عبد الكريم هاشم - جدة*
رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة اليوم انطلاق فعاليات الملتقى الصناعي السادس بجدة تحت شعار “التحول الوطني.. نحو تحول صناعي” بحضور معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومشاركة قيادات الجهات الحكومية ذات العلاقة والمستثمرين ورجال المال والأعمال والشركات السعودية والخبراء والجهات الاستشارية والاقتصادية, وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة . وقد بدأ الحفل الخطابي المقام بهذه المناسبة بالقرآن الكريم ، ثم ألقت رئيس الملتقى عضوة اللجنة الصناعية بغرفة جدة ألفت بنت محمد قباني كلمة أشادت خلالها بالتحول الوطني الذي تنشده البلاد بحثاً عن التغيير والتحسين والتطوير في مختلف القطاعات , مشيرة إلى أن الملتقى الصناعي في نسخته السادسة يؤمن بأن التحول يأتي عبر الثقافة التي هي الروح والفكر والسلوك ، والاقتصاد القائم على المال والتجارة والصناعة هو عصب ومنطق حضارة . وأبرزت دعم سمو أمير منطقة مكة المكرمة للصناعة في المنطقة ,وفي جدة خاصة التي تمتلك حالياً “4″ مدن صناعية مما تؤكد حرص سموه المستمر وتذليل كافة العقبات لهذا القطاع المهم ,مشيرة إلى أن هذا الملتقى تبرز رسالته في جعل الصناعة المصدر الثاني للدخل الوطني ، حيث يهدف إلى إبراز دور القطاع الصناعي في التحول الوطني، مع التركيز على صناعة شراكات ناجحة بين القطاعين العام والخاص، والتحول إلى الصناعات الحيوية، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوجيه الشباب نحو الصناعة وتحفيزهم لتنبي مشاريع ابتكارية وريادية، مع العمل على رفع نسبة مشاركة المرأة في هذا القطاع ضمن الضوابط الشرعية وتوفير بيئة مناسبة لها. ونوهت قباني بحضور معالي وزير التجارة والصناعة وتفاعله ودعمه المستمر عبر الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية وصندوق التنمية الصناعي ,وهيئة الشركات الصغيرة والمتوسطة ,مبرزة مساعي اللجنة الصناعية بغرفة جدة ,والشريك المعرفي جامعة الأعمال والتكنولوجيا ubt ,والراعي العلمي التقني مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية, وجميع الرعاة الداعمين وفريق عمل الملتقى والشركة المنظمة . بعدها ألقى رئيس اللجنة الصناعية بغرفة جدة إبراهيم بن محمد بترجي كلمة عد خلالها الصناعة وسيلة أساسية لتعزيز القيمة المُضافة للموارد الوطنية وتنويع القاعدة الإقتصادية للوصول إلى تحقيق التنمية المستدامة , مشيراً إلى دور اللجنة في بحث وحل المعوقات والصعوبات التي تقف في وجه تطور القطاع الصناعي بمدينة جدة ، ودعم وتنمية هذا القطاع وتأكيد أهميته في تنويع مصادر الدخل الوطني ، وتعزيز تواجد المنتجات الوطنية في السوق العالمية فقد قامت اللجنة بالتنسيق مع امارة المنطقة وهيئة المدن الإقتصادية بتوفير أكثر من “120″ مليون متر مربع أراضي صناعية بمدينة جدة . وبين أن أهداف اللجنة تكمن في تقوية العلاقات وسبل الاتصال بين الغرفة والقطاع الصناعي بمدينة جدة واقتراح الحلول للمعوقات والتحديات التي تواجه القطاع الصناعي ودراسة الأنظمة واللوائح الخاصة بالصناعة لإبداء الرأي وتقديم الاقتراحات المناسبة بشأن تعديلها وتبسيطها , مضيفاً أن اللجنة ارتأت تنظيم هذا الملتقى الصناعي بهدف تجمع الصناعيين واصحاب العلاقة في مكان واحد لتعزيز دور القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني ولبحث ومناقشة مساهمة الصناعة في الاستراتيجية الوطنية للتحول الوطني وتحفيز الشباب لاكتشاف هذا القطاع والدخول فيه والبدأ في صناعاتهم الصغيرة للمساهمة كذلك في التحول الوطني.
إثر ذلك ألقى نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة مازن بن محمد بترجي كلمة نوه في مستهلها بالصناعة التي تعتبر من أشرف المهن فقد علمها الله سبحانه وتعالى بعض رسله وأنبيائه الذين أرسلهم هداة للناس وقدوة لهم في حياتهم , مشيرا إلى أن رسول الله نوح عليه السلام كان “نجاراً” حيث أمره الله سبحانه وتعالي بأن يصنع السفينة للنجاة من كيد الكافرين ، وأمر أبو الأنبياء إبراهيم الخليل ببناء الكعبة الشريفة ، وداوود عليه السلام ملك ونبي وصانع ، ونبي الله إدريس خياطاً ، ولقمان كان خياطاً أيضاً ، وأخبر الله سبحانه وتعالي عن رسله وأنبيائه بأنهم كانوا يتخذون أسباب المعاش ويطلبون الرزق بالعمل والسعي كالصناعة والتجارة . وقال بترجي” إن غرفة جدة وهي تطلق هذا الملتقى تحت الرعاية الكريمة من أمير العمل والإبداع والتطوير .. الأمير خالد الفيصل ليضاعف مسؤولياتها ويرقى بواجبها في تبني ابتكارات الشباب وعرض تجاربهم الناجحة وإبراز أفكارهم الصناعية ، بتواجد معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة الذي سيواجه الحضور بمخاطبة لهم ضمن جلسات الملتقى ، ولاشك أن للجنة المنظمة لهذا الحدث من خلال اللجنة الصناعية والجهاز التنفيذي بالغرفة دور رائد في الاستعداد والتنظيم لهذا الحدث الذي يحمل في طياته آمال وتطلعات القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- الذي قاد أكبر تحالف عسكري إسلامي ليتوج هذا الدور بقيادته للتحالف الصناعي الإسلامي ليجعل من المملكة رائدة الصناعة في المنطقة لما تملكه من إمكانات بشرية ومادية كبيرة “. وأفاد أن الجميع من هذه النخبة الصناعية تواق لمخرجات هذا الملتقى من التوصيات ذات العلاقة بمواجهة التحديات والقضايا الصناعية والدفع بمسيرة التنمية الشاملة بالمملكة نحو التكامل والتطور وتحقيق صناعة وطنية منافسة على مستوى العالم, آملاً أن يتوج المولى عز وجل جهود العاملين في هذا الملتقى بالتوفيق والنجاح ، وأن يجعل هذا العمل في خدمة هذا الوطن ومواطنيه .
عقب ذلك ألقى معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة كلمة أشار فيها إلى استثمار التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الوزارة بهدف تحقيق موقع ريادي لقطاعي التجارة والصناعة السعوديين في بيئة عادلة ومحفزة، وحماية مصالح المستفيدين . وقال” نجحنا في تطوير اجراءات استخراج سجل تجاري إلكتروني جديد في مدة لا تزيد عن 180 ثانية، في حين يستغرق فتح السجل في الولايات المتحدة الأمريكية يومين، وفي بريطانيا أسبوع كامل، كما نجحنا في تطوير اجراءات تسجيل العلامات التجارية وخفضنا المدة من 232 يوماً إلى يومين فقط، مما ساهم في زيادة نسبة طلبات العلامات التجارية بنسبة 42%”. وكشف معاليه عن وجود بوابة إلكترونية أطلقتها وزارة التجارة والصناعة تهدف إلى تعزيز مبادئ الإفصاح لدى الشركات وزيادة مستوى الشفافية، وتحسين وتطوير بيئة الأعمال واستمرارية المنشآت، ووصل حجم مبيعات الصناعة السعودية إلى 627 مليار ريال حصاد مبيعات 1800 مصنع أدرجت بياناتها في سجل القوائم المالية، وأطلقت الوزارة شعار ” ابدأ مصنعك في 4 خطوات” من خلال اصدار الترخيص الإلكتروني في 24 ساعة، ثم اصدار السجل التجاري إلكترونياً في 180 ثانية، والخطوة الثالثة هي الحصول على أرض صناعية ثم الخطوة الاخيرة في الحصول على التمويل للمشروع الصناعي. وأكد الدكتور الربيعة أن الحصول على أرض صناعية بات أمراً ميسراً في ظل تواجد 34 مدينة صناعية بالمملكة، ومع محفزات الاستثمار الصناعي التي تتمثل في تسعير ايجار المتر بريال واحد فقط للصناع، كما توجد مصانع جاهزة مدعومة يصل عددها إلى 604 مصانع تقدم خصومات أكثر من 65%، وتم اطلاق تطبيق المصانع السعودية الذي يقدم معلومات تفصيلية لاكثر من سبعة آلاف مصنع، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات الصناعية تصل إلى 807 مليارات ريال وتمثل 27% من حجم الاستثمارات الموجودة. وأشار معاليه إلى نمو الصادرات السعودية غير النفطية 3 أضعاف من عام 2008 إلى 2014م، وتعمل الوزارة على تعزيز قدرة المملكة في التصدير، حيث اقيمت 97 ورشة عمل بمشاركة 1836 متدربا و1447 شركة، وينتظر أن ننفذ خلال العام الجاري 117 ورشة عمل، وتم تطوير التقييم الإلكتروني للتصدير، حيث تم اصدار ثلاث طبعات لدليل التصدير، وحرى توفير فرص البيع للمنشآت الجاهزة للتصدير من خلال مشاركة 1240 شركة سعوية في 33 معرضا وملتقى دولي في العامين الماضيين. بعد ذلك كرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز الرعاة وشركاء المنتدى.