بواسطة :
10-01-2016 07:03 مساءً
6.9K
المصدر - غرب ـ واس*
مضى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ توليه مقاليد الحكم في الثاني من شهر ربيع الآخر لعام 1436هـ قدمًا بمسيرة الوطن التي سبقه فيها إخوانه، ولم يألو جهدا في ذلك رغم تعدد نشاطاته في المجالات المختلفة على المستويين الداخلي أو الخارجي.
وبرزت رعايته بافتتاحه المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مدشنًا خلال الحفل مشاريع الجامعة المنجزة التي شملت مبانٍ تعليمية في كل من المدينة الجامعية بالرياض وفروعها ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، كذلك المشروعات الخدمية والتقنية المتمثلة في ثلاث مراحل من إسكان أعضاء هيئة التدريس، ومواقف متعددة الأدوار للطلاب ومشروعات البنية الأساسية للاتصالات والأنظمة الإلكترونية بقيمة إجمالية بلغت حوالي ثلاثة مليارات ومئتين وخمسة وثلاثين مليون ريال.
كما تفضل بوضع حجر الأساس لعدد من مشروعات الجامعة إلكترونيا، التعليمية والخدمية والتقنية في المدينة الجامعية بالرياض وفروع الجامعة ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة بقيمة إجمالية بلغت ثمانية مليارات وخمسمائة وتسعين مليون ريال، بالإضافة إلى افتتاحه المعرض المصاحب للمؤتمر الذي شمل أجنحة لعدد من الجهات المشاركة ضمت إدارة الملك عبد العزيز ومكتبة الملك عبد العزيز العامة ومكتبة الملك فهد الوطنية وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كذلك دشن الملك متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام الذي أنشأته الجامعة بالتعاون مع معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية بجامعة فرانكفورت في ألمانيا.
وفي الحادي عشر من شهر جمادى الآخرة لعام 1436هـ رعى الملك سلمان بن عبدالعزيز حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبد العزيز ” الفهد .. روح القيادة” التي نظمها أبناء وأحفاد الملك فهد، بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وفي العشرين من نفس الشهر افتتح مشروع تطوير حي البجيري في الدرعية، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية موقعًا على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال، ثم رعايته لحفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتدشين ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز الذي يقوم بتوحيد الأعمال الإنسانية والإغاثة التي تقدمها المملكة، حيث أيده الله خلال الحفل: “إنه انطلاقًا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتدادًا للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصًا للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزًا دوليًا رائدًا لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة”، معلنًا تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز، إضافة إلى ما سبق أن وجّه به بتخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق.
وضع حجر أساس مشروع “خير مكة” لجمعية الأطفال المعوقين
وشملت رعاية خادم الحرمين الملك سلمان، في الثالث من شهر شعبان الماضي افتتاح عددًا من المشروعات الطبية في وزارة الحرس الوطني شملت مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية والمختبر المركزي.
وقام في الثاني عشر من الشهر نفسه بزيارة للمسجد الحرام في مكة المكرمة، مؤديا ركعتي السنة داخل الكعبة المشرفة، وتشرف بغسل جدارها، ثم تفقد المرحلة الثالثة لمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، واطلع على مخططات ولوحات توضيحية تبين مراحل تنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي وما تم إنجازه والعناصر المرتبطة به.
وفي شهر رمضان المبارك رعى خادم الحرمين في مكة المكرمة حفل وضع حجر الأساس لمشروع “خير مكة” الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين، واطلع في مقر إقامته بالمدينة المنورة على العرض الخاص لمشروعات توسعة الحرم النبوي والمنطقة المركزية وشاهد مجسمات ومخططات لمشروعات توسعة المسجد النبوي، ودرب السنة الذي يربط الحرم النبوي بمسجد قباء، وتوسعة مسجد قباء، إضافة إلى مشروع دار الهجرة وما تشتمل عليه تلك المشروعات من شبكة للنقل وتفريغ الحشود، ثم رعى حفل تسليم جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود التقديرية ومسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي الذي نظمته الأمانة العامة للجائزة في المدينة المنورة، وزيارته خلال الشهر الفضيل مسجد قباء في المدينة المنورة، مؤديًا ركعتي تحية المسجد خلالها.
وتضمنت جهود الملك سلمان بن عبدالعزيز في رعايته لمسيرة الوطن ومصالح المواطنين افتتاحه مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 8 ملايين مسافر سنويًا في المرحلة الأولى سترتفع إلى 18 مليون مسافر سنويًا في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة من المخطط الرئيس فستوفر أكثر من ضعف السعة الاستيعابية للمطار لتتجاوز 40 مليون راكب سنويًا.
5 مشروعات ضمن التوسعة الثالثة للمسجد الحرام
كما دشن خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في مكة المكرمة تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول، وتفضل خادم الحرمين الشريفين بضغط زر تدشين مشروع مبنى توسعة المسجد الحرام المكون من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000 ر 320 متر مربع يستوعب 000 ر 300 مصل، إلى جانب تدشينه ساحات التوسعة التي تبلغ مسطحاتها 000 ر 175 متر مربع وتتسع لحوالي 000 ر 330 مصل، وأنفاق المشاة التي تضم خمسة أنفاق للمشاة لنقل الحركة من الحرم إلى منطعة الحجون وجرول وخصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية.
وشملت المشروعات أيضًا مشروع مجمع الخدمات المركزية وتشمل محطات الكهرباء والمولدات الاحتياطية وتبريد المياه وتجميع النفايات والخزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق، ومشروع الطريق الدائري الأول الذي يقع داخل المنطقة المركزية ويمتد بطول 4600 متر بثلاثة مسارات في كل اتجاه.
وحين رعايته لحفل افتتاح مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إن الشباب هم الثروة الحقيقية في كل أمة، فهم الأغلبية عدداً، والطاقة الناشطة المتجددة دوماً، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها، في عالم يشتد وطيس التنافس بين الأمم، لبناء حضارتها على اقتصاد المعرفة الذي أصبح لغة العصر بلا منازع، ومن يتخلف فقد حكم على نفسه بالقعود خلف مسيرة القافلة.
وفي التاسع من شهر ذي الحجة الماضي وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة.
إنسانية تمتزج بحس الإدارة والمتابعة
وفي إنسانية تمتزج بحس الإدارة والمتابعة المستمرة لجميع مصالح المواطن، وحس القيادة وحسن الخلق ونبل الرحمة وعظم المسؤوليات، تفقد خادم الحرمين المسجد الحرام عقب سقوط إحدى الرافعات على جزء منه، ما نتج عنه سقوط عدد من الشهداء والمصابين، حيث ناقش وفقه الله خلالها مع المسئولين مسببات الحادث وآثارها، أعرب خلالها – أيده الله – عن صادق العزاء والمواساة لذوي الشهداء وخالص الدعاء للمصابين بالشفاء العاجل، وقال : ” زيارتي اليوم لتفقد ما حدث وكيف نعيد التأهيل مرة أخرى، وسنحقق في الأسباب وبعدها سنعلن النتائج للمواطنين “.
وتثبيتًا لما مضت عليه السعودية منذ تأسيسها أكد خادم الحرمين أن هذه الدولة في خدمة البيتين الحرمين الشريفين، قائلاً: ” يشرُف ملكها أنه خادم الحرمين الشريفين وهذا منذ عهد الملك عبد العزيز إلى اليوم والحمد لله مكة تهمنا قبل أي مكان في الدنيا، هي والمدينة المنورة”.
ولا يقف الاهتمام من خادم الحرمين الشريفين على تفقد مكان الحادثة وحسب بل نراه يسارع الخطى متوجهًا إلى مستشفى النور التخصصي في مكة المكرمة حيث اطمأن على صحة المصابين من عدة جنسيات شملت الجنسية الإيرانية والتركية والأفغانية والمصرية والباكستانية ومواسيًا لهم ومستمعًا إلى حالاتهم الصحية والعلاجية.
وقد أعاد ملك الخير الابتسامة لترتسم على وجوه مصابي حادث سقوط الرافعة بعد أن وجه بتكفل الدولة نفقات أداء مناسكهم في المشاعر المقدسة، ذلك ما أعاد في قلوبهم الأمل في أداء فريضة انتظروها سنوات طوال.
وبادل المصابون خادم الحرمين الشريفين أروع صور الشكر والتقدير حينما رفعوا شكرهم وتقديرهم له على زيارته لهم واطمئنانه على حالاتهم الصحية والرعاية المقدمة لهم، مشيدين بالرعاية الصحية المتكاملة المقدمة لهم.
زيارة الولايات المتحدة الأمريكية
وخلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية وحرصًا منه على تلمس احتياجات أبنائه المواطنين والمواطنات، والاهتمام بقضاياهم، فقد أمر بإلحاق الطلبة والطالبات الدارسين حاليًا على حسابهم الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي, ممن استوفى شروط وضوابط إلحاق الطلاب الدارسين على حسابهم في الخارج، وتحمل الدولة اعتبارًا من تاريخه نفقات علاج المواطنين والمواطنات الذين يعالجون حاليًا من أمراض مستعصية ـ شفاهم الله ـ على نفقتهم الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
واستقبل خادم الحرمين هناك أيضًا الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد العيسى يرافقه مجموعة من الطلبة السعوديين المتميزين في عدد من الجامعات الأمريكية، حيث اطمأن على أوضاع الطلبة السعوديين وشدد على أهمية تنوع تخصصاتهم والحرص على الاجتهاد في طلب العلم ليخدموا وطنهم ومواطنيهم بكفاءة واقتدار، معربًا عن اعتزازه بتميز أبناء المملكة في الجوانب التعليمية وحرصهم على تطور مداركهم.
كذلك استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز رؤساء تحرير الصحف المحلية، والأكاديميين، والكتاب، والمفكرين، والمثقفين، وقدامى الموظفين الأمريكيين في شركة أرامكو السعودية، قبل أن يختتم زيارته للولايات المتحدة الأمريكية.