث، ناهيك عن القسم المخصص للغرائب كحصان البحر ذي الأنياب الأربعة. وهنالك قسم تطلق عليه *إبنستين “حائط الحيوانات الأليفة” وهو مكون من الكلاب في معظمه.
وعلقت *إيبنستن بنفسها: “لقد مات الحيوان، فلماذا لا نخلق جمالا من الموت؟”.