قالت دراسات أوروبية قُدمت إلى المجلة الأمريكية لأبحاث السرطان إن المدخنين الذين يتناولون الخضار والفاكهة بشكل منتظم وبكميات كبيرة تتراجع لديهم بصورة ملحوظة فرص التعرض لمرض سرطان الرئة الذي عادة ما يداهم المدخنين في سنين عمرهم المتقدمة. وبحسب الدراسات التي جرت عبر متابعة مجموعة من المدخنين لمدة تسعة أعوام، فإن الذين يتناولون الخضار والفاكهة تتراجع لديهم فرص التعرض لسرطان الرئة بنسبة 23 في المائة، وإذا حرص المدخن على تنويع المواد التي يتناولها، فإن فرص نجاته من الإصابة بالسرطان ترتفع إلى 27 في المائة. وتنبع أهمية هذا الاكتشاف من واقع تركيزه على نوعية الخضار والفاكهة، إذ سبق لأطباء أن أشاروا إلى أدوار إيجابية للمواد الغذائية الطبيعية في الحد من السرطان، غير الدراسة الأوروبية الحديثة التي رصدت أنماط غذاء 452 ألف شخص أشارت بشكل محدد إلى الخضراوات الجذرية والملفوف والفطر والبصل والثوم، والفاكهة الطازجة والمجففة. وبحسب الأطباء الذين أشرفوا على البحث في جامعات، يقع أبرزها بهولندا، فإن تنويع الخضار والفاكهة مهم بقدر أهمية الكميات التي يتناولها المرء، وذلك باعتبار أن بعض تلك المنتجات تحتوي على مواد مفيدة في صد خطر السرطان، لكن العلم الحديث لم يتمكن من التعرف عليها بشكل مباشر بعد. لذلك ينصح الأطباء بتناول كل أنواع الخضراوات والفاكهة، والإكثار من السلطات، على أمل أن تكون تلك المواد موجودة في إحدى مكوناتها. غير أن الدراسة قالت إن هذا الاكتشاف لا يجب أن يشكل حافزاً للمدخنين لمواصلة عادتهم السيئة، ولا يجب أن يفهم منه الدعوة إلى الإكثار من تناول الخضار والفاكهة بالتزامن مع زيادة نسب التدخين، بل يتوجب على الجميع بذل قصارى جهدهم للتخلص من هذه الآفة المضرة بالصحة.
المصدر -