المصدر - شاعرة وأدبية سعودية شأنها شأن كل المبدعات اللاتي يزاحمن ليجدن لأقلامهن موطأ قدم في عالم يزدحم بكل ألوان الكتاب
الشاعرة :*حصة بنت عبد العزيز
قلبها الشفاف الجميل ينعكس على حروفها فتكتب قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة بلغة امتزج فيها الحب والجمال لتكون رؤية شعرية فلسفية تحلق بنا في عوالم لا متناهية من الدهشة.
ورغم أن عمر معرفتي بهذه الشاعرة الجميلة قصير نسبيا إلا أنه كان لي شرف إجراء هذا الحوار معها والذي حاولت من خلاله تسليط الضوء على تجربة شعرية تستحق التأمل والوقوف عندها هي الشاعرة / حصة بنت عبد العزيز
- في البداية من هي حصة بنت عبدالعزيز كسيرة ذاتية؟
-قيادية تربوية سابقًا : متقاعدة حالياً، أقيم في مدينة الرياض
-دراستك؟
-بكالوريوس لغة عربية
-انجازاتك الأدبية؟
-شاركت في إصدار الديوان الشعري "على ضفاف البوح" مع نخبة من الشعراء والكتاب العرب
صدر لي الديوان الشعري "رضاب حنين" وهو إصداري الأول يحوي ٤٠ قصيدة من شعر التفعيلة
والآن أعمل على إصدار كتابي الثاني والذي جمعت فيه مجموعة قصائد نثرية كتبتها في أوقات متفاوتة.
-هل الشعر لديك هواية أم موهبة؟
-بالتأكيد هواية ولكنها أقرب إلى حالة تلازمني وتعد جزء من تكويني وشخصيتي
-هل أحد الوالدين شاعر؟
-الوالد شاعر الله يرحمه
-الله يرحمه..
_نحن نستلهم الإبداع من معانات أو أحداث تمر بحياتنا ..فمن أين استلهمت حصة تجربتها الإبداعية؟
-لم تكن معاناة وجدانية بحد ذاتها بل تعبير عن* أحاسيس ربما تكون عابرة أحياناً أو مشاركة وجدانية لحدث ما مؤثر
-هل تأثرت حصة بشاعر ما أو بتجربة شعرية محددة؟
-أقرأ كثيراً لكني لم أتأثر بالدرجة التي تجعلني أميل لكتابات أحد بعينه.
-البعض يكون عنده رغبة أن يتعاون مع فنان غنائي حتى تظهر كلماته للنور ..هل لدي حصة رغبة بالتعاون مع بعض الفنانين؟
-لا تهمني الشهرة بقدر ما يهمني أن كتاباتي تظهر كتجربة نسبية أحاول من خلالها أن أشكل إضافة ما في مسيرة الشعر العربي.
-جميل جدا..
وخير صديق في الزمان كتاب .. هل كان الكتاب صديقك المقرب؟ وما هي الكتب التي تفضلين قراءتها وتزينين بها مكتبتك؟
-فعلاً الكتاب خير صديق
قراءة القرآن الكريم من أولى أولويات القراءة
ومن ثم الكتب الأدبية التي تزخر بها المكتبات وخاصة الأدب الحديث كشعر التفعيلة والذي يستهويني كثيراً أو ما يسمى بالشعر الحر وأقرأ لنزار قباني وغازي القصيبي ومحمود درويش وغيرهم من رواد التجديد في شعرنا العربي كما أحب اقتناء الكتب الأدبية الغنية بمادتها وأبحث عن الجديد منها.
-هل لدى الشاعرة حصة شخص محدد تحب أن يكون أول من يطلع على قصائدها؟
-لا يوجد أحد على وجه التحديد ولكني أفضل أن كل متذوق للأدب يقرأ لي وأرحب بالنقد البناء.
-هل شاركت بقصائدك في المهرجانات الأدبية أو غيرها من المناسبات؟
-لم يتسنى لي حتى الآن المشاركة بقصائدي في أي مناسبة وأراني أكتب لذاتي قبل كل شيئ وانشرها كمشاركات المنتديات الأدبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وقد
لاقت قصائدي قبولاً حسناً من أغلب الشعراء والنقاد الذين اطلعوا عليها وقد نصحوني بجمعها في ديوان لحفظها من الضياع، ترددت كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة
وبعد قناعتي بنصيحة الأخوة والأخوات الأصدقاء قمت بجمع كتاباتي المتناثرة وفرزها وتنقيحها وطباعة أول ديوان منها.
-ماشاء الله..
ماهي العثرات التي واجهتك وتغلبت عليها بدون تراجع للوراء وأكسبتك القوة للوصول لمبتغاك حتى أصبحت على ما أنت عليه الآن؟
-حدثتك مسبقاً أن الكتابة عندي هواية أشارك بها في المنتديات الأدبية ولم تواجهني أي عقبة بل تسير الأمور على أفضل حال فأنا لم أخطط أو أسعى للشهرة* فالأصدقاء والصديقات المهتمين بالأدب وبعض الشعراء والنقاد الذين أثق برأيهم هم الداعم الأكبر في التشجيع والتوجيه
فسارت الأمور بدون تخطيط مسبق
_ ماذا اعطاك الشعر وماالذي اخذه منك؟
الشهرة لا تأخذ بل تعطي ،تعطي علاقات واسعة وتوسع المدار المقتصر* على الأسرة والمحيط الضيق إلى المجتمع الواسع وتجعل التعايش أكبر مع فئات مختلفة وشرائح واسعة ..
أما الشعر فقد جعلني مرهفة الحس أشعر بالناس وقضاياهم وأحوالهم
أهتم بالتعبير عن حاجاتهم والتخفيف من معاناتهم.
-قبل أن ننهي حوارنا هذا نريدك أن تختاري نصًا من نصوصك كهدية منك وبطاقة تعريف بينك وبين* قراء* الصحيفة؟
-بكل سرور..
"أطيافُ ذكرى
تعتلي تلكَ الصباحاتِ
المؤنَّقةِ الجميلة
أشرقتْ بغناءِ عشقٍ
لا حدود لهُ كأحلامِ النجاحْ
صبحٌ بهِ..
تتفتَّحُ الأزهارُ ضاحكةً
ويضحكُ فيهِ ثغرُ الياسمين
وتُخلَّدُ الضحكاتُ أطواقَ الحنين
وتحيكُ من ألقِ الشموسِ
دثارَ دفءٍ* ..
يرتدي إشراقَهُ الفجرُ الحزين
فعلى ولادتِه سيشتعلُ الصباحْ
صبحٌ تلألأ منجماً للحبِ برَّاقاً
وليس يناله صدأُ المشاعرِ
إنَّهُ لا ريبَ فيه
إذا تسلِّقَ قمةَ الأشواقِ مختالاً
يُحلقُ في مسافاتِ الغرامِ
بلا جناحْ
صبحٌ نما..
ورداً على الأغصانِ
آتٍ من خيالِ الشمسِ إشراقاً
ليلثمَ نورهُ الفنانِ ألحاناً
فيَطْرَبُ حين تطربُ من أغانيهِ
هُتافاتِ القلوبِ بلا صياحْ
صبحٌ بهِ..
نبضاتُ أنغامٍ
على أوتارِ ضوءِ الشمسِ
طائفةٌ بهِ
حتى استطابَ حكايةً
جدَّلتْ ضفائرَ من خيوط النورِ
تُبدءُ من أشعتها
فتصمتُ شهرزادُ الروحِ
عن قولٍ مباحْ
لكن على رغمِ السراديبِ العميقةِ
ظلَّ متقداً
ولمْ تطفئْه طعناتُ الرماحْ."
من ديواني "رضاب حنين"
- على ذكر ديوانك الشعري رضاب حنين أحببت أن أسألك عن حضور هذا الديوان وموعد توقيعه؟
-توقيع الديوان سيكون بمشيئة الله
في معرض الكتاب بجدة
يوم الأحد
١٨/١٢/٢٠١٦
- كلمة أخيرة تودين قولها في ختام هذا الحوار؟
-- أحب فقط أن أتوجه بكل آيات الشكر والتقدير لك أنت أختي حصة بنت عبدالعزيز وأحب أن أنوه أنه قد يلتبس على القارئ التشابة بيني وبينك في الاسم ولكن وجدت بالإضافة إلي ذلك تشابه في الأرواح جعلني سعيدة بالتعرف على شخصيتك الرائعة .. كما أتقدم بالشكر لصحيفتكم الرائدة لإتاحة هذه الفرصة الثمينة والشكر موصول كذلك لقرائها الكرام.
-- وأنا بدوري أشكرك على سعة صدرك وجمال روحك وعلى كل صفاتك النبيلة التي لمسناها من خلال هذا الحوار كما اشكرك على هذه المساحة المشرقة الى التقيتك فيها واستطعت من خلالها تسليط الضوء على تجربتك الثرية بالإبداع الشعري .. أمنياتي لك بمزيد من التألق والنجاح