المصدر -
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إن بلاده حريصة على أن تقدم نموذجاً يقتدى به لحماية الحقوق والحريات المشروعة بما يتوافق مع القيم الإسلامية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، الأحد، في افتتاح المؤتمر الدولي الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان "الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومُحْكَمَات الشريعة"، ويستمر لمدة 3 أيام، وفقا لـ "الأناضول".
وشارك في المؤتمر، الذي أقيم في مقر الرابطة بمكة المكرمة، عدد من العلماء بينهم رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز، ومفتي عام السعودية رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ.
وأعرب في كلمته*عن أمله أن "يسهم هذا المؤتمر بإضاءات مميزة تتعلق بموضوعه، تزيل الشبهات حول منهجنا الإسلامي التي تنشأ غالباً عن فهم قاصر أو تصور خاطئ لحقائق الإسلام، أو اندفاع غير متوازن في الرؤى والتصورات جهلاً أو عمداً".
وأكد أن "المملكة تحرص على أن تقدم أنموذجاً يحتذى لحماية الحقوق والحريات المشروعة، وتحقيق الرفاه والتنمية الشاملة للمجتمع، بما يتوافق مع القيم الإسلامية، ويحافظ على الأمن المجتمعي والتألف بين أفراده، ويعزز التمسك بدينه، والثقة والوئام بين المواطن والمسؤول".
وأضاف: "نتمنى من ذوي الاهتمام بالشأن الإسلامي، والمؤثرين في مجتمعاتهم أن يركزوا على إبراز المزايا التي يقدمها الإسلام في الحفاظ على كرامة الإنسان، والحرص على إسعاده وتنمية الفضائل فيه، وتوجيهه نحو الخير والنفع والتأثير الإيجابي، وأن يعرضوا حقوق الإنسان في صورتها المترابطة الكاملة حقوقاً وضوابط".
من جهته، أكد "غورماز" في كلمة نيابة عن المشاركين في المؤتمر أن "الإسلام يتكون من مجموعة من المبادئ والكليات والثوابت والمحكمات والمثل العليا التي خرجت إلى حيز الوجود واكتملت بالتدريج مع نزول الوحي لمناسبات إنسانية متغيرة ومتطورة".
ولفت إلى أن "الحياة في الفكر الإسلامي ليست راكدة ولا جامدة بل ظاهرة حية ومفعمة بالحركة المستمرة، والإسلام طريق وصراط وشريعة وليس محطةً أو منزلةً من منازل الطريق".وأكد أن "الحضارة الإسلامية هي حضارة كلام، والكلام لباس للمعنى، والمعنى نواة للفكر، والفكر دعامة يبنى عليها صرح الحياة بكل جوانبها".
أما الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد بن عبد الكريم العيسى، فنوه في كلمته بـ"أهمية الموضوع الذي اختاره المجمع الفقهي لهذا اللقاء؛ لأن العصر الذي نعيش فيه عصر التجاذبات الفكرية والاستقطابات الثقافية من كل لون، والافتتان بالتطورات والتغيرات التي تستهدف كل شيء في حياتنا".
وأكد أن "الحرية من أهم القيم الإنسانية، وأن أشق ما يتعرض له الإنسان في حياته مصادرة حريته، وأن تصير تصرفاته وقراراته بيد غيره، أو تكون مرتهنةً للقيود والرقابة، فيجبر على أن يقول أو يفعل ما لا يريد، أو يمنع أن يقول أو يفعل ما يريد".
وفي كلمته، حذر مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ "المسلم من أن يجعل عقله وهواه حاكماً على ما يثبت بنص القرآن الكريم أو ثبت في السنة النبوية المطهرة".