بواسطة :
05-04-2014 08:07 مساءً
8.5K
المصدر -
الرياض-واشنطن:
* *على مر التاريخ –ومنذ اكتشافه- لعب النفط دور فرس الرهان في الأزمات السياسية الكبيرة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط والعالم..
ولعل أبرز هذه الأدوار، الدور الذي لعبه نفط المملكة العربية السعودية خاصة والخليج عامة إبان حرب تحرير سيناء 1973، حين قررت المملكة حينها قطع إمدادات النفط عن الولايات المتحدة والبلدان الأخرى التي تؤيد إسرائيل في صراعها مع الدول العربية.
ويذكر لنا التاريخ أيضا أن المملكة استخدمت هذا السلاح مرة أخرى عام 1985، حين اشتدت وطأة الاتحاد السوفييتي على أفغانستان، حيث قررت المملكة حينها زيادة إنتاجها النفطي بشكل كبير؛ الأمر الذي هوى بأسعار النفط إلى 10 دولارات للبرميل؛ ما اضطر روسيا لبيع نفطها بـ6 دولارات للبرميل الواحد، وهو الحدث الذي لم يحتمله اقتصاد الاتحاد السوفييتي، وكان من بين أسباب الانهيار الاقتصادي للاتحاد. وعلى عكس ذلك، لم يتضرر الاقتصاد السعودي.
واليوم تطالعنا صحيفة "برافدا" الروسية واسعة الانتشار بعنوان "أوباما يريد من السعودية تدمير الاقتصاد الروسي"، حيث أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حاول إقناع حكومة المملكة بتخفيض سعر النفط العالمي 12 دولاراً؛ ليصبح 90 دولاراً للبرميل أو أعلى بقليل؛ ما سيتسبب في خسائر فادحة للاقتصاد الروسي بأكثر من 40 مليار دولار في عائداتها؛ الأمر الذي قد يلحق أضراراً بالغة في الاقتصاد الروسي القائم على النفط، ومعاقبتها نظراً لموقفها من القضية السورية وقضية القرم.
من جهتها، قالت الخبيرة الروسية يلينيا سبونينا رئيس مركز آسيا والشرق الأوسط في روسيا إنه من المستبعد أن تقوم السعودية بخفض الأسعار؛ لأنها ستخسر كثيراً في حال انخفضت الأسعار عما هو عليه الآن، إضافة إلى أن دولاً مثل فنزويلا وأنغولا في مجموعة أوبك لن تسمح بإنتاج ثلاثة أضعاف الإنتاج، على حد وصفها.
بينما يقول الخبير سيرجي دوميدينكو: يبدو أن هذا العمل ممكن من الناحية الاقتصادية، لكن لدى السعودية استحقاقات كبيرة، منها تطوير حقول النفط المعقدة وبرامج اجتماعية داخلية ملحة، هذا بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية لها سياسات خاصة بها غير التي يريدها أوباما، فالرياض تسعى بشكل علني لعلاقات متوازنة مع كافة القوى التي تجمعها بها علاقات وشراكة.