المصدر -
رعى أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، الملتقى الرابع عشر للجان التنمية الاجتماعية الأهلية بمنطقة القصيم "تنمية وعي" الذي نظمته لجنة التنمية الاجتماعية بمحافظة عيون الجواء، بإشراف من فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمنطقة، وذلك في ميدان الاحتفالات بالمحافظة.
وشدد أمير القصيم، في كلمته التي ألقاها في حفل الملتقى على ضرورة احتواء الشباب وتدريبهم وتمكينهم، والفتيات أيضا لتمكينهن للعمل عن بعد، ودعم مخرجات الأسر المنتجة، مؤكدا أنه لا تنمية للوعي بدون احتواء للشباب الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل.
وقال الأمير: لا يمكن أن نوصل رسالة الوعي وتنميتها إلا من خلال الاحتواء بالتي هي أحسن "، مؤكدا أهمية بدء وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالتوعية بما تقدمه الدولة من جوانب إنسانية عدة، ودعا سمو أمير منطقة القصيم إلى إيجاد آلية من خلال توقيع مذكرة تفاهم أو اتفاقية تعاون مشتركة بين لجان التنمية الاجتماعية وإدارة التعليم والأمانة وبلدياتها لإيجاد مخرجات لعمل الشباب، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون لجان التنمية شريكا أساسيا في توفير فعاليات الشباب، وأن تمارس طريقتها بعيدا عن الرسمية التي تنفر المجتمع منها، بإيجاد مناشط غير منهجية للشباب وبالأسلوب المحبب لهم، وأن يعطوا الأبناء حرية التعبير عن آرائهم والاستماع إليهم.
وأكد أهمية توعية الشباب بالأمن الفكري وتحصينهم عن التطرف والغلو وإيجاد مبادرات وحملات للتوعية، مفيدا أن للمعلمين والمعلمات دور كبير في ذلك، مشددا على ضرورة توعية الشباب والفتيات من محاذير وسائل التواصل الاجتماعي ومستجدات العصر والغزو الفكري، الذي أصبح سهلا ويصل لداخل البيوت، إذ أننا لا نستطيع أن نوقفه بسبب وسائل التقنية الحديثة، كونه يُعد أشد وأخطر تأثيرا، لأنه يلعب دورا في تغيير الأفكار والقيم والمفاهيم بأسلوب تراكمي، وبطرق خفية لا شعورية، مما يدفع الفرد إلى ارتكاب أعمال إرهابية أو إجرامية.
وأشار إلى أهمية توجيه الشباب والفتيات للسلوك القويم والبعد بهم عن مزالق الردى والانحرافات الفكرية والتقليد الأعمى الذي قد يؤدي بهم إلى الهاوية، والمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب وغيرهم من الغزو الفكري، وتحصينهم ثقافيا من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعي الأمني والثقافي، لإبعادهم عن الوقوع في الجريمة والخروج على الأنظمة والقيم والعادات والتعاليم الدينية السليمة، فالكل مسؤول عن حماية نفسه وأهله وليس فقط الأجهزة المعنية.
بدوره قدم محافظ عيون الجواء محمد بن حجاج في كلمة ألقاها شكره وتقديره لأمير منطقة القصيم على رعايته للملتقى، متمنيا أن تحقق لجان التنمية أهدافها وترسم بناء المجتمع من خلال برامجها التنموية التي تدعم مسيرة البناء في وطننا المعطاء. وعد مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالقصيم تركي المانع، لجان التنمية الاجتماعية عنصرا من العناصر الأساسية للاستقرار والنمو الاجتماعي، مشيرا إلى أن المنطقة تحتضن 50 لجنة للتنمية الاجتماعية، نفذت أكثر من 700 مشروع اجتماعي، وتحظى بدعم من الدولة يصل 25 مليون ريال، مثمنا ما تقدمه الدولة تجاه الوطن والمواطن لتحقيق رفاهيته وأمنه.
من جانبه، أوضح المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمنطقة القصيم الشيخ الدكتور خالد المصلح في كلمة ألقاها، أن تنمية الوعي هي بناء الإنسان بناء سليما، لافتا النظر إلى أن الضروريات الخمس هي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، في جميع الرسالات إذ تؤكد العناية بها. وأشار إلى أن من أهم ركائز الوعي هو الوعي الأمني ففيه يتحقق السلام في شتى الأمور، مؤكدا على أن الأمن هو ركيزة أساسية لا بد من تعاضد الجميع وليست مسؤولية الجهات الأمنية فقط.
وقال وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية الاجتماعية الدكتور سالم الديني: إن الوزارة تعمل على تمكين قطاع التنمية الاجتماعية في مختلف المجالات، مفيدا أن الأمن والتنمية متلازمان للاستقرار، حيث حاجة الإنسان الأساسية هي الأمن الغذائي والأمن المجتمعي، فبهما يستطيع الإنسان أن يحقق درجات العطاء والتنمية والعمل، وهي المكونات الرئيسية للحياة المجتمعية، مشيرا إلى أن هناك دور رئيسي ومهم للجان التنمية الاجتماعية تجاه المواطنين، مشيدا بما تبذله الدولة من جهود لقطاع التنمية الاجتماعية، مقدما شكره لأمير منطقة القصيم على ما تحظى به لجان التنمية من دعم مستمر. إثر ذلك، كرم أمير منطقة القصيم المشاركين في الملتقى، والموظفين والموظفات المثاليين بلجان التنمية الاجتماعية بمنطقة القصيم. حضر الحفل صاحب السمو الأمير متعب بن فيصل الفرحان، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، ووكيل الإمارة عبدالعزيز بن عبدالله الحميدان، ووكيل الإمارة المساعد للشؤون التنموية الدكتور عبدالرحمن الوزان، وأمين المنطقة المهندس محمد الدوسري، وعددا من المسؤولين بالمنطقة، وأهالي وأعيان محافظة عيون الجواء.
في نهاية الحفل دشن الأمير الدكتور فيصل حملة تنموية وعي على مواقع التواصل الاجتماعي التي نظمته لجنة التنمية الاجتماعية بمحافظة عيون الجواء تحت وسم #وعيك_أمنك، ثم كرم المشاركين في الملتقى والمتميزين من الموظفين واللجان في المنطقة.
وقد صاحب الملتقى عدد من الفعاليات إذ أقيمت في قاعة التدريب بجامع الملك فهد بمحافظة عيون الجواء الساعة 4:30م دورة تدريبية لمنسوبي ومنسوبات لجان التنمية الاجتماعية بالقصيم قدمها الدكتور محمد السيف مدير عام جمعية أسرة ببريدة وعضو هيئة التدريس بجامعة القصيم وحضرها ما يزيد على 180 من منسوبي ومنسوبات اللجان. ومتزامنا مع هذه الدورة قدم الأستاذ هاني بن إبراهيم الغفيلي مستشار وزير الثقافة والاعلام والمتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والاعلام دورة تدريبية مفتوحة على مسرح ميدان الاحتفالات عن إدارة مواقع التواصل الاجتماعي حضرها ما يقرب من 150 متدربا. كما عقد منسوبو ومنسوبات اللجان لقاء جمعهم بمسؤولي التنمية الاجتماعية بالمنطقة وناقشوا المواضيع الاجتماعي وما يواجههم في العمل التنموي بالمنطقة.
وصحب ذلك معرض مصور لمشاريع اللجان في المنطقة في بهو ميدان الاحتفالات، وشارك العديد من ضيوف الملتقى في استديو الملتقى.