المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024
بواسطة : 22-04-2016 07:03 مساءً 10.3K
المصدر -  غرب ـ الرياض*

واصلت أسعار النفط أمس، مكاسبها السعرية مدعومة بتوقعات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية، تشير إلى أن المعروض العالمي سيشهد هذا العام أكبر انخفاض له بسبب تراجع الإنتاج والاستثمارات في الدول غير الأعضاء بمنظمة “أوبك” منذ 25 عاما، بما يسهم في إعادة التوازن للسوق التي تعاني تخمة المعروض.

وقال فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، إن انخفاض أسعار النفط قلص الاستثمارات بنحو 40 في المائة على مدار العامين الأخيرين، وكانت الانخفاضات حادة في الولايات المتحدة وكندا وأمريكا اللاتينية وروسيا.

وأشار للصحافيين في طوكيو إلى أن التوقعات خلال العام الجاري تشير إلى أكبر انخفاض في إمدادات النفط خارج “أوبك” منذ 25 عاما وهو نحو 700 ألف برميل يوميا، وفي الوقت نفسه يمضي نمو الطلب العالمي بوتيرة محمومة بقيادة الهند والصين وغيرها من الدول الصاعدة.

وجاء تقرير وكالة الطاقة ليخفف كثيرا من الأثر السلبي لتعثر اتفاق المنتجين في الدوحة الأحد الماضي، وبات مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد سباقا إنتاجيا بين “أوبك” وروسيا، حيث يتنامى إنتاج الأولى ليقترب من 34 مليون برميل يوميا، فيما تسعى الثانية إلى بلوغ إنتاجها 12 مليون برميل يوميا في أقرب فرصة، بينما تعتزم إيران الوصول إلى مستوى أربعة ملايين برميل يوميا قبل أقل من شهرين.

وأوضح لـ “الاقتصادية”، دييجو بافيا مدير شركة “إينو إنرجي” للطاقة في هولندا، أن كبار منتجي النفط التقليديين أدركوا جيدا حقيقة التحديات التي تواجه سوق الطاقة العالمي وضرورة التحول إلى الموارد الجديدة، والتركيز على تنويع تلك الموارد، مشيدا بالتحرك الإيجابي الذي حققته دول الخليج في هذا الملف.

وأشار بافيا إلى أن السعودية أكبر منتج في “أوبك” والعالم تركز على الإسراع بمعدلات النمو وجذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير القطاعات غير النفطية، كما أعلنت الإمارات أنها ستقلص اعتمادها على النفط من 30 في المائة في الوقت الراهن إلى 20 في المائة في العام المقبل، وإلى 10 في المائة في بداية العقد المقبل.

ودعا بافيا إلى الإسراع في تنمية الابتكار في قطاع الطاقة والتوسع في التقنيات والتكنولوجيا الحديثة وزيادة نظم الإنتاج المتطورة التي تعتمد على الكفاءة، مشيرا إلى أن حجم مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي – على الرغم من سرعة نموه – إلا أنه لا يمثل إلا 4 في المائة فقط من المزيج.

ويقول لـ “الاقتصادية”، مايكل تورنتون المختص بمبادرة الطاقة الأوروبية، إن تقرير وكالة الطاقة جاء ليؤكد حقيقة واقعة سبق أن حذرت منها “أوبك” والعديد من المنظمات الدولية، وهي أن تراجع الاستثمارات وتوقف الإنتاج على نطاق واسع خاصة خارج دول “أوبك” سيؤدي إلى انهيار كبير في المعروض العالمي ومن ثم الارتداد إلى أسعار شديدة الارتفاع.

وأضاف تورنتون أن التقرير كشف عن أن العام الحالي سيشهد أكبر تراجع لإنتاج دول خارج “أوبك” منذ 25 عاما، وهو مؤشر خطير عن الأزمة التي تواجه الإنتاج الأمريكي بصفة خاصة، وأيضا في كل الدول ذات الإنتاج المرتفع، مشيرا إلى أن انهيار الاستثمارات بنحو 40 في المائة يدعو إلى تحرك دولي عاجل لاستعادة التوازن في الأسواق.

ويرى تورنتون أن تعثر اتفاق الدوحة لا يمثل نهاية المطاف، حيث من المتوقع ألا يؤثر سلبا في العلاقات السعودية الروسية التي تتسم بالقوة وبتعدد أوجه ومجالات التعاون، مشيرا إلى أن البلدين قادران على قيادة طفرة في الإنتاج تعوض التهاوي المتوقع للمعروض العالمي.

ومن جهته، أوضح لـ “الاقتصادية”، المهندس برت ويكيرينك مدير أنظمة التشغيل في شركة ” كيوا” الدولية للغاز، أن تقرير وكالة الطاقة يشير ضمنا إلى عودة منظمة “أوبك” للعب الدور الرئيس والمهيمن على سوق الطاقة التقليدية لأنها تسهم حاليا بـ 40 في المائة من المعروض العالمي، وهي القادرة على ملء الفراغ الذي سيحدث من جراء انهيار الإنتاج عال التكلفة من الدول غير الأعضاء في المنظمة.

وقال ويكيرينك إنه لا يتفق مع الآراء التي تصور الأمر وكأنه مؤامرة لإضعاف الأسعار، بل إن هناك قراءة جيدة من روسيا ودول “أوبك” تشير إلى أن المستقبل سيكون أفضل، وأنهما سيملآن معا فراغا متوقعا في المعروض العالمي، ومن الطبيعي أن تستعد موسكو لهذه المرحلة وتخطط لرفع إنتاجها إلى 12 مليون برميل يوميا.

وأضاف ويكيرينك أن الطلب العالمي على مشارف استعادة مستويات جيدة خاصة في الصين والهند وباكستان، وهي كلها تمثل آفاقا جيدة لسوق النفط، حيث من المرجح أن يستعيد مستويات جيدة للأسعار بنهاية العام الجاري وبداية 2017.

من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، فقد بلغت عقود خام القياس الدولي مزيج برنت لأقرب استحقاق 62 سنتا أو ما يعادل 1.35 إلى 45.18 دولار للبرميل بعد أن تراجعت عن أعلى مستوى لها في الجلسة البالغ 46.18 دولار، وصعد برنت نحو 7 في المائة في الجلستين السابقتين، وهبطت عقود الخام الأمريكي دولارا واحدا أو ما يعادل 2.26 في المائة إلى 43.18 دولار للبرميل بعد أن كان قفز في وقت سابق من الجلسة إلى 44.49 دولار.

وبحسب “رويترز”، فقد قال كيريل مولودتسوف نائب وزير الطاقة الروسي إنه من المرجح طرح مبادرة جديدة لإجراء محادثات من أجل تثبيت إنتاج النفط في غضون أسبوعين، مشيرا إلى أنه في غضون أسبوع أو أسبوعين ستطرح مبادرة جديدة لإجراء محادثات.