بواسطة :
04-10-2014 09:22 صباحاً
11.3K
المصدر -
الغربية - حوار واعداد : أ. عبد العزيز الحشيان :
**
ابتعاث الطلاب السعوديين *رحلة إلى المجهول!
علي بركة الله نبدأ مع ضيف يستحق منا كل التقدير والاحترام؛ فقد أجبرتني متوالية الانتظار بعدد كبير من المثقفين الكرام نلتقي بهم في صحيفة الغربية *الذي يرقي بطموحكم جميعًا.*
نقدم لكم الضيف الكريم، ونتعرف منه علي الوجه الآخر له بثقافته، ولنستزيد من علمه وخبرته العملية وأنشطته؛ هناك رموز جديرة بنا في هذا الوطن الغالي علينا أن نغوص في أعماقهم؛ لنتعلم منهم.
* وإن الحوارات الجانبية لا تعطي الصورة الحقيقية للأساتذة والمفكرين؛ حيث يتم الحكم عادة من وجهة نظرنا علي الاجتهاد والتخمين، وهنا لن نصل إلي الحقيقة؛ فيجب أن نقدر الجميع دون استثناء لأنهم يمتلكون الخبر والعلم، وحقًا علينا أن نقدمهم لكم في إطار من الحوار أمامكم كل أسبوع؛ لنستفيد من ثقافتهم .
نرحب بضيفنا؛ فأهلًا وسهلًا بك سعادة الدكتور /جمعان الغامدي
*س/ هل من الممكن أن نتعرف على السيرة الذاتية لسعادتكم ؟
السيرة الذاتية : د. جمعان مسفر الغامدي من مواليد منطقة الباحة. أسكن بمدينة الطائف حاليًا، متزوج ولي ثلاث بنات ومن الأبناء أربعة حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم والرياضيات بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى. حاصل على درجة الماجيستير في الإدارة التربوية والتخطيط بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى. حاصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة في التربية مع درجة التفوق العلمي. عملت في مجال التعليم العام والجامعي بالمنطقة الشرقية والباحة ومكة والطائف معلمًا ومحاضرًا ومشرفًا تربويًا، ورشحت لمناصب قيادية عدة كمساعد لمدير التعليم ومدير للتعليم وعميد للكلية وكذلك عضو في مؤسسات علمية وجامعية داخلية وخارجية.
. بادئ ذي بدء نحييكم بتحية الإسلام الخالدة تحية أهل الجنة تحيتهم يوم يلقونه سلام؛ فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أحبتي ما أحلى أن نلتقي هنا في صرح من صروح المعرفة نتبادل فيه الفكر والرؤى، ونفيد ونستفيد من الخبرات المكتنزة والتجارب الرائعة لبعضنا .
*ثم إنني أقف شاكرًا، بل وخجلنا في وصف وتقديم أخي عبد العزيزالمتألق عِلمًا وخلقًا لشخصنا المتواضع ونستعرض محاور اللقاء من خلال صحيفة الغربية
( وعنوانه موقف وحوار )*********
*س1/مشروع خادم الحرمين الشريفين أصبح واقعًا ملموسًا لطلابنا وطالباتنا اليوم؛ فكيف تنظر سعادة الدكتور لهذا التطلع في تنفيذه من جميع الجوانب المستقبلية ؟
١- نعم لقد أضحى مشروع سيدي خادم الحرمين الشريفين للابتعاث واقعًا ملموسًا، بل إيجابًا وفخرًاً وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته. أما نظرتي لهذا؛ فهي نظرة المواطن الفخور بوطنه وبملكه، وأرى في ذلك إحداث نقلة نوعية وتغير نوعي في بنية المجتمع واقتصاده وتعليمه، بل وفي مسار نهضته الشاملة ؛ فقد خلق نوعًا من التوازن في مخرجات التعليم،* وتوافر اختصاصات تقنية حديثة يحتاجها الوطن وتُواكب التقدم الحضاري والتكنولوجي.
س2/ هناك بين المؤيد والمعارض لهذا الأمر من قبل ولاة أمور الطلاب ما رأيكم بهذه النظرة ونأمل توضيح ذلك لمتابعينا من خلال البرنامج ؟
٢- أخي الحبيب هناك من هو مؤيد وهناك معارضون كُثر، وهذه ظاهرة تتواجد عند إحداث أي تغيير .
*وأذكرك والأخوة بنظرية مقاومة التغيير, وهذا يعود إلى سوء فهم الفئة المعارضة، وخوفهم على أبنائهم وبناتهم .
*حيث إن الفئة العمرية الأقل سنًا أصبح يُشكل هاجسًا مجتمعيًا كون هذه الفئة تمر بمرحلة تحول هامة وخصائصهم الفسيولوجية متضاربة، وقد ينتج تعرضهم لصدمة ثقافية نتيجة تواجدهم في محيط اجتماعي مختلف تمامًا. أيضًا تخوفهم من اكتساب عادات وتقاليد تتنافى مع الدين الإسلامي, ولكن ولله الحمد أثبتت التجارب عكس ذلك، وعاد بعض أبناؤنا وبناتنا وهم أكثر تسلحًا بدينهم ورجولتهم وما شابه ذلك, وأدلل على ذلك بابني أحمد؛ فقد عاد ولله الحمد وهو أكثر التزامًا وتعقلًا .
*س3/ تختلف الثقافات والفكر من مجتمع إلي آخر ما أثر ذلك علي توجهات طلابنا وطالباتنا في المستقبل؟
٣- نعم هناك اختلاف في الثقافات والفكر والعادات والتقاليد من بلد لآخر، وربما كان هذا من أهداف البرنامج؛ حيث يتم الاطلاع على ثقافة الآخر والاندماج واكتساب المفيد منها, علمًا أحبتي أن في كل دولة ملحقًا ثقافيًا ورابطة طلابية، ومراقبة لسلوكيات أبنائنا وبناتنا!!
بعيدًا عن التقوقع؛ فالهدف منها أيضًا الانفتاح على الآخر واكتساب ما من شأنه مواكبة التطور التقني.
س4/هل هناك تخصصات لا يوجد لها أقسام داخل الجامعات السعودية والمملكة بحاجة ماسة لها ؟
4- نعم هناك تخصصات وتخصصات دقيقة جدا ليست موجودة لدينا وإن وجدت فبشكل مبسط أو كنواة، ولكن في تلك الدول تجد التخصصات الدقيقة والمختصون الذين معظمهم يحمل درجة برفيسور، وأيضًا المعامل المجهزة بملايين الدولارات؛ فهناك أحبتي ينفقون على البحوث العلمية والاكتشافات، وما شابه ذلك ملايين من الدولارات, ويمكن ظهور بروز للنوابغ من أبنائنا وبناتنا إذا توفرت لهم البيئة المناسبة!
س5/ هل يتناسب عدد الطلاب والطالبات المبتعثين للخارج مع برامج التنمية للمملكة والنظرة المستقبلية لها؟
5- أحبتي أخي عبد العزيز في هذا لي رأي قد يكون مختلفًا أحبتي,***** لو لاحظنا عدد طلابنا وطالباتنا المبتعثين إلى الآن (٥٠) ألفًا وعدد الخريجين هنا، والذين لم يتم توافر الفرص الوظيفية المناسبة لهم، وهذا قد يكون سوء تخطيط أو النظرة المستقبلية البعيدة المدى غير مدروسة جيدا؛ حيث إن جامعاتنا للأسف تصنع البطالة المقنعة من خلال الزج بمخرجات لا تتناسب مع متطلبات سوق العمل. ذات يومًا كنت في مؤتمر عمداء القبول والتسجيل في جامعات الخليج، وقدمت ورقة عمل حول عدم ملائمة مخرجات الجامعات لسوق العمل.
*
أيضًا لو نظرت لجامعاتنا جميعها تقع تحت مسمى الجامعات التقليدية مع العلم أحبتي أن هناك (1٧) نوعًا* من الجامعات في الغرب؛ فمنها الجامعات المنتجة والجامعات المتحالفة مع القطاع الصناعي والجامعات الممنوحة أراضيها، ويؤكد ذلك رسالتي في مرحلة الدكتوراة كانت بعنوان*( بدائل الجامعات التقليدية ) !
س6/ الطلاب الذين تخرجوا من الجامعات داخل المملكة لم يجدوا فرص العمل ماهي رؤيتكم؟ وهل سوء الاختيار في التخصص له دور في البطالة؟
6- كما ذكرت سابقًا ليس هناك توافق بين متطلبات سوق العمل ومخرجات التعليم الجامعي؛ فهناك أجيال تخرجت ولازالت بدون وظائف منذ سنوات، وفي المقابل هناك تخصصات يتم التعاقد عليها للأجانب. ليس هناك قدرة على اتخاذ القرار الملائم في الوقت الملائم لمعرفة التخصصات المطلوبة، وإغلاق أخرى فيها اكتفاء وتشبع. الأمر الذي أوجد نوعًا من البطالة المقنعة!
س7/ نلاحظ الكثير من خريجي الجامعات أثناء التوظيف وتوجيههم للعمل لم يمارسوا عملهم التخصصي ما هو منظوركم لهذا الجانب ؟
٧- فعلًا هناك خريجين لم يمارسوا تخصصهم لكنهم ليسوا بالكثرة، ولكن لو نظرنا لتأثيرهم على زملائهم أصحاب التخصص؛ فعندما يجدوا أن من يشغل مكانهم شخص غير متخصص هنا يصابون بالحسرة والألم. وذلك يعود إلى سوء التخطيط والقرارات العشوائية!
هناك أيضًا فجوة بين ديوان الخدمة المدنية والجامعات.
س8/ هل هناك تنسيق بين خريجي الجامعات وسوق العمل رجاء توضيح ذلك مع الشكر ؟
٨- ليس هناك للأسف تنسيق بين سوق العمل وعمداء القبول والتسجيل، *وقد أشرت لذلك سابقًا الله يحفظك!
علما أن خطط التنمية تؤكد على ذلك، لكن ليس موجودًا على أرض الواقع، وهذا مما زاد الفجوة بين مخرجات لا تتلائم مع سوق العمل وبين أهداف خطط التنمية، وطالب لا يبحث إلا عن كرسي في الجامعة!
س9/ هل اللغة الأجنبية تعتبرعائقًا لطلابنا وطالباتنا أثناء الابتعاث في إكمال دراستهم *على عكس المجتمعات الأخرى ؟
٩- نعم إنها العقبة الكئود، والتي بسببها عاد الكثيرمن المبتعثين أدراجهم أو تجاوزوا المدة النظامية للتخرج، أو عمدوا إلى تغيير التخصص أو الجامعة، والسبب يعود في ذلك إلى الأساس الذي أراه إنه يساوي صفرًا!
س10/ ماهي ملاحظاتك علي البرنامج ومقدمه (تلميذك) بشفافية مطلقة؛ حتي نرتقي بتقبل النقد بعيدًا عن الشخصنة في هذا النادي (نادي الحوار الثقافي) ؟
*١٠- أخي عبد العزيز لا مجاملة ولا تملقا يعجبني الرجل الذي يملأ الكرسي الذي يشغله فكرًا وعلمًا وخلقا، بل وملمًا بجوانب وخفايا المهام الموكلة إليه، وهذا ما وجدته ولمسته في شخصكم الكريم بارك الله فيك وفي علمك ونفع بك, ممتن لك جدا, وقد تكون إجاباتي لن تفي بما تصبوا إليه والأخوة المتابعين، ولكن تقبلوا من أخوكم جهده المقل!
أما السؤال الذي وددت طرحه : هل ترى وضع رؤية استراتيجية لآلية الابتعاث ومخرجات التعليم العالي تتوافق مع خطط التنمية وسوق العمل؟
وهنا أقول وبسم الله أبدأ : لكي نقضي على السلبيات، ودعم الإيجابيات أود الإشارة للنقاط التالية :*
1- ربط خطط وسياسات وأهداف برنامج الابتعاث والقبول بالجامعات بخطط التنمية في مملكتنا الحبيبة.
2- السماح للجامعات العالمية ذات الشهرة والقوة العلمية بفتح فروع لها في المملكة.
3- مطالبة جميع المبتعثين بنشر ثقافة الإسلام في بلاد الغرب بكل الوسائل الممكنة.
4- إغلاق التخصصات التي تؤدى إلى البطالة وتساعد على نشرها.
5- زيادة مخصصات الطلاب المبتعثين وعوائلهم؛ حتى يعيشوا بكرامتهم بعيدًا عن ذل السؤال أو تحمل الديون التي يجدونها تنتظرهم بعد عودتهم.
*
وفي الختام أتمنى أن أكون قد وفقت في كل ما رغب به أخي القدير وقراء "صحيفة الغربية*"*، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين!
*شكرا للدكتور * جمعان الغامدي *