المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
بواسطة : 08-03-2016 11:19 صباحاً 8.5K
المصدر -  

د. حياة الهندي

دكتوراه في علم دراسات الأسرة _ إرشاد وإصلاح أسري _ الإرشاد السادس: ـ

*

إنّ التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والتعليمية والصحية التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال العقود الأخيرة جعلت من المملكة دولة متحضرة ، وأدخلت عليها قيم وثقافات غربية وغريبة على مجتمعاتنا ، واجتاحت الحياة المادية قيمنا* الأسرية والمجتمعية وحولتها نحو الفردية والأنانية والمادية وهنا مكمن الخطر وموضع الألم ، فما يليق بمجتمع أصيل له ضوابطه الدينية وقيمه الإجتماعية أن تكونوا نظرته بائسة نحو القيم الاستهلاكية فيقتني مايحتاج ومالايحتاج بدعوى إظهار التحضر والمدنية ، ولم يضبط حياته بما أمره الله به في كتابه (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) سورة الفرقان

ومن لم يتحقق له إظهار ذلك يفتعل المشاكل أو يسلك الطريق المعوج للحصول على المال وتحقيق مآربه لإشباع نهمه* المادي ونزعاته الاستهلاكية ، وماذاك يليق بالنفوس الأبية الملكية فالملوك تبحث عن الحب .

*فليعزز الزوجين قيمة الحب وينتصروا له ، ولايركضوا وراء الشهوات المادية فالركض خلفها طاقة سلبية تؤثر على القيم الأصيلة لمجتمعاتنا وأسرنا ويساهم في ظهور كثير من الانحرافات وما نشهده من انحرافات تطفو على واقع مجتمعنا تعبث بأمنه واستقراره لانستبعد أن يكون الهدف منها مادي أو انعكاس لتربية مادية بحتة عُدم فيها تعزيز القيم الإسلامية الصحيحة وضبط واقع الأسرة من خلالها .

فينبغي على الزوجين أن ينتصرا للحب والقيم والمثل العليا دوماً وأبدًا فبها تنتصر الشعوب وترقى الأمم، وألا يجعلا محور حياتهما المادة وهذه النزعات الاستهلاكية أو الهياط ، وأن يحرصا على تنظيم ميزانية الأسرة بحيث يتفقان معا على التخطيط المسبق لمصروفاتهما ومدخراتهما وللأمور الطارئة.* فالحياة الزوجية أجمل وأهنأ عندما يكون هناك تخطيط وقرارات مشتركة وبعد ذلك التزام من الطرفين.

فكثير من الانهيارات الأسرية كان سببها عدم التنظيم المالي الذي أوقع الأسرة بديون أو وقف عاجزًا أمام تحقيق كثير من مطالب الأسرة .

* ومما يلاحظ في مجتمعاتنا حاليًا سعي الشاب للارتباط بامرأة عاملة وحرصه على ذلك وله في هذا أسبابه التي لاننكرها عليه ، و إذا أبدعت المرأة في الموازنة بين حياتها الأسرية والعملية بحيث لايطغى جانب على جانب فلا ضير، ولكن إن طغى جانب العمل على الأسرة فلا ترجيح لأي جانب أمام جانب الأسرة فهنا الأولوية والمسؤولية فكل راع مسئول عن رعيته .

وهنا نهمس للزوج فنقول له : حتى وإن كانت زوجتك ارتضت أن تشاركك في الإنفاق فلا تبخل عليها بالعطاء ولاتُقل أنّ معها مايكفيها حتى لاتنطفئ جذوة رجولتك وقوامتك أمامها فتتسرب إليها مشاعر سلبية ضدك ويقل مخزون حبها لك وتذكر دومًا* أبدً ا قوله تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنّ َ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) سورة النساء

وتذكر إحدى الزوجات أنّ كثير من المشاكل سببها* أن الرجل أصبح* لاينفق عليها* متعللاً بحجة أن معها مايكفيها وهي تستاء من ذلك ولو سُألت هل معك مايكفيك ؟ قالت : نعم وزيادة لكنه شعور مختلف أن يمنحني هو حتى ولو كان قليلا فهذه هي قوامة الرجل وهذه أنوثتها

ولكي تذكي حياتك أيها الزوج ولكي تسعدي أيتها الزوجة لاتجعلا حياتكما المادية والركض وراءها هي *قضية حياتكما بل تعاونا وتشاركا وكونا معا رفيقين بعضكما فأنتما رفقاء درب ، روضا أنفسكما على العطاء والقناعة فليست السعادة تقاس بارتياد المطاعم الفاخرة ، أو باقتناء الماركات الباهظة ، ولا بسكنى القصور العالية ، فالسعادة أن تجعلا من حياتكما نموذجاً يحتذى وحياة تدار بطريقتكما وفكركما المنضبط بشرائع دينكم لاكما يريدها الغرب ويسعى حياة مادية استهلاكية مردودها له وعلينا ، وليتلمس أولادكما طريقتكما في الحياة فتنمو الأسر وتستقر وتطمئن وتهدأ فينمو المجتمع ويستمر.* ففي سنن الترمذي (عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له )

نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله لنا قائدا ودليل وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم. إن أحسنّا فمن الله وإن أسأنا فمن أنفسنا والشيطان واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين.