بواسطة :
01-04-2015 12:40 مساءً
7.6K
المصدر -
عبد العزيز الحشيان - الرياض:
كشف متخصصون في المتاحف الخاصة في المملكة ، أن واردات القطاع التراثي تشكل ما يقارب 20 % من إجمالي الواردات السياحية، سيحقق هذا القطاع ما يقارب الـ 4000 فرصة عمل في المملكة خلال المرحلة القادمة .
وسلط نخبة من المتحفيين والمتخصصين بالعمل السياحي التراثي، الضوء على واقع هذا القطاع وعلى جملة من التطورات والتحديات والمعوقات التي تعيق تطور العمل المتحفي في المملكة، وذلك خلال جلسة حوارية أقيمت أمس, ضمن جلسات المؤتمر المصاحب لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2015، في فندق الانتركونتننتال في الرياض، بعنوان "الاستثمار في المتاحف الخاصة.. تجارب استثمارية ناجحة"، أدارها محمد بن أحمد بن معتق صاحب متحف بن معتق الأثري، وعرض في بدايتها مادة فيلمية عن تجارب المتحفيين المشاركين فيها .
ووصف المتحدث الدكتور نواف بن ذويبان الراشد، صاحب متحف نواف الراشد، المتاحف بكنوز الأوطان، لا سيما وأنها حسب تعريف الموسوعة العربية منشأة علمية ثقافية هدفها عرض التراث الإنساني، مشيرًا إلى الحراك المتحفي غير المسبوق الذي تشهده المملكة اليوم، تتنوع ما بين المتاحف الحكومية المتكاملة التي يزيد عددها عن ستين متحفاً، والمتاحف الخاصة التي تخطت الـ 200 متحف .
وخصص الراشد جزءاً من حديثه للتذكير بأهمية أن يكون هناك دخلاً ومردوداً ثابتاً للمتحف لضمان استمراريته، طارحاً عدداً من الحلول الممكنة لتحقيق ذلك، كوضع رسوم دخول للأفراد والمجموعات، ووضع ركن مبيعات للمجسمات وقطع النسيج والآثار، وتضمين موقع المتحف لقاعات تؤجر للمحاضرات والمناسبات والفعاليات, إضافة إلى القيام بعروض متنقلة مقابل رسوم مادية .
وناشد الراشد الجهات الحكومية والخاصة المعنية تقديم التسهيلات لأصحاب المتاحف لا سيما في ما يتعلق بالتراخيص والأنظمة والاعتبارات البيئية والقانونية والفرص الإعلامية, بالإضافة إلى الدعم المادي والتمويل وتخصيص الزيارات السياحية إلى المتاحف, وفي المحور الأخير من مداخلته تحدث عن ظروف تأسيس متحفه, مقدماً وقائع وأرقام عن عدد الزوار من الأفراد والوفود وأهم الفعاليات التي نظمت في المتحف أو شارك فيها .
من جانبه أشار الباحث الأردني غسان سليمان محمد طنش، مدير مديرية الهيئات والمهرجانات الثقافية في وزارة الثقافة الأردنية،إلى أهمية إسقاط العنصر الثقافي على البرامج السياحية، كما هو الحال بالنسبة لمهرجان جرش في الأردن، الذي يدخل ضمن خطة وزارة الثقافة الأردنية في الحفاظ على الموروث الثقافي الإنساني وإعطاءه الأولوية .
وأكد أن أهمية قطاع المتاحف والمتاجر التراثية لا تقف عند حد المحافظة على التراث الثقافي بل أنه يسهم في إحياء الاقتصاد السياحي وتوفير فرص العمل ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة ونزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية .
وذكر طنش بإحصائية تقول أن حجم واردات الصناعات التراثية والهدايا في السعودية عام 2010, قدر بـ 400 مليون دولار، موصياً بضرورة تأمين الدعم القانوني والمادي والإعلامي والتدريبي والتنظيمي لمنشآت هذا القطاع لمنع استنزافها وتلاشي دورها, فيما كانت النقطة النهائية والأهم في مداخلته حول ضرورة تحول المتاحف إلى مؤسسات تضم هيكلاً إدارياً وتنظيمياً واضحاً ومحدد الوظائف والأهداف .
من جهته قسم رئيس الرابطة الأردنية للحرف والفنون الشعبية لؤي سعيد عبدالهادي، , مسارات العملية النهضوية للتراث إلى أربعة تضم: الأحياء، النهضة،التطوير والاستقرار، مشيراً إلى الارتباط الوثيق للتراث بكافة القطاعات الحياتية من سياحة وثقافة وتنمية اجتماعية واقتصادية وغيرها.
وأوضح عبدالهادي المعوقات والصعوبات التي يواجهها القطاع ومنها: ضعف الثقافة بأهمية التراث ودوره في العملية التنموية, إضافة إلى معوقات أخرى تنظيمية وقانونية وترويجية وتمويلية .
بدوره وجه المدير المكلف بمكتب آثار الطائف ،صاحب متحف قصر شبرا الإقليمي أنس أحمد سندي ، نصيحة لأصحاب المتاحف ومقتضاها: "لا تكونوا إتكاليون، بمعنى ألا تنتظروا من ينظم أو يمول أو يسوق لكم متحفكم", مفسراً فكرته بأن الانتظار وطلب المساعدة لا يمكن أن يحقق النتيجة التي يحققها السعي الخاص والدؤوب من قبل صاحب المتحف نفسه للحفاظ على متحفه وتطويره، مسلطاً الضوء على تجارب في جمع المقتنيات تحولت بعدها إلى متاحف شهيرة وناجحة بفعل جهود أصحابها وعزمهم وتمسكهم بالنجاح .
واختتمت الجلسة بمداخلة لمدير عام المتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور عوض الزهراني, تحدث فيها عن نشأة المتاحف مع الأشوريين والفراعنة, وتطورها والتخصصات التي نشأت عنها، كما تحدث عن المراحل التطويرية التي مرت بها والإجراءات والتراخيص الطبقة في المملكة .
وفي نهاية الجلسة جرى تكريم المتحدثين وتقديم الدروع التذكارية لهم .