المصدر -
حذرت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، من أنها مستعدة لشن ضربات جديدة ضد النظام السوري غداة قصف قاعدة «الشعيرات» الجوية التابعة له في حمص، الأمر الذي علقت عليه روسيا بأنها «كانت على وشك الاشتباك مع واشنطن»، وأثار غضب إيران وترحيباً خليجياً وغربياً.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكلي هايلي أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك: «نحن مستعدون للقيام بالمزيد، لكننا نأمل بألا يكون ذلك ضروريا».وكانت تتحدث خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن، خصص لمناقشة أول عمل عسكري تقوم به واشنطن ضد نظام بشار الأسد منذ اندلاع الحرب السورية قبل ستة أعوام.
وتم توجيه الضربة بعد ثلاثة أيام من هجوم كيميائي استهدف بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد، التي تسيطر عليها المعارضة، وأثار صدمة دولية، مع اتهام دول غربية عدة النظام السوري بشنه.
مشارف الاشتباك
وأثارت الضربات الصاروخية الأميركية غضب روسيا، وقال ممثل موسكو في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف خلال اجتماع مجلس الأمن:
«إن الولايات المتحدة هاجمت أراضي سورية ذات السيادة. نعتبر هذا الهجوم انتهاكاً صارخاً للقانون الدولية وعملاً عدوانياً».
لكن الرد الأقوى من روسيا جاء على لسان رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، بأن بلاده وصلت إلى مشارف الاشتباك مع واشنطن عقب الهجوم.
واعتبر مدفيديف القصف الجوي الأميركي مخالفاً للقوانين الدولية، وأن بلاده وصلت بذلك إلى «مشارف الاشتباك العسكري».
في المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى حل «سياسي» في سوريا.
بين الترحيب والإدانة
نفذ الجيش الأميركي، بأمر من الرئيس دونالد ترمب ضربة صاروخية على مطار الشعيرات في محافظة حمص؛ رداً على «هجوم كيميائي» اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه في مدينة خان شيخون في شمال غرب البلاد الثلاثاء.
وكان ترمب قد وجه خطاباً إلى الأمة من منزله في فلوريدا بعد بدء الضربة، وصف فيه بشار الأسد بـ «الديكتاتور». وقال: «باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة».
وتابع: «من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة».
ورحب الائتلاف السوري المعارض وفصائل مقاتلة بالضربة الأميركية، ودعا المعارضون إلى استمرار الضربات ضد نظام الأسد.
وقال محمد علوش، المسؤول الكبير بالمعارضة السورية، على تويتر: «ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 26 مطاراً تستهدف المدنيين».
لكن موسكو أعلنت الجمعة تعليق الاتفاق مع واشنطن، الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الأجواء السورية، بعد الضربة الصاروخية الأميركية.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأن الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري «عدوان على دولة ذات سيادة»، محذراً من أنها تلحق «ضرراً هائلاً» بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
وأعلن الجيش الروسي الجمعة أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.
ودانت إيران بدورها «بشدة» الضربة الأميركية على قاعدة عسكرية للنظام السوري.
ومساء الجمعة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلتين أقلعتا من المطار العسكري السوري الذي تعرض لضربات صاروخية أميركية الجمعة وشنتا غارات.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضربة الأميركية «غير كافية»، قائلا: «نرى أنها خطوة إيجابية ملموسة ضد جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد بالأسلحة الكيمائية والتقليدية»، وتمنى أن تكون مجرد بداية لخطوات مقبلة.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى مواصلة العملية الأميركية.
كما أيدت ألمانيا واليابان وبريطانيا وكندا والبرلمان الأوروبي وإسرائيل الضربة الأميركية، وكذلك السعودية ودول خليجية أخرى والأردن.
ودعت الصين إلى «تفادي أي تدهور جديد للوضع» في سوريا، منددة بـ «استخدام أي بلد» لأسلحة كيميائية.;